عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

كنت أقرأ الأسبوع الماضى عن كرة القدم, وتحديدًا فى موسم انتقالات اللاعبين الآن- وأنا فى العادة من غير المهتمين أو المتابعين لأخبار الرياضة بشكل تفصيلى- وقد توقفت عند أرقام تكاد تصيبك بالذهول عند سماعها, فقد وصل سعر اللاعب البرازيلى نجم نادى برشلونة «نيمار» إلى حوالى 4 مليارات جنيه مصرى (200 مليون يورو)! وشعرت أن عقلى لم يستطع أن يستوعب هذا الرقم فى البداية, وسرعان ما توقع أنه لربما حدث خطأ ما فى كتابة الرقم, حتى وقعت عينى على الرقم التالى وهو عرض نادى سان جيرمان الفرنسى بدفع راتب سنوى لـ«نيمار» يصل إلى 30 مليون يورو سنويا, وبمتابعة القراءة عرفت أن «رونالدو» اللاعب البرتغالى ونجم ريال مدريد يأخذ مبلغا سنوياً يقل إلى حد ما عما عرضه النادى الفرنسى على «نيمار»! وحينها اضطر عقلى لتصديق أن هناك «لاعباص» يصل سعره إلى 4 مليارات بالمصرى!! وشعرت كم أنا بعيدة عن هدا العالم الرياضى بصفقاته المجنونة! وعلى ما يبدو أننى أصبحت بحاجة الآن لإعادة التفكير أو لربما محاولة اختبار لياقتى البدنية وقدراتى الرياضية.

 

وحول التعليم:

تذكرت وأنا أقرأ فى الجريدة اليومية عن نظام الثانوية الجديد تحت عنوان: «هل يقضى على البعبع؟».. موقفان كانا قد حدث فى السنة الدراسية الماضية.. الأول عندما عادت ابنتى من المدرسة تحدثنى عن «ابراهام لينكولن» وانجازاته للمجتمع الأمريكى تحديدًا, وكم هى سعيدة وممتنة لما قدمه لبلاده أمريكا وللإنسانية بشكل عام من أفكار وجهود محل تقدير واجلال.

وأما الموقف الثانى فقد كان عندما عادت فى يوم آخر لتسألنى وهى تقرأ فى كتاب التاريخ المدرسى: هو «عبدالناصر السادات» مات امتى؟ وما كان منى حينها إلا أن انتبهت جيدًا وتركت ما فى يدى, وقلت لها: قولى تانى كده من فضلك أنا مسمعتش كويس تقريبًا.. فأعادت على السؤال: هو عبدالناصر السادات مات أمتى يا مامى؟.. عبدالناصر السادات! وتمنيت لو كانت تمزح معى ولكنها لم تكن للأسف.. فابنتى ذات الـ10 سنوات تعرف عن «ابراهم لينكولن» أكثر ما تعرف عن الزعيم «جمال عبدالناصر» أو الرئيس «محمد أنور السادات» بل فالحقيقة إنها لا تعرفهما من الأساس حيث اعتقدت أنهما شخص واحد! أيعقل هذا؟ وقد انتابتنى حالة من الغضب الممزوج بالغيرة, وبدأ عقلى يتساءل: من المسئول عن تلك الكارثة؟ ولا أبالغ حين أصفها بذلك الوصف, فكارثة حقا ما يعيشه أبناؤنا من غربة وتغريب, وما أصبحنا نعيشه نحن أيضا ومنذ عقود وعقود. ولكن هل إلى هذا المدى بعدنا عن تاريخنا وهويتنا فبعدا هما عنا؟

وأعود معكم إلى عنوان التقرير الصحفى بالجريدة «نظام الثانوية الجديد.. هل يقضى على البعبع؟.. وعلى ما يبدو أننا لا نعرف البعبع الحقيقى حتى الآن حتى نستعد ونعد له عدته؟!