رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل:

يخلط كثير من المثقفين بعامة والإعلاميين بخاصة بين قيام صناعة Industry وإقامة مصانع Factories أو بعض الوحدات الانتاجية Productive units فإقامة مصنع ﻹنتاج طائرات تدريب- مثلاً- لا يعنى قيام صناعة للطائرات!.. وليس معنى وجود كوادر علمية رفيعة المستوى فى مجال معين أن يكون هذا كافيًا لقيام صناعة فى هذا المجال.. فسويسرا فيها وبها اكفأ مهندسى الميكانيكا على مستوى العالم ولا توجد بها صناعة سيارات!.. الصناعة بالمفهوم العام والعلمى فى المجالات المختلفة لها مقومات متى تواجدت قامت الصناعة بها منها: 1- رأس المال 2- الخبرة 3- الأيدى العاملة 4- المادة الخام 5- المواصلات والأسواق. وعدم الالتزام بهذه الأساسيات يجعل أى مصانع تقام فى هذا المجال فى مهب الريح!

وهناك خلط آخر معيب وهو الدعوة لإقامة مصانع، لا مقومات لها، لتشغيل الشباب!.. الصناعات الناجحة تعنى إنشاء مصانع تؤدى بالحتم إلى تشغيل حقيقى لأبناء الشعب للعمل فى هذا المجال من العمال والملاحظين والفنيين والمهندسين!

قيام صناعة يعنى قيام مصانع يترتب عليه فرص عمل للكافة وليس العكس بأن نقيم مصانع لا أساس لقيامها بدعوى تشغيل الشباب!.. هذا عبث!.. هناك اتجاه قوى، على غير أساس فى كثير من جوانبه يرى أن توقف بعض المصانع أو بيعها راجع إلى سوء الإدارة!.. هذا حقيقى فى حالات محدودة وخاصة جدًا!.. أما معظم المصانع الخاسرة فراجع إلى أسباب علمية ومنطقية- على سبيل المثال لا يوجد مصانع يتكدس بها عمال أكثر من الاحتياج الفعلى، فهل يعقل أن يتواجد بأحد المصانع المسموح لها بإنتاج سلعة تنتج أساسًا بالخارج ويكون بها من المهندسين عشرة امثال العاملين بالشركة الأم بأوروبا؟!

أعلم أن عددًا من المصانع التى أغلقت لخسائرها المتتالية والتى لها ظهير إعلامى عالى الصوت يرجع السبب لسوء اﻹدارة بينما الحقيقة هى على غير ذلك ومنها مصانع كانت تنتج سلعة لم تقبل عليها مؤسسات وشركات لانفجار كثير منها وبعضها انفجر وتحرك ليحطم سور المنشأة! فلنلجأ إلى العلم وتحرى الحق والدقة ومعالجة العيوب من أسبابها لا من ظواهرها.. اتقوا المولى عز وجل فى مصر والمصريين بعامة والشباب المغرر به بخاصة ولا تجعلوا من سراب البقيعة حقيقة!