رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

لعل مسلسل الجماعة هو المسلسل الوحيد الذى  اثار كل هذه الضجة الإعلامية ـ صحفاً وإذاعة وتليفزيوناً وهذا له دلالات أخرى ليست  موضوعى اليوم.. وربما رجعت إليها فى الأسبوع القادم.

فقط... اليوم... أتحدث عن أخطر حديث إذاعى للمرحوم على أمين فى إذاعة الـ ب. ب. سى» التى كان يتولى رئاستها الإعلامى الكبير والسياسى المخضرم والكاتب الصحفى والشاعر الرجل الرائع محمد بك صالح السودانى الجنسية...  كان محمد بك صالح يجرى أحاديث إذاعية فى منتهى الحرية والصدق والشفافية.. الأسئلة جريئة والإجابات أكثر جرأة فلا توجد رقابة ولا مخابرات ولا اعتقال!!!

... والحديث الذى لا ينسى هو  حديث على أمين.

«...»

هذا الحديث له قصة.

بعد القبض على مصطفى أمين فى سطوح العمارة التى كان يقيم بها ومع مستشار السفارة الأمريكية... وتم اتهامه بالتجسس... فى  نفس اليوم... فى الصباح الباكر جداً اتصل الاستاذ محمد حسنين هيكل بعلى أمين وطلب  منه السفر الى لندن ليكون مراسل الأهرام فى لندن ابتداء من اليوم... والأهرام تتولى كل إجراءات السفر ومصاريفها... وسافر على أمين بالفعل الى لندن ومكث بها فترة... ثم سافر الى لبنان وتزوج من صحفية لبنانية مشهورة... وترك الأهرم وعمل فى الإعلام العربى دون التقيد بجريدة ما!!!!

«...»

بعد كل هذا لم أدخل بعد فى الموضوع»

الموضوع هو سؤال من محمد بك صالح لعلى أمين.

ـ ما رأيك بصراحة فى جمال عبدالناصر... وكنت أنت وتوأمك  مصطفى  من أقرب  الناس له!!!

استغرقت الإجابة عن هذا السؤال معظم فترات الحديث... لذا تمت ترجمة الحديث الى الإنجليزية وأذيع الحديث بالعربية والإنجليزية أكثر من مرة... لاحظ أن هذا الحديث كان خلال أوج سلطة عبدالناصر ولا أحد يعرف الغيب ولا متى تنتهى هذه السلطة الدكتاتورية المطلقة.

قال على أمين.... على ما أذكر فى بداية الحديث.

ـ لا أحد يستطيع أن يشك فى وطنية عبدالناصر... ولكن احلام عبدالناصر أكبر كثيراً جداً من إمكانياته!!!... ماذا تنتظر من شاب متحمس فى الثلاثينيات لم يقرأ ولم يدرس ولم يمارس السياسة فى نفس الوقت لا يستمع لأية نصائح!!!! عبدالناصر عمل محطة «صوت العرب» التى بهرت  الشعوب بالأحلام والأمانى.... ومن هنا كانت شعبيته فى الدول العربية والافريقية.... ولكنه لم يقتنع بأن العالم كله لن يسمح له بإعادة الدولة العثمانية!!!!... صرف كل ما تملكه مصر ـ وهى احدى أغنى دول العالم  ـ صرفها من أجل اوهام وأحلام لن تتحقق لا بالحرب ولا بالاتفاق.... أنانية عبدالناصر تغلبت على وطنيته فضاع البلد!!!!

«....»

طبعاً.. ليست هذه كلمات على  أمين بالضبط ولكن تحمل معنى ما يريد أن يقوله بالضبط.... كان عبدالناصر يريد أن يحكم الشرق الأوسط كله... بما فيه  خيرات العالم... وهذا مستحيل.... ومع ذلك ضحى بكل ما تملكه الخزانة ا لمصرية لانقاذ سوريا ثم تركوه!!!!.... بدأ فى النظر الى العراق وقامت المخابرات برئاسة صلاح نصر فى تنفيذ
أسوأ مجزرة بشرية للأسرة الملكة كلها بمن فيهم فوزى السعيد الذى مثلوا بجثته فى الشارع... ولم تكن مصر تملك نفقات المؤمرة فباع الذهب «رصيد مصر»!!! رحم الله ابراهيم أباظة أحد مؤسسى هذه الجريدة!!! الذى اكتشف  هذه الكارثة.... «الخلاصة.. لاشك فى وطنية ونظافة يد عبدالناصر وهذا سر شعبيته مثل سعد زغلول ومصطفى النحاس.... ولكن أنانيته وضيق أفقه وجهله بالسياسة والاقتصاد أضاع البلد ورجعنا الى مائة سنة فى الخلف إلى رحمة الله الجميع.