يستطرد التقرير الاستعمارى على لسان حسن البنا قائلاً:
«لقد غزت الحضارة الغربية بلادنا بالقوة والعدوان على مستوى العلم والمال، وعلى مستوى السياسة والبذخ، وعلى مستوى الرفاهية والإهمال وعلى مستوى مختلف أوجه الحياة المريحة والمثيرة والمغرية».
34 - وقد علَّم البنا أتباعه أن الاستقلال السياسى الرسمى لا قيمة له ما لم يصاحبه استقلال ثقافى واجتماعى، فهو ومن بعده حسن الهضيبى دعوا أعضاء الإخوان المسلمين إلى طرد الاستعمار من أرواحهم، وفى هذه الحالة سيخرج الاستعمار من بلادهم، أما سيد قطب فقد طالب بإعلان حرب ضد الحضارة الغربية.
35 - رفض البنا تقليد الأفكار والقيم الغربية قائلاً:
«نريد أن نفكر تفكيراً مستقلاً معتمدين على الإسلام وليس على تقليد يربطنا بنظريات ومواقف الغرب فى كل شىء، نريد أن نكون متميزين بقيمنا الخاصة بنا وأخلاقياتنا فى الحياة كأمة عظيمة ذات ماضٍ».
وقد وردت كلماته هذه فى كتاب ميتشل عن جمعية الإخوان المسلمين الذى نشرته جامعة أوكسفورد سنة 1993 ص219 وص 222، كما وردت فى كتاب «الإخوان المسلمين من المعارضة إلى السلطة»، الذى نشرته دار ساقى للنشر سنة 2013 ص 8.
وأورده ميتشل فى نفس الكتاب حينما تحدث عن الغزالى فى ص229.
36 - فى رأى الإخوان المسلمين أن الحكومة الديمقراطية الغربية قد فشلت وليس ذلك فقط ولكنها كذلك قد جعلت شعبها ضحية للفساد واستغلال الشللية اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وطغيانها.
37 - ولرفض الإخوان المسلمين نظام الأحزاب السياسية فإن مرونتهم تبدو واضحة فى قبولهم تقديم مرشحين للانتخابات المحلية والنيابية، وتبدو مرونتهم كذلك واضحة فى قدرتهم على العمل مع الأحزاب السياسية لكى يحققوا بعض أهدافهم، وبعد ذلك وصلت مرونتهم مؤخراً إلى اعتناق نظام الأحزاب وتكوين حزبهم الخاص بهم.
38 - رفض الإخوان المسلمون النظام الاقتصادى القائم الذى يعتبرونه نظاماً يسيطر عليه الأجانب الذين يكنون للمصريين احتراماً قليلاً، ومن البداية فإن اللغة التى يستخدمها الإخوان المسلمون فى هذا الشأن مليئة بالغضب فى مواجهة الامتهان وعدم احترام منزلة وكرامة العرب والمسلمين، وقد تحدث الإخوان المسلمون عن «تطهير الأمة» من الاستبداد الاقتصادى المؤلم الذى تتعرض له، وكان ذلك بمثابة دفاع ضد كل من الرأسمالية والشيوعية.
39 - الأجنبى فى نظر الإخوان المسلمين يسمى «الخواجة» سواء كان مسيحياً أو يهودياً، والخطاب الإعلامى للإخوان المسلمين في هذا الشأن الذى يستخدمونه للدفاع عن الإسلام يعتبر الأجنبى أى غير المسلم عدواً ثقافياً وسياسياً واقتصادياً.
وقد ورد هذا البيان فى كتاب «جمعية الإخوان المسلمين الذى نشرته جامعة أوكسفورد سنة 1993 ص 222، كما ورد فى كتاب «معركتنا مع اليهود» الذى نشره سيد قطب سنة 1950، وأعاد ميتشل ذكره فى كتاب جامعة أكسفورد ص 231.
وأصبح اليهود كذلك كلمة مرادفة للسيطرة الغربية والانحلال الخلقى وتهديد مصداقية الإسلام، وقد كتب المفكر الإسلامى ذو النفوذ الواسع سيد قطب مقالاً بعنوان «صراعنا مع اليهود» واصفاً اليهود كألد أعداء الإسلام، وأن المعركة معهم مستمرة منذ 1400 سنة، وتصف المقالة اليهود بالشياطين، وبأنهم يدمرون الأساس الأخلاقى الذى يستند إليه المجتمع حتى يسقط الأساس فى الوحل الذى ينشرونه على نطاق واسع حول العالم، ونقف عند هذه الفقرة لنستكمل فى المقال التالى عرض مقالة سيد قطب عن اليهود.
الرئيس الشرفى لحزب الوفد