رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل:

الحقيقة أن التسمية العلمية لأحداث 23/7/52 بعيدة كل البعد عن الحركة المباركة، فالجيوش لا تقوم بحركات من هذا النوع، ناهيكم عن نعتها بالمباركة، ولا يمكن تصويرها أو تصورها انقلاباً حيث لم تحدث مواجهة ولا استسلام طرف فيها لآخر، ولا هى ثورة شعب قادها الجيش، ولا أنها كانت انقلاباً تحول إلى ثورة بعد تأييد الشعب لها بدليل اعتراف عبدالناصر بذلك فى كتيبه «فلسفة الثورة»!.. المجموعات التى تحركت فى مطلع 23/7/52 لا تخرج عن ثلاثة عناصر: مجموعة مخترقة شيوعية - مجموعة من الإخوان (والمجموعتان تدربتا على أساليب الخلايا السرية وعاشوا أوحالها) - مجموعة من الضباط عبر عنهم عبدالناصر بأنه التقطهم (من؟!.. ومن..؟!).

فى الوقت الذى كثف فيه الملك فاروق محاولاته لاستقطاب بعض كبار الضباط الألمان لتحديث الجيش المصرى وتدريبه، مما أثار سخط الأمريكيين والإنجليز على السواء وخاصة بعد اكتشافهم وجود الجنرال الألمانى شميت بالقاهرة! فقررت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فى أكتوبر 1951 حتمية خروج فاروق من المشهد!.. المفارقة الصادمة أنه بينما كان فاروق يلهث وراء استدعاء كبار الضباط الألمان لتدريب الجيش المصرى، فإن عبدالناصر كان يستعين بعتاولة فنون التعذيب الألمان لدحر خصومه من أى اتجاه، وبهذا الصدد يفصح فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقورى عن هذه المهزلة الكبرى فى مؤلفه «بقايا ذكريات» – الناشر مؤسسة الأهرام – بالصفحة 205 وهاكم النص: (ولقد كان من أشد ما ابتلاه الله به أخذه بالنظام الهتلرى فى حكم الشعب، واستعانته برجال المخابرات النازية الذين حاولوا أن يصنعوا بمصر ما كانوا يصنعونه بألمانيا فى عهد هتلر).. مرة أخرى لا يسع أى منصف إلا أن يعقد مقارنة بين فاروق الذى كان يرغب فى الاستعانة بجنرالات ألمان لتحديث نظم الجيش وتدريبه والسيد جمال عبدالناصر الذى استعان بآخرين من الألمان خبراء فى أحط ما يفكر به بشر على سطح الأرض!

وأختم مقالى وردى على د. الشوبكى بما جاء بمقال الكاتب الصحفى والأديب الكبير ثروت أباظة (الفحيح) بأهرام 10/8/1998 عما دار بينه وبين د. طه حسين بمناسبة ظهور روايته «هارب من الأيام» عام 1957 وأنهاه بما يلى: «وأسمع يا ثروت إنى أستحلفك برحمة والدك وأنا أعرف تقديسك لذكراه وأستحلفك بحياتى وإنى أعرف مكانى عندك ألا تذكر لأحد ما ذكرته لى اليوم فنحن محكومون بعصابة من المجرمين.. الله وحده يعلم ماذا يمكن أن يصنعوا معك».. انتهى.. لقد صادر بكباشى (!!!) فى غفلة زمن وبشر وإحداثيات وقائع داخلية وخارجية ممتلكات شرفاء وأمّم ثرواتهم وألغى أحزابهم وحاكم قادتها بغير سند من شرع أو دين أو أى مبادئ إنسانية بعيدة عن الكراهية والحقد والهوى تحت دعاوى ومسميات باطلة، وبدد ثروات مصر فى صراعات وحروب خارجية لا ناقة لنا فيها ولا جمل ومع ذلك هزم فى جميع المعارك التى خاضها دون استثناء واحد وكانت أبشعها 1967 التى أزهقت فيها أرواح عشرات الآلاف من خيرة الشباب جنوداً وصفاً وضباطاً وسمح لليهود إبان حياته -كنتيجة- بعد هزيمة 56 بالمرور من خليج العقبة!، وأخفى حقائق هذا الموضوع عن الشعب كله ثم مات تاركاً لليهود سيناء كلها يستحلونها، بترولاً وثروات أخرى عديدة.. وما زلنا نحتفل به، متجاهلين تماماً عيد الجهاد، ذكرى سعد زغلول ومصطفى النحاس وميلاد أعرق حزب، وعشرات المناسبات الوطنية الأخرى!! هذا لا يجوز إلا على الشعوب المغلوبة على أمرها، أو الفاقدة لوعيها!!.. وسلام.