عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

بين السطور

دائماً حظ مصر وما يحدث لها من بعض دول الجوار فيما تتلقاه من ضربات ومواجع وتألم مثلما يحدث فى معظم الأحوال للشقيقة الكبرى من بعض أشقائها الذين ينكرون فضلها، وما قامت به تجاههم من مساعدات وخلافه فى أوقات نموهم وقت أن كانوا صغاراً ولا يقوون على شىء، أو مجابهة الأحداث أو حتى طرد الذباب من على وجوههم.. إن الشقيقة الكبرى مصر كان عطاؤها لأشقائها العرب فوق تصور البشر واحتمال الدول الكبرى.. إن مصر منحتهم طوال عمرها بسخاء وعطاء، مصر كما شهد إمام الدعاة الشيخ الشعراوى علمت الجميع الإسلام ونشرته حتى فى البلد التى خرج منها الإسلام، والدليل على ذلك الملايين من خريجى كليات جامعة الأزهر التى خرجتهم من تلك الكليات الأزهرية فى جميع الدول سواء إسلامية أو أوروبية أو أردية، كذلك البعثات الإسلامية لنشر تعاليم الإسلام منذ القدم علمت أئمة الدول مسلمة كانت أو غير ذلك الإسلام وفن الخطابة، أرسلت لهم المقرئين لتعليم تلاوة القرآن، الكل تعلم من مصر كل شىء من فن وزخرفة ومعمار وحروب، مصر علمتهم فن كل شىء حتى فن الحياة.. إن مصر كانت ترسل للأشقاء العرب الأطباء والمعلمين والمهندسين، وفتحت أبواب الجامعات والمدارس فيها مجاناً لتعليم أولادهم، ودخلت حروباً للدفاع عنهم. إنها تعمل بمبدأ الشقيقة الكبرى للعرب بصفة خاصة وأم الدنيا بصفة عامة، لكن حينما تأتى إليها السهام من بعضهم، فهى لا تلتفت إليهم خاصة ما حدث من تلك الدويلة قطر التى تخطت حدود الأدب البروتوكولى، ونسيت نفسها وتطاولت على جيش مصر، وتناست أن الذى صنع لها جهاز مخابراتها لواء مصرى أيضاً بل حينما فتح الله سبحانه وتعالى عليهم بالبترول وخلافه، خرج من بعضهم رؤوس الإرهاب تارة ومولت قطر الإرهاب لتأجيج الصراع الفاشى المسمى بالخريف العربى تارة أخرى، والذى لم يصل إليها حتى الآن بل واحتضنت فلول ورؤوس الإرهاب فى رحمها، ولم يصدق العرب أن هذا البلد يفعل ذلك إلا حينما لفحهم لهيب إرهابها، فبدأوا يفيقون وتوحدوا على تأديبها وأسمعوها صليل البيض، وأقصد تماماً هذه الجملة تحديداً مثلما كان يقولها شعراء العرب لأنه سلاحهم، واتخذوا قرارهم بمقاطعة وعزل هذا النظام القطرى الحاكم، بعد أن تأكدوا أنه فقد عقله وتوازنه.. إن مصر حبيبتى أم كبيرة لا تنتظر من أى صغير رداً للجميل، فمصر مهما واجهت أياً من الأزمات فهى بأمر الله قادرة على النهوض واجتياز المصائب والمحن ورد السهام عنها، وصدت عنهم هجمات أعدائهم وحمتهم جميعاً من التتار والصليبيين، أيام رعوهم وهشهم على الأغنام، فكانت مصر أم الحضارات، إن المجال لا يتسع فى زاويتى هذه لسرد ولو جزء مما فعلته مصر للعالم وعلى وجه الخصوص لأشقائها العرب، بل لا تتسع مجلدات المعارف والموسوعات العالمية لذلك، لما قامت به على مر التاريخ وأغدقت به مصر وحضارتها على الجميع.. إن مصر هى التي أخلصت لوطنها العربى، وكان شغلها الشاغل أمنه واستقراره ولا تقبل بالفرقة والتشرذم، له أبداً ولا تسمح بالخروج عن وحدة الصف، ولا تقبل بالتآمر الذى يعوق مسيرة الوطن الكبير نحو الحياة الآمنة.. فلم تغب يوماً عن المشهد بل هى دوماً المتصدرة لحمايته من المتربصين بالأمة العربية.

إن مصر هى التي أيقظت الجميع بالدور التخريبى غير المسئول الذى يتبناه حكام قطر، دون أى مراعاة للأمن القومى العربى بالتآمر والتحالف مع المتربصين  والإرهاب، ظناً منهم بأنهم يمكنهم بذلك أن يتبدل حجمهم المتقزم إلى التعاظم لمسايرة الكبار والعمالقة، وبدأ مخططهم يطول دول الخليج أيضاً حتى وصل للتآمر والشروع بانقلابات فى بعض الدول الخليجية، وفقدانهم الإدراك بفداحة الجنون الذى تملك حكام دويلة قطر، والذى وصل مرحلة الانتحار التى تؤشر بنهايتهم، ووقعوا فى شر أعمالهم، وتبقى كلمة أمة الله الفقيرة إلى الله، وهى أن مصرنا ستظل بفضل الله بقيمة الذهب وغطائه لأشقائها مهما بلغت أموالهم عنان السماء، فالأموال وحدها لا تصنع شعوباً لكن تظل مصر قيمة وقامة عالية كالنخيل المثمر وستظل أم الدنيا رغم أنف الحاقدين.. وتحيا مصر.