من نقطة الأصل:
على مدار عدة حلقات تليفزيونية استعرض أ. وائل الإبراشى، صوتاً وصورة، ممتلكات محمد على باليونان وأرجعها كلها إلى أنها ممتلكات مصرية!.. والحقيقة أنها الآن بالتحديد – ممتلكات أسرة محمد على.. لقد صال وجال فى هذه الأراضى والممتلكات باليونان مكرراً أنها ممتلكات مصرية فى برنامجه «العاشرة مساءً» ولم يشر فيها إطلاقاً إلى حقوق هذه الأسرة المنكوبة والتى غدر بها الجميع!.. ويعيش معظم أفرادها حتى الآن على معونات وهبات دول عربية!.. ولم يطرح أو يشير أ. الإبراشى لأى شىء يدل دلالة واضحة وصريحة أو ضمنية إلى ورثة هذه الأملاك باليونان؟!.. هل المنزل الذى أشار أ. الإبراشى إلى أن محمد على ولد به ليس حقاً حالياً لأسرته؟!.. ثم على أى أساس من أسباب كسب أو اكتساب الملكية استند إليه؟!.. أبسبب الالتصاق أم العقد أم الميراث وتصفية التركة أم على الاستيلاء ووضع اليد وهما أيضاً من أسباب كسب الملكية؟!.. والعجيب أنه صور هذه الأماكن ويرفرف عليها العلم اليونانى وبجواره العلم المصرى الذى فرضه الأحرار الميامين ليحل محل الأخضر بهلاله ونجومه الثلاث البيضاء؟!..
لم يحترم الخلفية التاريخية للعلم المصرى ولو بالإشارة، وأخذ يتحدث وكأن هذه الممتلكات ليس لها أصحاب أو ورثة ومنهم أبناء الملك الأسبق فاروق الذين عاشوا.. نكرر.. ولا يزالون، على معونات وهبات دول عربية شقيقة!.. يعلم أ. اﻹبراشى وأصحاب القناة التى يعمل بها وكل معنى بالحقائق التاريخية وكل المؤمنين بأن العدل أساس الملك.. أن أوليفر كرمويل السياسى الداهية والقائد العسكرى هزم الجيش الملكى البريطانى وأعلن الجمهورية وتولى الرئاسة ومن بعده خلفه ابنه ريتشارد.. ولما استفاق الشعب البريطانى عزل ابنه وحاكم ذلك الداهية أوليفر ميتاً وأدانه وقطع رقبته ونقلت جثته إلى مقابر أسرته، ومع ذلك لم يزوّر التاريخ، ولا يزال هناك بالمملكة المتحدة شارع وميدان شهير باسمه!!!.. وفى المقابل لو نظرنا إلى ما أقدم عليه زمرة الأحرار بتحطيم سمعة بانى نهضة مصر الحديثة ومؤسس جيشها العظيم ومعه كل أفراد أسرته، لينفجر هنا السؤال.. أين أسماء الجامعات التى أقامتها أسرة محمد على؟!!.. جامعة فؤاد... جامعة فاروق.. جامعة إبراهيم.. وجامعة محمد على؟!.. رحم الله المؤرخ الكاتب الصحفى صاحب «ستائر النسيان» خريج الكلية العريقة التى تتصدر كليات الجامعة -كلية الآداب- التى أنشاتها حفيدة محمد على بحر أموالها ومجوهراتها وأطيان لها باعتها من أجلها حباً فى مصر والمصريين والمصريات!! الإعلامى والكاتب الصحفى وائل الإبراشى لقد ظلمت نفسك بتجاهل الحقائق الساطعة وأصحاب الحقوق الضائعة.. كفى زيفاً حقق تيهاً لأجيال متتابعة متلاحقة عن عبدالناصر وصحبه الميامين!!