رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

 

كانت مصر قبل أحداث 23 يوليو 52 تحكم بدستور من أرقى دساتير العالم، ويقودها ساسة عظام تطاول وطنيتهم ونبل مقاصدهم وفهمهم الفريد لأساسيات قيام نظم الحكم بالدول على أساس متين بالعدل والقانون.. والدولة هى الشعب والأرض والحكومة.. والدولة كانت هى دولة وادى النيل للشعب العظيم بالمحروسة على أرض مصر والسودان والحكومات كانت تتداول السلطة، بأحزاب قادتها تعلو هاماتهم قمم الشك علماً ونزاهة وثقافة ووطنية، وكان على رأسهم جميعاً خالد الذكر سعد زغلول وخليفته صاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس.

فى كل المناسبات الوطنية كان طلبة المدارس والمعاهد العليا والجامعات وعديد من طوائف الشعب يهتفون بحياة وحدة وادى النيل ويحملون أعلام الدولة الخضراء بهلالها ونجومها الثلاث البيضاء التى تشير إلى مصر والسودان وبلاد النوبة.. ثم جاء علينا زمن أغبر طل علينا منه وفيه أشاوس ميامين كان منهم وفيهم من انتظم فى وحل الخلايا السرية المتطرفة والشيوعية الدنسة، وما كانت وكالة المخابرات الأمريكية CIA بجواسيسها وعملائها عن هذه الأمور الجلل ببعيد!.. أطاح هؤلاء بالثوابت الكبرى التى عايشها المصريون رضاءً وارتضاءً بعد أن ألغى الزعيم الخالد مصطفى النحاس معاهدة 1936 واتفاقيتى 1899، لا ينسى أى مصرى وما كان ينبغى له أن ينسى كلمات الزعيم المدوية فى مجلسى النواب والشيوخ من أجل مصر وقعت معاهدة 1936 ومن أجل مصر ألغيت المعاهدة والاتفاقيتان!

كتب المهندس صلاح دياب بالمصرى اليوم فى 9/5/2017 بعموده «وجدتها» تحت عنوان حلايب وشلاتين: «رأينا البشير رجلاً سلفياً مغيباً، لم يراع أهل الجنوب فى ديانتهم ولم تكن أبداً محل رعاية وتقدير».. ويضيف: «لم يعبأوا بانفصال الجنوب رغم ما فيه من ثروة بترولية وإمكانيات زراعية لا حد لها.. تربص بهم ليفرض على الجنوب أفدح رسوم مرور فى العالم استغلالاً لأن فرصتهم الوحيدة لتصديرها هى بورسودان فى شمال السودان!» انتهى.

حقاً إنها عتامة رؤية وغياب علمى واقتصادى وسياسى وثقافى أضاع به البشير بعنجهية نصف دولة السودان!.. والمفارقة أنه مد عينيه إلى ما ليس له فى أرض مصرية خالصة بكل المقاييس العالمية والقانونية وجميع الفرمانات الدولية الصادرة بهذا الخصوص!.. الزعيم مصطفى النحاس يعلنها فى صرخة مدوية: تقطع يدى ولا أوقع على انفصال السودان!.. ثم تأتى اللطمة الأخيرة بما فعله الميامين بالفريق أ. ح. محمد نجيب لتقضى على البقية الباقية لعودة شعب وادى النيل إلى أصوله وجذوره.. وكان لسان الحال: إذا كانوا قد فعلوا هذا بمن حمى رقابهم من أعواد المشانق.. فماذا سيفعلون بنا؟.. فكان ما كان!.. كان حسن الترابى يشير إلى مصر بالمستعمر المصرى وأن خط عرض 22 شمالاً الحد الفاصل بين شمال وجنوب الوادى كان من صنع المحتل المصرى!.. وكأن هذا الجهول لا يعرف أن إنجلترا احتلت مصر عام 1882 وفى ذات التوقيت أفرزت سمومها لضرب السودان بمصر ومصر بالسودان على مراحل تكتيكية لتؤدى فى النهاية إلى تحقيق استراتيجيتها بفصل وتقطيع وادى النيل وهو فى النهاية ما حققه لها أشاوس يوليو!.. وللموضوع بقية.