رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

التدخلات الأجنبية فى مشاكل الدول العربية، وخاصة الدول التى ابتليت بالإرهاب والحروب الدائرة بين أطياف شعوبها، كل هذه التدخلات مغرضة لها أهداف خفية لحماية مصالحها، فلا توجد حروب من باب المجاملة لشعب أو دولة، فالحروب هى قتال وتكاليف باهظة، ولا يقدم عليها إلا من كانت له مصلحة كبيرة من ورائها.

أقول هذا، بمناسبة التدخل الدولى لدى العديد من الدول العربية وخاصة التدخل فى سوريا. فى سوريا تدخلت دول عديدة على رأسها روسيا وأمريكا وانجلترا وإيران وتركيا وحزب الله. فالحرب الدائرة الآن فى سوريا، تعتبر حرباً شبه دولية، بين دول لا شأن لها فى الحقيقة بسوريا وشعبها، هذه الدول تتصارع فيما بينها على قطعة الحلوى التى ستتقاسمها بعد تقسيم وتفتيت سوريا. فهناك روسيا تقف إلى جانب قوات الأسد، أما القوات الأمريكية فتقف إلى جانب المعارضة، وهناك إيران تساند الأكراد والشيعة وهكذا.

 كل الدول المتصارعة فى سوريا الآن، تطمع فى أن تنال جزءاً من سوريا بعد التقسيم، والدليل على صدق ما أقول، إنه حين اجتمع الرئيس بوتن والرئيس ترامب مؤخراً، اتفقا فيما يتعلق بالشأن السورى، على الهدنة دون أن تتدخل أى من القوات المتصارعة على أرض الواقع فى هذا الأمر. ولا يغيب عن أحد - من ناحية أخرى - أن روسيا قد حصلت بالفعل على قاعدة بحرية فى اللاذقية بسوريا، وهذه القاعدة تعتبر هى أول قاعدة بحرية روسية على البحر الأبيض المتوسط. كل هذا يؤكد - فى تقديرى - بما لا يدع مجالاً للشك، أن كل الدول التى تدخلت فى الشأن السورى كان لها هدف آخر غير معلن من وراء هذا التدخل هو تحقيق مصالحها فى المنطقة.

وما يقال عن سوريا يقال أيضاً عن التدخلات الأجنبية فى العراق، خاصة التدخل الأمريكى، إلى جانب تدخل تركيا وإيران سواء لمناصرة الشيعة أم السنة. أمريكا تسعى فى الأساس من تدخلها السيطرة على بترول العراق، أما إيران وتركيا فيهمهما فى المقام الأول التواجد فى منطقة الخليج طمعاً فى ثروات المنطقة. ونفس الشىء بالنسبة للتدخل الأجنبى فى اليمن، ففى اليمن يقع خليج عدن، وهو البوابة الوحيدة التى تربط المحيط الهندى بالبحر الأحمر وبالتالى البحر الأبيض، فهو يعتبر ممراً مائياً غاية الأهمية، فكل دولة تسعى من وراء تدخلها فى اليمن السيطرة على خليج عدن. ونفس الشىء بالنسبة التدخلات الأجنبية فى ليبيا، والتى تمتلك ثروة بترولية هائلة.

أما عن الصورة الأخيرة من تدخلات الدول الأجنبية فى شئون الشرق الأوسط، هو هذا التدخل المقيت الحادث الآن من إنجلترا وأمريكا وألمانيا وفرنسا فى المشكلة المعروفة والقائمة بين دول المقاطعة العربية وقطر، كل هذه التدخلات التى حدثت وتحدث من الدول الأجنبية كان الغرض من ورائها هو إجراء المصالحة مع قطر، حتى تتمكن قطر من أداء المهام المكلفة بها من دول الغرب فى مساعدة الإرهاب وتمويله. كل المساعدات الأجنبية التى تدور هذه الأيام فى مشكلة قطر هى لصالح دول الغرب ولصالح قطر.

نعود ونقول، وبصراحة شديدة، أن دول الغرب مهما ادعت كذباً عن محاربتها للإرهاب أو حتى وقوفها جانب الدول التى تحاربه، فهذا كله هراء، لأن الحقيقة تقول إن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا هم الذين ذرعوا الإرهاب فى منطقتنا بقصد تقسيمها وتفتيتها وجعلها لقمة سائغة فى فم إسرائيل، أملاً فى أن تحقق إسرائيل هدفها الكبير وهو إنشاء دولة إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل الى الفرات. إسرائيل هى الحماية الوحيدة لكافة دول الغرب من التطرف الدينى الإسلامى الممتد فى منطقة الشرق الأوسط. صحيح أن بعض هذه الدول الأجنبية وقفت إلى جانب مصر وساعدتها وأمدتها بالسلاح لمواجهة الإرهاب، ولكن فإن مخابرات هذه الدول كلها متفقة على تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد القائم على تقسيم وتفتيت منطقتنا العربية لصالح إسرائيل.

من واجبنا نحن - كدول شرق أوسط - خاصة الدول العربية الإسلامية، أن نعى جيداً أن كل التدخلات الأجنبية وإن كان ظاهرها مساعدة دول المنطقة، إنما باطنها فى الحقيقة يخفى مصالح شريرة تهدف إلى تفتيت وتقسيم منطقة الشرق الأوسط.

وتحيا مصر