رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

فى الستينيات من القرن الماضى ناصر عدد من الكتاب الكبار أندية الأقاليم من هؤلاء الكتاب كان الولد الشقى السعدنى الكبير، ومعهم ناقدنا الرياضى الذى لن يتكرر نجيب المستكاوى وكان النادى الاسماعيلى هو نوارة نوادى الأقاليم فى مصر بأكمله ويحكى السعدنى أن هناك ولد لم تستطع الملاعب العربية فى كل أنحاء الوطن العربى أن تنجب له مثيلاً  إنه الكابتن رضا عليه رحمة الله وبالنسبة لشخصى الضعيف فإن كل ما تحمله الذاكرة لهذا الفتى الذهبى واقعة جرت لنا على طريق الإسماعيلية وكنا أطفال صغار أغلى أمانينا رؤية الاسماعيلية والسفر فى سيارة السعدنى الفولكس فاجن الزرقاء وحدث ذات سفرية الى الاسماعيلية أن تعطلت سيارة السعدنى ولم يعد ممكناً اصلاحها بدون تدخل ميكانيكى وفجأة توقفت سيارة فارهة نزل منها شاب طويل القامة اتجه ناحية السعدنى واستقبلوا بعضهما البعض بالمراحب الحارة وازيك يا عم  محمود: أهلاً يا رضا اخبارك.. العربية عطلت.. ويقسم رضا بأغلظ الايمان ان يركب السعدنى والأسرة سيارته وكانت ماركة تاونس والحق أقول اننا كنا فى حال وانتقلنا الى حال أخرى فالسيارة الفولكس لها باب واحد فقط وكنا نركبها سبعة أفراد هالة وأمل وهبة وحنان وشخصى الضعيف بالإضافة الى أمى وأبى وكنا أشبه بالمحشورين داخل السيارة ولكن فى سيارة رضا تحولنا الى ركاب لكل منا مكان وفوق ذلك فانك فى التاونس لا تشعر بالمطبات تضرب فى كليتك وترفعك كالمرجيحة لتصطدم رأسك بالسقف كما يحدث فى الفولكس.. بصريح العبارة شعرنا بسعادة بالغة وتمنينا من الله أن يرزقنا بمثل هكذا سيارة وأن يتوب علينا من هذه «النملية» التى تسير على أربع عجلات والشىء الغريب أننا وقفنا فى الطريق لأكثر من ساعة ونصف الساعة والسعدنى وقف على جانب الطريق يشاور كما عساكر المرور لكل سيارة عابرة. ولكن أحداً لم يعر السعدنى اهتمام من أى نوع.. وبمجرد أن هبط رضا من سيارته وترجى السعدنى أن يأخذنا وينصرف لأنه يستطيع أن يتصرف بأفضل مما يمكن للسعدنى وجدنا رضا بمجرد أن وقف أمام موتور السيارة «الخلفى» المفتوح توقف المرور على الجانبين وسيارات نقل على ملاكى على أجرة الجميع توقفوا علشان خاطر عيون أجمل صنف انجبته منطقة القناة ومصر بأكملها فاكهة الملاعب العربية بأسرها الكابتن رضا.. ومع شديد الأسف رضا اللاعب لا أتذكره على الاطلاق مع أننى  حضرت عدة مباريات شارك فيه رضا ولكنى كنت أتابع الجلوس حولى وأمارس هوايتى فى رشهم بالماء أو ضرب من يجلسون حولى دون أن يتمكنوا من معرفة من اين جاءتهم الضربات.. لم يكن الملعب يستهوينى فى طفلتى المبكرة.

