عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

ففى يوم من أيام (المولد).. والرهط يزورنى (وهم عدد من أصدقاء «العقاد» المشتغلين بالأدب, كانوا يشتركون فى قراءة الكتب العربية والإنجليزية, ويترددون معا على الأحياء الوطنية : ما بين الحسين والحى الزينبى, أو بين حى العباسية ومنشية القلعة, أو بين الروضة والخليج.. على حسب المناسبات, وعلى غير مناسبة فى كثير من الأوقات), كان الكاتب الإنجليزى العظيم «توماس كارليل» هو محور الحديث كله, لأنه كما يعلم الكثيرون بين قراء العربية صاحب كتاب «الأبطال» الدى عقد فيه فصلا عن النبى محمد عليه السلام, وجعله نمودج البطولة النبوية بين أبطال العالم الدين اختارهم للوصف والتدليل.

كان هذا جزءا من مقدمة «العقاد» لكتابه «عبقرية محمد».

وكنت قد تحدثت معكم فى مقالى السابق عما يسمى بـ«الطبائع الأربع» التى ذكرها أستادنا الكبير فى كتابه عن عبقرية الرسول الكريم سيد الخلق أجمعين محمد عليه أفضل الصلاوات وأذكى التسليمات, وهى العبادة, والتفكير, والتعبير الجميل, وأخيرًا طبيعة العمل والحركة, وكنا قد خلصنا إلى أن سيدنا محمد كان عابدا ومفكرا وقائلاً: بليغًا وعاملًا يغير الدنيا بعمله, إلا أنه كان عابدا قبل كل شىء, ومن أجل العبادة كان تفكيره وقوله وعمله.

ولأننى لم أستطع فى  مقالى السابق أن أمر مرور الكرام عند ذكرى لاسم « العقاد» العظيم فى عالم الكتابة والفكر, فما بالى وأنا أذكر أو أتحدث اليوم عن سيدى وقدوتى ومثلى الأعلى محمد النبى صاحب الرسالة السماوية الإنسانية الهادية الجليلة, والتى تتعرض اليوم تحديدًا كما يتعرض هو معها لأسوأ أنواع التشوية والافتراءات والتهم الخبيثة سواء بالإرهاب أو غيره, وبكل أسف يحدث كل ذلك على أيدى المسلمين أنفسهم أكثر من غيرهم أو أعدائهم على وجه الخصوص أضعاف مضاعفة- ولكنه ليس موضوعنا اليوم بأى حال - لذا سأعود معكم للحديث عن جمال وكمال سيد المرسلين, الذى فى عظمته الخالدة لا يضار أبدًا بجهل الجهلاء ، لا هو ولا رسالة الاسلام التى نزل بها, ولا تنال منه كل تلك الإرهاصات من الأقوال أو الأفعال التى يسندها أصحاب العيوب الخلقية والنفسية للرسالة السامية.

وبمناسبة تلك الكلمات, يروق لى أن أنقل لكم جزءا مما ورد فى كتاب «عبقرية محمد» جاء على لسان المفكر القدير:

.. وإيتاء العظمة حقها لازم فى كل آوان وبين كل قبيل.. ولكنه فى هذا الزمن وفى عالمنا هذا ألزم منه فى أزمنة أخرى, لسببين: (وسأحاول هنا أن أوجزهما باختصار شديد حتى لا أطيل عليكم, متمنية لمن لم يقرأ الكتاب من قبل أن يستمتع بقراءته المفيدة جدًا على عدة مستويات).

فالسبب الأول وهو: أن العالم اليوم أحوج ما كان إلى المصلحين النافعين لشعوبهم وللشعوب كافة.

وأما السبب الثانى فهو: أن الناس قد أجترأوا على العظمة فى زماننا بقدر حاجتهم إلى هدايتها.. وهذه الآفة تحديدا تهبط بالخلق الانسانى إلى الحضيض, كما وتهبط بالرجاء فى اصلاح العيوب إلى ما دون الحضيض بحسب تعبير «العقاد» الدى كان قد تسأل:... وماذا يساوى انسان لا يساوى الانسان العظيم لديه شىء؟؟. وأى معرفة بحق من الحقوق يناط بها الرجاء إذا كان حق العظمة بين الناس غير معروف.. وإذا ضاع العظيم بين أناس, فكيف لا يضيع بينهم الصغير؟

والحديث لا ولن ينتهى.