عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما
                   وَهَذى الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ
                   وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما

ما الذى حدث فى مجلس النواب منذ أسبوع؟.. خلاف فى الرأى؟ مرحباً به.. ولكن ليس بهذه المناظر المخجلة المؤسفة التى يتم نقلها إلى كل العالم.. الكل كان يتوقع معارضة لاتفاقية إعادة الجزيرتين إلى السعودية.. لماذا إذن لم يتم تشكيل لجنة من المؤيدين والمعارضين مع مجموعة من الخبراء المتخصصين فى هذه الأمور والذين يملكون الخرائط والوثائق.. من أول اتفاقية الملك عبدالعزيز آل سعود مع الملك فاروق فى أنشاص.. وأيضاً الخطابات المتبادلة بين وزيرى خارجية الدولتين سعود الفيصل وعصمت عبدالمجيد.. ومناقشات أجواء هيئة الأمم المتحدة.. الموضوع لم يكن يستحق كل هذه الضجة.. الموضوع واضح وبالوثائق التى لا يختلف عليها اثنان موجودة.. ومع ذلك يجب أن نحترم (مشاعر) ولا أقول (آراء) بعض الذين اشتركوا فى 25 و30 فى الشارع وما قبل وبعد الشارع ثم تهميشهم بعد ذلك وهم الذين كانوا يظنون أنهم أصبحوا أصحاب البلد!!

<>

الموضوع كله عبارة عن معاناة وطنية لعدم عرض الموضوع من البداية بطريقة تدريجية سليمة.

الناس فوجئوا بصحيفة (الأهرام) صباح أحد الأيام وكان يزورنا الملك سلمان.. الناس فوجئوا بمانشيت أحمر ضخم جداً.. الجزيرتان سعوديتان!!.. جزيرتان إيه؟.. لم نسمع عنهما من قبل.. من يقل عمره عن 70 أو 75 سنة وهم كل الشعب تقريباً لا يعرف شيئاً قط عن هذا الموضوع.

لماذا حين بدأت زيارة العاهل السعودى لم تنشر الصحف أن هذه الزيارة لتوقيع اتفاقية قديمة جداً متفق عليها منذ أيام الملك فاروق.. والموضوع كذا وكذا.. ويثور السؤال: اشمعنى مصر هى التى لجأ إليها الملك عبدالعزيز منشئ الدولة السعودية دون غيرها من الدول.. أو هيئة الأمم مثلاً؟

ببساطة لأن مصر هى التى احتضنت المملكة من اللحظة الأولى.. وأرسلت كسوة الكعبة سنوياً (المحمل) وبنت المدارس وأرسلت المدرسين ودفعت أجورهم وأرسلت الكتب والكراريس.. وبنت بيوتاً سموها (التكية المصرية) لأنها كانت تكية بالمفهوم البلدى العامى.. أى شخص ممكن يدخل ويأكل ويشرب وينام دون أى مقابل.. تكية بالفعل.. موجودة هذه البيوت حتى الآن.. مصر الدولة الكبرى هى القادرة على أن تطرد العصابات الصهيونية من الجزيرتين وتحميهما من إسرائيل لأنها صاحبة الجيش الوحيد الذى حارب يوم 15 مايو 1948 حينما دخلت العصابات أرض فلسطين برئاسة بن جوريون واحتلتها!!.. لم يكن أمام عاهل السعودية سوى مصر.

<>

نحن شعب مع الأسف الشديد لا يعرف الحقائق كاملة.. بل لا يعرف تاريخ بلده.. فبعد هذه الفترة وكانت المدارس فيها مادة اسمها (التاريخ) مثل الجغرافيا والحساب والأحياء واللغات وغير ذلك.. كانت كتب التاريخ تذكر الحقائق منذ أيام الفراعنة.. ثم جاءت ثورة يوليو بعد ثلاث سنوات لتلغى هذه الكتب.. تم إلغاء كل كتب التاريخ فى المدارس والجامعات وأصبحت مصر وليدة فى نفس عام الثورة.. مع إلغاء العَلم والنشيد والأحزاب والبرلمان.. حتى ميزانية الدولة أصبحت تبدأ فى يوليو وتنتهى فى يونيه عكس كل دول وبورصات العالم.

الناس معذورة.. لم تتعلم كبرياء الماضى ونزاهته وشفافيته.. نحن أكبر من أن نأخذ ما ليس لنا ونحافظ بالروح والدم عن كل ما لنا.

ربنا أعف عنا واغفر لنا إن نسينا أو أخطأنا.

<>

هذه إحدى المقالات التى تتم حجبها ولم تنشرها الصحف القومية فى عهدها الجديد!!.. فإذا كانت الصحف القومية أصبحت أشد حرصاً على عدم نشر أى مقال فيه معارضة لسياسة الدولة.. فهذا المقال يشيد بسياسة الدولة الحالية التى أعادت الجزيرتين لأصحابهما.. وإذا كان هذا استمراراً لعدم التعرض بالنقد لثورة يوليو صاحبة أسوأ وأسود ستين عاماً مرت بمصر تبقى كارثة.. نحن تنفسنا الصعداء حين تم إعلان اللجان الوطنية الجديدة للإعلام والصحافة وألغينا المجلس الأعلى للصحافة الناصرى أكثر من الناصريين.. ترى ما رأى هذه اللجان فيما يحدث الآن؟!