المهم أنه لم يمض على وصولنا إلى المدينة الأجمل والأكثر خضرة وصاحبة الجاذبية المرعبة فى بر مصر مدينة الاسماعيلية.. أقول ما هى الا دقائق معدودة وكان رضا يطير بالفولكس وكأنها خارجة لتوها من المصنع الألمانى ولم يدفع رضا مليماً واحداً فى اصلاح السيارة واكتشفت ان السعدنى شن حملة رهيبة على أندية القاهرة المصرية الأهلى والزمالك وانه اقسم برأس جده الكبير الشيخ خليل انه لو سارت الأمور بشكل طبيعى ولم «يوالس» الحكام فسوف يكون النادى الاسماعيلى هو بطل مصر دون منازع وحدث غيظ رهيب لجماهير الأهلى وهو النادى الذى نال الكثير من نقد السعدنى اللاذع، ولذلك اتجه عدد من الأهلاوية المتعصبين وأحرقوا سيارة السعدنى الفولكس الزرقاء واتصلوا بالسعدنى وحذروه من العودة الى الهجوم على الأهلى المهم ان السعدنى نقل لنا الخبر عن طريق «أمنا» رحمهما الله واستقبلنا الخبر هالة شقيقتى الكبيرة وأنا بسعادة لا مثيل لها فها هى  الأمانى سوف تتحقق والسيارة «التانوس» بالتأكيد آتية لا شك فى ذلك. ولكن فى نهاية اليوم وجدنا السعدنى يضرب لنا الكلاكسات المعتاد عليها ونخرج إليه من البلكونة لنكون فى استقباله وكانت السيارة فى أفضل حال لا طالها حريق ولا نالها مكروه.. وجلس السعدنى يحكى لنا ما جرى فقال إن المشاغبين حرقوا العربة بالفعل ولكنها طلعت عربية عمكم أحمد حمروش وكانت تشبه سيارة السعدنى بالمليم.. نفس الموديل والسنة واللون.. واتصل الرجل الجميل العم أحمد حمروش وقال للسعدنى مش كفاية عليا لسانك وكلمك يا محمود.. كمان ح اتحمل انتقام الناس منك؟!

وكان السعدنى قد داعب ولاعب أحمد حمروش فى مجلة «صباح الخير» بعد أن أصدر الأستاذ حمروش عدة كتب عن ثورة 23 يوليو ودوره بها وكتب السعدنى يقول إنه بعد هذا الكم من الكتب التى أصدرها عمنا أحمد حمروش عن ثورة يوليو- وعدد السعدنى أسماء الكتب- أكمل يقول.. فإنه من العدل أن نسمى الأشياء بأسمائها وعليه فإن ثورة 23 يوليو ينبغى أن نحتفل بها فى قادم الأعوام وقادم كتب عمنا حمروش باعتبارها ثورة 23 حمروش.

ولم يغضب أحمد حمروش من السعدنى ولا اختلف معه ولا خاصمه ولا عاتبه بل شاركه

السخرية، كان جيلاً لا يمكن أن نشهد له مثيلاً لا فى قيمه ولا فى مواهبه ولا فى شهامته ولا سماحته.

المهم.. ان ما أقسم به السعدنى وهو رأس جدى خليل بدا انه شيء مبروك وله كرامات فقد تحقق للإسماعيلى أول بطولة وهى بطولة الدورى المصرى وفاز يومها على الأهلى بهدف للا شيء وحضرنا المباراة وكالعادة لم أر شيئاً على الاطلاق وان كنت فى منتهى السعادة بحالة الهرج والمرج التى أصابت كل شيء فى الإسماعيلية والسهر حتى الصباح ولكن رضا لم يكن حاضراً فى هذا اليوم علمت بعد ذلك بسنوات طويلة انه مات فى حادث سيارة حزنت على رضا بشدة وكرهت السيارة التاونس التى أحببتها بسببه ولنفس السبب أيضاً كرهتها.

وبعد ذلك بأشهر معدودة حرمنا من الإسماعيلية ومن بورسعيد ومن السويس فقد تعرضنا لنكسة لم نفهم معناها وان شرحها الولد الشقى على طريقته، وقال حاجة كدة زى الوكسه وصادفت نجوم الفريق الشباب على أبوجريشة وحسن مختار ويسرى طربوش وميمى درويش وشحتة والأغرب من ذلك كله انهم أهدونى الكورة التى فاز بها الإسماعيلى بالدورى وقام كل لاعبى الفريق بكتابة اهداء أو بكتابة اسمه على مكان على الكورة التى أخذتها ونزلت بها إلى حارة الشيخ رويس فى الجيزة وظلت الكورة يتسلمها فريق من فريق وعملت 3 ورديات فى اليوم الواحد حتى استخدمها أهل الحارة لعمل نعل للأحذية بعد أن فشلت كل المحاولات لإعادتها إلى حالها.

ومع الإسماعيلى طاف الولد الشقى فى جولات خارج الديار المصرية وقد أتاحت له هذه الجولة أن يتعرف على رجل سيصبح له شأن عظيم فى بلاده وستكون له أياد بيضاء على مصر التى يعتبرها هى حضن العرب وأم العرب ودرع العرب وأكثر من نصف العرب.