رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

هموم مصرية

لا تندهشوا.. فأنا - كرجل عجوز - أسمع وأتابع كل ما يقال عن مشروع البتلو!! والحكاية بدأت مع أول الستينيات. يعنى من أيام عبدالناصر.. ورغم مرور أو وفاة أو رحيل تنحى 5 رؤساء.. ونحن نتحدث - والكلام ليس بفلوس - عن مشروع البتلو.. الذى نراه منذ حوالى 70 عامًا هو حلم كل المصريين لتوفير اللحوم الحمراء للناس.. بأسعار مقبولة!!

وقد مرت هذه المحاولة بفترات عصيبة مثلا: حاولنا من أجل السيطرة على عجز اللحوم أن نقلل من الأيام التى تذبح فيها العجول والأغنام.. بل والجمال.. إذ كانت عمليات الذبح تتم «فقط» خلال ثلاثة أيام أسبوعيًا.. حقيقة لجأ الناس إلى تخزين اللحوم - بل كان ذلك سببًا فى انتشار الثلاجات فى البيوت - ولكنها إلى حد ما قللت من الذبح.. بهدف تخفيض الطلب على اللحوم الحمراء.. وإن لجأ البعض إلى اللحوم البيضاء.. دواجن وأرانب. وأيضا إلى الأسماك.

< وقالوا="" -="" وقيل="" -="" إن="" نقص="" الأعلاف="" وراء="" عدم="" نجاح="" مشروع="">

وتعجبنا وتساءلنا: كيف ذلك ومصر تزرع مساحات هائلة بكل أنواع البرسيم، البلدى، والحجازى، وهو أحسن علف يساهم فى تربية العجول.. ويومها ظهرت تعليقات قاسية تقول: هل نخصص الأرض الزراعية لنزرع فيها ما يوفر طعام البشر.. أم نخصصها لزراعة البرسيم.. لنوفر الطعام.. للبقر؟! وتحولت القضية إلى نكتة.. ولكن بايخة.. ولم نعلم يومها أن الفول الذى نزرعه ونجففه لنصنع منه المدمس والطعمية والبصارة.. يتم تقديمه علفا أو غذاءً للأبقار والخيول والأغنام فى نيوزيلندا وإستراليا وألمانيا!!

< وآخر="" كلام="" فى="" «مشروع="" البتلو»="" ما="" نشرته="" الصحف="" أمس="" عن="" تقديم="" الدولة="" لقروض="" مالية="" لتشجيع="" كل="" من="" يشترك="" فى="" المشروع..="" بهدف="" نجاح="" المشروع،="" الذى="" يوفر="" للمصريين="" الحصة="" الأكبر="" من="" لحوم="" الأبقار،="" والجاموس..="" وربما="" الأغنام="" والماعز..="" نقول="" ذلك="" لأن="" مصر="" «أصبحت»="" من="" أكبر="" الدول="" المستوردة="" للحوم..="" من="" أقصاها="" إلى="" أقصاها="" من="" الهند،="" حيث="" أسوأ="" اللحوم="" إلى="" استراليا="" ونيوزيلندا="" أفضل="" الأغنام..="" وإلى="" الأرجنتين="" وفرنسا="" والبرازيل="" حيث="" أفضل="" مزارع="" تربية="" الأبقار..="" أما="" الأسواق="" الأكثر="" قربًا="" لنا="" وهى="" السودان="" والصومال="" وإثيوبيا="" فهى="" تمثل="" الآن="" قائمة="" أكبر="" المصدرين="" للحوم="">

ولكننى - أظن وبعد الظن أثم - أن مافيا استيرد اللحوم تقف عائقا أمام حلم البتلو المصرى.. لأن نجاح المشروع المصرى يعنى الحد من أرباحهم.. وهم هنا لا يهتمون بتنمية الإنتاج المصرى. المهم ما يدخل خزائهم.. تمامًا كما نستورد 95٪ مما نستهلك من زيت طعام. و75٪ من قمح. و40٪ من سكر.

< وقد="" حاول="" -="" كل="" وزراء="" الزراعة="" من="" عام="" 1960،="" حل="" هذه="" المعضلة="" الكبرى="" بزيادة="" الإنتاج="" اللحمى="" والسيطرة="" على="" الأسعار..="" ولكنهم="" «كلهم»="" فشلوا.="" هل="" السبب="" هو="" نقص="" الأعلاف..="" هنا="" نسأل:="" لماذا="" لا="" نستخدم="" مياه="" الصرف="" الزراعى="" -="" بعد="" نقلها="" لزراعة="" الأعلاف="" الخضراء="" من="" برسيم="" وغيره..="" إلى="" غيره="" من="" أعلاف="" أو="" نستغل="" ذلك="" فى="" مشروعات="" استصلاح="" الأراضى="" الجديدة،="" إلى="" أن="" نحسن="" من="" نوعية="">

< ترى="" هل="" «نصر»="" على="" تنفيذ="" هذا="" المشروع="" الحلم..="" أم="" نلجأ="" إلى="" توزيع="" اللحوم="" ببطاقات="" التموين="" لكل="" مواطن="" 150="" جرامًا="" فى="" الأسبوع!!="">

لو كانت الأعلاف هى القضية.. لأمكننا تحقيق المعجزة.. ولكنهم أباطرة الاستيراد ورغم ذلك أتمنى النجاح، رغم أننى لم أعد أعشق أكل اللحوم كما كنت فى شبابى!!