عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

تكون كارثة ومصيبة.. إذا كانت بالفعل ثورة يونية التي كنا نحلم بها منذ سنوات هي مجرد استمرار لثورة يوليو!! ثورة يوليو التي ثرنا في 25 يناير 2011 لكي ننهي مفعولها واستمرارها.. كانت ثورة يوليو تريد أن تستمر للأبد.. جاء «السادات» بعد «عبدالناصر».. وجاء «مبارك» بعد «السادات».. وكانت كل التجهيزات والمقدمات والتمهيد لكي يأتي ابن «مبارك» من بعده.. وكان برلمان 2010 هو أهم خطوة في تنفيذ المخطط.. لولا أن نزلت العناية الإلهية لتنقذ أحباء وأحباب أهل البيت.. ووقعت أحداث لم نتوقعها قط ولم نعمل من أجلها قط.. بل لم نكن نحلم بها قط.

من كان يتصور (فورة) شباب تحولت إلي (ثورة) شعب طال صبره عن صبر أيوب نفسه.. كنا نحلم بتغيير كامل شامل من كل ما عانيناه طوال ستين عاماً.. بعد إذن إخواننا الناصريين الذين استفادوا استفادة شخصية- بعد إذنهم أقول كانت أسود وأسوأ ستين عاماً مرت بمصر.. ولا أيام المماليك أو الاحتلال بكل أنواعه.

                               (....)

كان المقرر تغييراً شاملاً كاملاً لكل ما فعلته الثورة التي حولت مصر من أغني دولة في العالم إلي أفقر دولة في العالم.. مصر أطعمت العالم كله وكان اسمها (سلة قمح العالم) الآن نبحث عن رغيف بل عن لقمة!!

ولكن مع الأسف الشديد نحن نسير علي خطاها.

مثلاً.. كل دول العالم وكل مؤسسات وشركات وهيئات العالم كله.. تبدأ السنة المالية في يناير وتنتهي في ديسمبر.. مصر فقط دون كل العالم تبدأ السنة المالية في يوليو وتنتهي في يونية.. وفي هذا ربكة ولخبطة اقتصادية ومالية واجتماعية.. وطالما نادي أكثر من سياسي وخبير لإصلاح الوضع خلال الستين عاماً دون جدوي.... فلماذا لم يتم تعديل الوضع بعد ثورات يناير ومارس!!!! لا ندري.. كل أندية مصر الرياضية وعدد ضخم من البنوك والشركات عادت ميزانياتها إلي الوضع الطبيعي.. تبدأ في يناير وتنتهي في ديسمبر ضد سياسة الدولة المالية!!!

في صباح يوم غريب.. استيقظ الناس علي خبر تأميم كل صحف ومجلات مصر وأصبحت ملكاً للدولة!! موضوع كل قوانين ومواثيق ولوائح الصحافة العالمية علي سطح الكرة الأرضية.. ورغم كل الكوارث التي وقعت بعد هذا القانون الجديد من نوعه.. هناك اصرار علي البقاء عليه.. قمم وشيوخ وعمالقة الصحافة أصبحوا مجرد محررين حتي سن الستين.. وصحفيون تحت التمرين أصبحوا رؤساء تحرير!! شباب جديد كله (عُقد) يتخذون قرارات غريبة كان من ضحيتها هذا الأسبوع فقط أن سقط صحفي قديم علي الأرض ودخل العناية المركزة ساعات ثم لقي ربا كريما.... كل الزملاء حتي العمال والإداريون ومن يعمل حتي في جراج الدار.... كلهم كتبوا بدموعهم ودمهم ينعون زميلا لا يختلف عليه اثنان بما يملأ صفحتين من كل عدد من الجريدة.. وفي عدد (المصري اليوم) يوم الجمعة الماضي كتبت أناشد الهيئة الوطنية إنقاذه، لكن القدر كان أسبق من أية محاولة!!

الصحف القومية وكذا المجلات.. كلها كوارث مثل الجهات.. الدولة والحكومة والخزانة العامة والصحفيين وسمعتنا في الخارج.

قولوا لنا: ماذا تنتظرون؟؟.. الصحف والمجلات مليئة بالمهازل.. والثمن باهظ.. مادياً وبشرياً وسمعة عالمية وسياحة واستثمار.. ماذا تنتظرون؟؟.. الله معنا.