رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

مشكلة زواج المسلمة من غير المسلم ليست وليدة اليوم، فقد أثيرت أكثر من مرة فى العصر الحديث، ابتداء من كتاب المرأة فى الشرق لمرقص فهمى المحامى عام 1895، وحتى فتوى د.حسن الترابى فى السودان عام 2006، وهى فى الأساس قضية فقهية، اعتمد فيها الفقهاء على الاجتهاد فى تفسير بعض النصوص، ولم تذكر بشكل صريح ومباشر فى القرآن الكريم، وقد استقر رأى الفقهاء منذ عصر الصحابة على المنع أو المنع الذى يصل إلى درجة التحريم.

والذى يعود إلى كتب الفقهاء والأخبار والتاريخ لن يجد حكايات لزواج مسلمات بغير مسلمين، فقط مجرد حالات في سياق جرائم، والثابت تاريخيا أن المسلمين فى الفتوحات كانوا يمنعون المرأة التى تشهر إسلامها من العودة إلى زوجها، كانت من المشركين الوثنيين أو من الكتابيين، والثابت أيضا أن المسلمين الأوائل كانوا يتعاملون مع غير المسلمين ككفار وكمشركين، فلم يميزوا بشكل قاطع بين المصطلحين، وكانوا يستخدمون المصطلحين فى سياقات واحدة، خاصة أن المصطلحين يجمعهما لغويا الكفر بالله، الكافر يرفض الله ورسله وكتبه، والمشرك يشاركه آخر في ألوهيته.

وبالنسبة للمنع أو التحريم الفقهي فقد استند فيه الفقهاء والمفسرون على ما جاء في سورة البقرة: «ولا تنكحوا المشركات حتي يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم، ولا تنكحوا المشركين حتي يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم، أولئك يدعون إلي النار والله يدعو إلي الجنة والمغفرة بإذنه ـــــ البقرة 221».

حيث يخاطب الله عز وجل فى الآية المؤمن الرجل، والمرأة المؤمنة، ويحذر كلا منهما من الزواج بالمشركين حتى لو أعجبوهم، وفضل لهم المؤمن، وقد عرف المؤمن آنذاك بالمسلم.

واستند الفقهاء كذلك فى المنع إلى ما جاء فى سورة المائدة: اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم. والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذى أخدان ــــ المائدة 5».

الله عز وجل، حسب التفاسير، يخاطب الرجل في هذه الآية، ويسمح له بالزواج من المحصنات، سواء المسلمة أو الكتابية، ولم يخاطب المؤمنات المسلمات ولم يسمح لهن بالزواج بالمؤمنين الكتابيين.

الذي يعود أيضا لكتب الفقه والأخبار سيعلم أن حروب المسلمين بدأت مع المشركين الوثنيين، ولم تشمل اليهود سوى بعد نقضهم للمعاهدات التى عقدوها مع الرسول، ويتضح أن أغلبية المسائل الفقهية طرحت عليهم خلال سنوات الفتوحات والمواجهات مع المسيحيين وليس اليهود، فقد كانت المسيحية أكثر انتشارا من اليهودية، وهو ما يدعونا إلى جمع وفرز هذه المسائل وقراءتها من جديد.

والأهم من هذا وذلك أن نفض أولا، وقبل محاولات الاشتباك اصطلاحيا بين الكافر والمشرك، هل الكتابى كافر أم مشرك؟.

[email protected]