رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

الحوادث الإرهابية التى وقعت مؤخرًا وراح ضحيتها العديد من الأشخاص ما بين قتيل وجريح، هذه الأحداث المؤسفة إن دلت على شىء، إنما تدل على مدى الخسة والغدر وحب سفك دماء الأبرياء من قبل الجماعات الإرهابية، كل هذا بقصد إيذاء وقتل أناس أبرياء ليس لهم حول ولا قوة أو لا ذنب اقترفوه.

الأحداث الإرهابية التى وقعت، سواء فى إسبانيا أم روسيا، وما سبقها من أحداث أخرى سواء فى ألمانيا أم فرنسا أم إنجلترا أم بلجيكا أم أمريكا وغيرهم من بلدان العالم، هذه الأحداث جميعًا ليس لها أى مردود على شعوب العالم، سوى زيادة الكره والنفور من الإسلام والمسلمين. الذى أضير فعلًا من جراء هذه الأحداث الشعوب الإسلامية، التى أصبحت فى نظر العالم شعوب تشتهى سفك الدماء، فى حين أن الإسلام نهى تمامًا عن قتل الآخرين بلا ذنب اقترفوه، فقد قال تعالى فى كتابه العزيز (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نفس أو فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) هذا هو الدين الإسلامى الذى لا يعرف ترويع الآمنين، سواء بالذبح أو الطعن أو الدهس أو أى وسيلة أخرى دون جرم ارتكبوه.

الحقيقة.. إنى أتعجب من تفسير هؤلاء الإرهابيين لقتل الأبرياء!! أى دين يسمح بذلك؟ الله سبحانه وتعالى نهى عن قتل أى روح دون ذنب، فما بالنا لو كانت الروح هى الإنسان الذى كرمه الله سبحانه وجعله أحسن خلقه. الإرهابيون عقليتهم مختلة، فلا يمكن أن يأخذهم العالم إلا بكل شدة وحسم وقسوة، فهم أناس لا يعرفون الرحمة، وبالتالى لا تجوز عليهم الرحمة، فقد شوهوا الدين الإسلامى وصوروا المسلمين جميعًا على أنهم أناس تشتهى قتل وترويع الآمنين دون ذنب اقترفوه.

الزيارات الأخيرة التى قام بها سيادة الرئيس إلى أفريقيا، هى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالنسبة لمستقبل بلدنا وآمال شعبنا، لقد أهملنا أنفسنا كثيرًا وأضعنا من الوقت أكثر وأكثر فى حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، بل أنفقنا أموالًا طائلة على المؤامرات وإشعال الثورات فى جميع أنحاء العالم، الأمر الذى ترتب عليه إفلاسنا تمامًا وضياع كل ما كان لدينا من مال، بل وراح العديد من الشباب ضحية للغرور والكبرياء وحب الزعامة.

أفريقيا بالنسبة لنا هى مفتاح السر لتقدمنا اقتصاديًا واستثمارياً، أفريقيا كانت قارة بكر تزخر بالخير والكنوز والمعادن النفيسة والمياه والخيرات من كل نوع. لقد كانت دول أفريقيا دول بدائية وقت أن كانت مصر أحسن بلد أفريقى إنتاجاً وسمعة وثقافة. كان على مصر -فى ذلك الوقت- أن تغزو أفريقيا وتفتح الأسواق فيها أملًا فى التعاون الاقتصادى المثمر، لقد تركنا أفريقيا وأسواقها وخيراتها لإسرائيل والصين والهند وتركيا، فاستطاعوا أن يسيطروا اقتصاديًا على أغلب الدول الأفريقية إلى حد أن إسرائيل لعلمها أن إثيوبيا هى مفتاح المياه لمصر فسارعت واقتحمت إثيوبيا بإنشاء سد النهضة، وهى التى تتولى الآن الإشراف على بنائه وتشغيله، كل هذا على أمل أن تضغط على مصر إذا ما لزم الأمر. إسرائيل استطاعت أن تغزو جميع دول منابع النيل وأهمها كانت إثيوبيا بغرض التحكم فى مياه النيل الواردة إلينا وبالتالى التحكم فى شريان الحياة بالنسبة لنا.

محاولات سيادة الرئيس بالسفر وفتح الأسواق فى أفريقيا أو أوروبا وآسيا، كلها مجهودات مشكورة نأمل أن تعود على مصرنا الحبيبة بالخير والرفاهية والتقدم، حتى ولو اقتصر الأمر على تحسين العلاقات التى ساءت كثيرًا بيننا وبين دول أفريقيا، فهذا الأمر يشكر عليه سيادة الرئيس، فربما يكون فيه الخير مستقبلاً.

وتحيا مصر.