رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

كتب الإذاعى الكبير الأستاذ السيد الغضبان مقالاً بوفد 14/7/2017 تحت عنوان (أرباح وخسائر السيد «نيوتن») استهله ساخراً فيه من مقال له بما نصه (قرار تأميم السويس قرار خاطئ كلف مصر خسائر مادية فادحة وعدداً هائلاً من الضحايا فى الحروب. هذا هو رأى السيد «نيوتن» الذى نشره بصحيفة «المصرى اليوم» وفى تأكيده على فداحة هذه الخسائر المادية حشد سيادته كماً هائلاً من الأرقام التى يثبت بها وجهة نظره).. مقال الأستاذ صلاح دياب يستند إلى حقائق منطقية وليس وجهة نظر!.. ويضيف أ. الغضبان بأنه فى مقابل وجهات نظر السيد «نيوتن» ومن يتفق معه نشرت العديد من مراكز الأبحاث السياسية المحترمة تقارير تؤكد أن قرار تأميم قناة السويس من القرارات التى تحدث تحولات تاريخية بالغة الأهمية ليس فى المجال الوطنى المصرى فحسب بل فى الحركة السياسية الإقليمية والعالمية وكانت حركات التحرر بحاجة ماسة لقوة معنوية ونموذج لمقاومة الاستعمار يتحدى قوة وغطرسة  هذا الاستعمار) انتهى.

وبداية لم يذكر لنا أ. الغضبان أسماء مراكز الأبحاث السياسية  المحترمة، ولا من أنشأها ولا لماذا هى محترمة وغيرها غير محترم؟!.. ولم يوضح ماذا يقصد علمياً بالمجال الوطنى المصرى.. القصد أو المقصد غير واضح أما عن التأثير فى الحركة السياسية الإقليمية والعالمية فالرد واضح وبسيط.. إن كل الذين تركوا آذانهم لشعاراته الجوفاء ومدوا أبصارهم لأعماله الطائشة وفرحوا بالمكاسب على المدى القصير وغضوا الأبصار عن أهوال كوارث المدى البعيد ووضعوا أوطانهم فى مهب الريح، ولعل المثل الواضح القذافى الذى أقتدى به وأطاح بالملك السنوسى المتصوف الزاهد والذى كان ولا يزال له ولأسرته بصمات واضحة فى محاربة الاستعمار اﻹيطالى ببلده ورمى الأسرة الفاضلة السنوسية بالعفن، فماذا كانت النتيجة وما آل إليه أمر ليبيا الآن؟!.. ثم ماذا يحدث فى العراق الآن؟!.. كانت البداية الاقتداء بالملهم وظهور الخائن عبدالكريم قاسم الذى ما أن بدأ بوضع يده على صفقة سلاح أبرمها الملك فيصل من الدبابات حتى هاجم بها خسة وغيلة الملك فيصل ثم تولى على إثرها أمر العراق مجموعة من الخونة!.. والتقسيم فى الطريق إليها!.. لست أظن أن أحداً يتفق مع أ. الغضبان فى نجاح أى قرار سياسى أو معنوى بأى من قرارات عبدالناصر، ومنها قرار تأميم قناة السويس!.. الأستاذ الجليل السيد الغضبان.. الحنجوريات لا تحيل التهور إلى شجاعة أو الانقلاب إلى ثورة أو المؤامرة إلى حركة مباركة!

وعل مسك ختام هذا الموضوع.. ما جاء بالمقالة العلمية المثيرة بوفد 16/8/1996 لأستاذ الحضارة بجامعة القاهرة المرحوم الدكتور أحمد شلبى وهاكم النص (كان من الأوفق لصناع هذا الفيلم أن يسموه ناصر وشهران بعد تأميم القناة لأن الحق أن باقى شهور عام 1956 كانت شهور عناء وبلاء وخسائر فادحة فى الأرواح والأموال والعتاد والآلام النفسية وأسرى ذبحوا فى إسرائيل وبيعت قطع من جثثهم.. صناع هذا الفيلم أذكياء بلا شك فهم لجأوا إلى حادثة تأميم القناة التى أرضت الغوغاء الذين لا يفكرون والذين يقنعون بظاهر الأمور) وأخيراً أشير إلى ما أتجه إليه أ. السيد الغضبان من تفسير المعيار criterion تفسيراً إنشائياً غير علمى.. إذا كان الخلاف حول نتائج سياسية لقرار فيتحتم البحث عن معيار يتفق عليه يكون من أهم بنوده الأرقام والاحصائيات.