عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

فى وقت ما ساءت العلاقات بين مصر والسعودية.. قررت مصر عدم سفر أى شخص للحج والعمرة لمدة عام!!.. وكان هناك فى مبنى المجمع دور كامل لإعطاء (فيزا خروج) لأى شخص يريد السفر للخارج بشرط أن يحدد -الشخص المسافر- البلد الذى يقصده.. لذا كان من المستحيل السفر إلى السعودية بأى شكل.

عندنا فى مصر عدد كبير -رجالًا وسيدات- إذا لم يحجوا كل عام تصيبهم أمراض الدنيا!! طوال العام.. وعندما اقترب موعد الحج فكّر كل منهم على انفراد دون أى اتفاق أو تكوين جمعية أو أى شىء من هذا القبيل.. فكر كل منهم أن يسافر إلى الأردن ومن عمان إلى تبوك مدخل السعودية طريق مشهور واسع جدًا رايح جاى ممهد كالحرير فيه أوتوبيسات تربط عمان بمدخل السعودية (تبوك).. وفى عمان تقابل دون موعد عدة آلاف من المصريين استضافهم الملك حسين.. ثم سافروا إلى السعودية.

وصل رتل السيارات الطويل الذى يحمل آلاف المصريين إلى تبوك فى الساعة الثالثة صباحاً.. وليس معهم فيزا لدخول السعودية والأوراق المطلوبة.. وكانت مشكلة كبيرة لرئيس جوازات السعودية الذى اتصل بوزير الداخلية لأنه لا يستطيع تحمل اتخاذ أى قرار فى هذا الشأن.. أيقظ الوزير من النوم وشرح له الموقف.. الوزير خشى أيضًا من اتخاذ قرار فأيقظ الملك فيصل من النوم.. كان لا بد من إيقاظ الملك.. فهناك آلاف لا يمكن تركهم عن الصحراء ساعات طويلة فى هذا الليل.. والأوتوبيسات تحدد أن تعود إلى بلدها (الأردن).

ما إن علم الملك فيصل بالموضوع من وزير الداخلية حتى صاح وقال:

- لا يُرد (ضمة على الياء) مسلم عن البيت قط.. يدخلون جميعًا فى ضيافتى الشخصية..

وأمر الملك وزيره باتخاذ الإجراءات اللازمة.. نزل الوزير من منزله فى جدة وفى أوتوبيسات سعودية، تم نقل المصريين إلى مكة.. فى ضيافة الملك فيصل الشخصية.

 (...)

كان أحد المصريين الحجاج عم الطحاوى كبير مقاولى مصر.. يسمونه (عمدة المقاولين) الذى يحج فعلًا كل عام مع أسرته.. وكان عضوًا دائمًا فى مجلس إدارة نادى الزمالك.. قال لنا الحاج طحاوى بعد عودته عبارة لم أنسها منذ الستينات:

- لم نضع أيدينا فى جيوبنا قط..

لم تكن ضيافة عادية.. بل كرم لم نعرفه من قبل.. حتى مشترياتنا الخاصة كانت التعليمات أن نكتبها ونعطيها لمن أشرفوا على ضيافتنا لشرائها لنا.. فوجئنا بعدد كبير من ملابس الإحرام رجال وسيدات فى صناديق فى بهو الفندق.. ورغم أننا جميعًا نلبس بالفعل ملابس الإحرام ومعنا غيرها كانت التعليمات أن اتركوا الصناديق بما فيها لمن يريد أن يأخذ منها.. كرم غير عادى.

 (...)

- لماذا أكتب هذه الحكاية التى مر عليها حوالى 47 عاماً؟!

- لأن الأيام والسنوات مرت.. وتتكرر نفس الحكاية هذا الأسبوع.. السعودية قطعت علاقتها بقطر.. بعض القطريين اتصلوا ببعض المسئولين بالسعودية لأن هناك عدداً منهم يريد أن يحج هذا العام.. فما الموقف وما الحل؟

نفس الحكاية.. بالضبط..

لم يستطع أحد المسئولين أن يتخذ قرارًا وتم رفع الأمر لخادم الحرمين شخصياً.. نفس الرد بالضبط وبالكلمة وبنفس الحماس لدين الله عز وجل.

قال الملك سلمان:

- لا يُرد أحد قط عن بيت الله.. على الرحب والسعة..

 (...)

هذه هى إحدى مقالات ثلاث حجبتها الصحف القومية فى عهدها الجديد!! أريد من نشرها فقط لكى يقرأ المسئولون الجدد، ويقولون لنا رأيهم فى التعيينات الجديدة!! رغم أننى لم أنشر جزءاً من خطاب عبدالناصر فى هذا الشأن وحكاية نتفه لذقن الملك فيصل شعرة شعرة!! خطاب مشهور قبيل نكسة 1967 بساعات!!