يستطرد التقرير المشبوه قائلا:
119- كان الصعود السريع للإخوان المسلمين فى كل أنحاء مصر فى الفترة الأولى راجعاً جزئياً لنشرات قوية عن آراء الجماعة عن طريق تملك صحف محلية، فقد مكن هذا الجماعة من نشر رسالتها على نطاق أوسع.
120 - عقد المؤتمر الثانى سنة 1934 وكان أحد أهم إنجازاته هو وضع نظام مستقل للتمويل المضمون «أساساً عن طريق اشتراكات الأعضاء»، وكذا إنشاء مطبعة للجماعة، وكانت فائدتها زيادة وسرعة تداول أخبار الإخوان المسلمين، وكان لذلك أثره فى زيادة المعرفة بالجماعة بين الطبقة العاملة، وكذا زيادة التأييد لها من الأكاديميين وأصحاب المهن الحرة، وكون أصحاب المهن الحرة جزءاً قيادياً داخل مكتب الارشاد ولجانه المختلفة، وكان شباب المجندين الذين يسهل التأثير فى أفكارهم وصياغتها هم الهدف الأساسى للتجنيد على مستوى القاعدة.
121 - ونتيجة أخرى للمؤتمر الثانى كانت تدعم سلطة مكتب الإرشاد والاعتراف بالسلطة العليا لحسن البنا عن طريق منحه لقب «المرشد العام».
3-1-3: تطوير صرح تنظيمى متماسك:
122- أخذ الصرح التنظيمى للإخوان المسلمين شكلاً أكثر تماسكاً فى فترة منتصف إلى نهاية حقبة الثلاثينيات، وتميز الصرح التنظيمى بالحرفية فى تسلسل القيادة، وكان يضم أقساماً تتفانى فى نشر رسالة الجماعة على كافة المستويات فى مصر، وكانت هناك أقسام خاصة للنشاط ولجان استشارية مركزية ومحلية يعهد إليها بمهام رئيسية مثل نشر رسالة الجماعة، ولجان متخصصة فى النواحى المالية والقانونية والتواصل مع الهيئات الإسلامية الإصلاحية فى الدول الأخرى.
123 - ويلاحظ مع ذلك أنه رغم وجود اختلافات بين المؤرخين عن طبيعة الصرح التنظيمى للإخوان المسلمين بدقة، فهناك اتفاق عام بينهم على أنه على المستوى القومى فإن الصرح التنظيمى للإخوان المسلمين بقى أساساً طبق الأصل من الشكل الأساسى الذى تم إنشاؤه فى ثلاثينيات القرن العشرين كما هو موضح فيما يلى: هذا الرسم البيانى مبنى على كتاب ميتشل «جمعية الإخوان المسلمين» مطبعة إكسفورد سنة 1964 ص 164.
3-1-3-1- الصرح الأصلى «مصر»:
124- فى شكلها الأساسى فإن جماعة الإخوان المسلمين فى خلال الثلاثينيات كانت منظمة بهدف أساسى هو زيادة حجم النمو الإقليمى تحت مركز القيادة فى القاهرة مع انتشار الفروع فى أنحاء مصر.
125- وفى شكلها الأساسى فإن جماعة الإخوان المسلمين مقسمة إلى عدة مستويات إدارية وغير واضح بدقة تفاصيل هذا التقسيم، ولكن بصفة عامة فإن الصرح هو كالآتى: فى القمة هناك المركز الرئيسى فى مصر الذى يحكمه التنظيم، والمستوى الثانى يتكون من الإدارات الإقليمية المقسمة إلى مناطق جغرافية أو مناطق، وفى سنة 1935 كانت هناك 12 منطقة زاد عددها إلى 20 منطقة سنة 1940.
126 - وتقسم المناطق إلى مكاتب إقليمية تسمى «دوائر» وفى سنة 1937 كانت هناك 89 دائرة كل منها له عدة فروع محلية.
127 - وتنقسم الفروع إلى وحدات أصغر تسمى «أسر» تتكون كل منها من خمسة إلى ستة أشخاص، والتسلسل الرئاسى فى كل فرع مبنى على مستوى نشاط كل عضو ومدى اندماجه فى عمل جماعة الإخوان المسلمين. وكل مستوى أعلى يتمتع بمزايا أكثر ويلقى على عاتقه واجبات ومسئوليات أكبر، ومن القمة إلى القاع فإن درجات أعضاء الأسر مقسمة إلى: أعضاء عاملين وأعضاء عاديين وأعضاء منتسبين ومؤيدين أو متعاطفين.
3-1-3-2: صرح القيادة المركزية:
128 - إن الصرح القيادى للإخوان المسلمين يتكون من ثلاثة أقسام رئيسية: 1- المرشد العام - 2- مكتب الإرشاد 3- مجلس شورى الجماعة.
129 - كان أول مرشد عام هو حسن البنا نفسه، وكان السلطة العليا وقائد الإخوان المسلمين الذى يقدم آراءهم وأيديولوجيتهم للرأى العام، ويرأس مكتب الإرشاد وكذا مجلس شورى الجماعة، وكان المرشد العام فى مصر يرأس بصفة تقليدية التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، وبذلك فسياسة وتوجه الإخوان المسلمين ينبعان بوضوح من المرشد العام.
وإلى الحلقة التالي
الرئيس الشرفى لحزب الوفد