رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

2 - 3 الوحدة:

2 - 3 - 1 عرض التنظيم:

هذه الفكرة عن الوحدة توضح استراتيجية الإخوان المسلمين لنمو التنظيم بين سنتى 1928- 1980 من خلال كل من عرض التنظيم وبرنامج الإصلاح الاجتماعى الشامل.

57 - شرح البنا مفهومه عن عضوية جماعة الإخوان المسلمين فقال:

«لم أرد للجماعة أن تدخل فى منافسة مع الأنظمة الأخرى، ولم أرد لها أن تكون مقصورة على جماعة واحدة من المسلمين، أو نوع واحد من الإصلاح الدينى، ولكن سعيت إلى أن تكون رسالة عامة مبينة على التعلم والتثقيف والجهاد».

58 - حاول البنا أن يزيد فى عضوية الجماعة، وأن يشجع على وحدتها وخصوصيتها، وقد اشتهر عنه أنه قال: «فلنتعاون معاً فى الأمور التى نستطيع الاتفاق فيها، وأن نكون متساهلين فى الأمور التى لا نستطيع الاتفاق عليها».

59 - وهذه الاستراتيجية حتى تستطيع تنمية تنظيم إلى أقصى حجم قد استمرت طوال تاريخ جماعة الإخوان، وقد تحققت إلى حد ما من خلال الاندماجات العملية وسحق التمرد، ومن خلال التساهل أحيانًا وتشجيع العناصر الرجعية المتطرفة.

60 - المثل الأول للاندماج العملى وقع سنة 1932 عندما اندمجت جماعة الإخوان المسلمين فى جمعية الثقافة الإسلامية بالقاهرة، فقد ساعد هذا الاندماج الإخوان المسلمين على وضع أساس قوى فى المدينة، ومكنهم من إنشاء صلة ونقطة بداية عملية.

61 - وقد وقع أول خلاف قوى فى الجماعة سنة 1932، فقد شكا منشقون عن الجماعة من خطورة الجماعة وعملها السرى، وفوق هذا رفض الجماعة حرية الرأى، وتم الاعتداء بالضرب على هؤلاء المنشقين، ويوضح هذا المثال أن عرض التنظيم وخصوصيته قد قادا بالضرورة إلى خلافات ومنازعات داخلية أمكن إجهاض بعضها أو سحقها.

62 - من سنة 1932 حتى سنة 1938 كانت هناك مقاومة متزايدة وتمرد داخل الجماعة، فقد رفض بعض الأعضاء استخدام مبالغ جمعت لمساندة العصيان المدنى فى فلسطين فى الصرف على فروع الإخوان فى مصر، ولاقى حسن البنا نقدًا شديداً ضده لاستعداده للتعاون مع السلطات القائمة رغم النقد الشديد لها، والشعارات الرجعية التى يرددها المواطنون ضدها، لقد شعر بعض الأعضاء بأن الخلاص الأدبى لمصر يكون عن طريق أسلمتها وأن يتم ذلك بالقوة.

63 - حاول حسن البنا مهادنة العناصر الأكثر تطرفاً الذين كانوا بقيادة أحمد رفعت، معتقداً أن الاحتواء كان أمثل حل للتيارات المتطرفة التى نمت داخل الجماعة، ورغم ذلك استمر البنا فى التعامل مع القوى القائمة وقتها، واستخدم أسلوباً خطابياً أكثر عدوانية فمثلاً فى مايو سنة 1935 أعلن حسن البنا أنه لو فشلت السلطات القائمة فى تطبيق برنامج الإخوان المسلمين فإن جماعة الإخوان ستعتبر نفسها فى حل من التصرف، وستعتبر نفسها فى حرب ضد أى قائد، وأى حزب، وأى تنظيم لا يعمل على انتصار الإسلام.

64 - تساهل البنا مع العناصر الإخوانية الأكثر تطرفاً داخل الجماعة عندما أنشأ الجهاز السرى المعروف بالنظام الخاصة سنة 1940 أو نحو ذلك التاريخ متمشياً فى ذلك مع مفهومه عن الجهاد، ومع ذلك عمل البنا على السيطرة على الجهاز السرى الذى أنشأه، ونحو أواخر الأربعينات كان الجهاز السرى بقيادة عبدالرحمن السندى مسئولاً عن سلسلة من أعمال العنف السياسى كما حقق لنفسه درجة كبيرة من ا لاستقلال عن سلطة البنا.

ونقف عند هذه الفقرة حتى المقال التالى لنعرض فيه الجهاز السرى وأهميته الفائقة لجماعة الإخوان المسلمين طوال تاريخها، وسنتعمق أكثر فى دوره عند عرض الفصل الثالث.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد