عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

ويمكننا القول إن «روحانى» يهدف من خلال سياسته إلى تحقيق توسع سياسى لعلاقات إيران الإقليمية والدولية وذلك من خلال: الالتزام ببعض المخرجات الدبلوماسية لخطة العمل الشاملة المشتركة، إضافة أيضا إلى محاولة منع انهيار العلاقات الإيرانية الروسية، وبخاصة فى ظل الاختلافات الجوهرية الخاصة بالملف السورى، وأما أخيراً فيعد تجنب العداء مع الدول الإقليمية بشكل عام ودول الخليج على وجه الخصوص قدر المستطاع. 

ويمكننا فى النهاية القول إنه على الرغم من الصلاحيات المحدودة لمنصب الرئيس فى إيران، إلا أن نجاح «روحانى» الرئيس الحالى فى توقيع خطة العمل المشتركة الشاملة، يشير إلى أنه قادر على إحداث التغيير بشكل حقيقى.

كانت تلك الكلمات هى آخر ما ختمنا به مقالنا الأسبوع الماضى، والذى حاولنا من خلاله الاقتراب بعض الشىء من المشهد الداخلى فى إيران وخاصة فيما يخص السياسة الخارجية و علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية تحديدا.

واستكمالا لما بدأناه، سنواصل اليوم أيضا محاولتنا لرؤية أكثر قربا للوضع الإيرانى من الداخل.

فمعظمنا يعلم أن إيران الآن ما بين تيارين هما: تيار الإصلاحيين والذى أصبح يسود الشارع الإيرانى مجسدا الآن فى الرئيس الحالى روحانى والذى فاز فوزا ساحقا بفارق حوالى 5 ملايين صوت على منافسه من التيار المحافظ آيةالله رئيسى، وهذا الفوز يؤكد الضعف المتزايد للمعسكر أو التيار الآخر المحافظ المتشدد الذى يدعم المرشد الأعلى خامئنى والحرس الثورى وقوات الجيش والمخابرات والباسيج وأغلب أجهزة الإعلام، وذلك التيار الأخير قد أصبح يفتقد- وبشدة- للمساندة الشعبية على الرغم من سيطرته شبه الكاملة على الجيش والإعلام والحرس الثورى.

وظنى أن مشهد «الثورة الخضراء» قد يسيطر فى الوقت الحالى على تيار المحافظين، ونتذكر سويا بعض ملامح تلك الثورة التى قامت نتيجة استياء شريحة عريضة من الجماهير الإيرانية بسبب القيود والكبت الشديد للحريات العامة والخاصة، ونتذكر أيضا ان مشاركة الشباب والمرأة فيها كانت بنسب كبيرة، إلا أنه قد تم قمعها والقضاء عليها من قبل المرشد الأعلى وبمنتهى القسوة والرد، حتى لا يسقط حكم الملالى.

ولربما جدد فوز روحانى هذا المشهد وحفز من نزعته أكثر للسيطرة الآن على وخاصة مع فقدان سيطرة المحافظين على الشارع الإيرانى رغم كل ما يملكونه من وسائل وأسباب قوة.

فمثلا قد تم مؤخرا القاء القبض على شقيق الرئيس روحانى ومساعد رئيس الجمهورية « على فريدون حسين»، وتم اعتقاله قبل حلف اليمين الدستورية للرئيس روحانى بأيام قليلة، ومما هو معروف أن فريدون كان أحد أهم الشخصيات التى شاركت فى مفاوضات الاتفاق النووى مع أمريكا، وتم إلقاء القبض عليه بتهم مالية تتعلق ببعض الإجراءات، وهى فى حقيقة الأمر لا ترقى أبدا إلى حدود الجريمة، ولكن على ما يبدو أن ذلك جزء من مخطط للتيار المحافظ لمحاولة تشويه صورة الرئيس روحانى تمهيدا لإفشاله ثم اقصائه كما حدث من قبل مع نظيره الرئيس الاسبق ابوالحسن الصدر، وخاصة بعد فشل محاولات التيار المحافظ تحت زعامة خامئنى فى إسقاط روحانى فى انتخابات الرئاسة، والتى اتهم فيها خامئنى الرئيس روحانى كذلك بالسير على نهج الرئيس الأسبق أبوالحسن الصدر والذى قام النظام بإقصائه ونفيه خارج البلاد من قبل، ولعل خامئنى يخطط الآن لنفس المصير مع روحانى، حيث يروج ويتهم الأخير بمحاولة تمزيق وحدة الثورة الإسلامية فى خطوة قد تبدو لنا كأنها تمهيد لمحاولة ازاحة والقضاء على روحانى.

والصراع لايزال قائما ما بين تيار المحافظين تحت زعامة خامئنى المرشد الأعلى، وتيار الإصلاحيين على الجهة الأخرى تحت زعامة حسن روحانى الرئيس الحالى للبلاد، وننتظر ما تخفيه الأيام القادمة أو ما ستسفر عنه للطرفين وللمستقبل الذى ينتظره إيران.