عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

 

 

قصة تقبيل مصطفى النحاس ليد الملك فاروق قصة مفتعلة قديمة لها خلفية وسبب و تاريخ.... تاريخ طويل قديم... فعندما كان "الأمير" فاروق يتعلم في انجلترا كان تحت اشراف أحمد حسنين "مدني"  وعزيز المصري "عسكري" مجرد اشراف، أما التعليم فقد كان انجليزياً... وبالصدفة كان حسين والمصري يكرهان الرجل الذي يقال عنه "زعيم الأمة" وشعبيته الكبيرة... وكان هذا هو الحديث المتداول من أيام انجلترا في السنوات المبكرة للأمير الصغير...وأصبح الأمير الصغير يخشي هذا الرجل الذي  يحبه الشعب.... ثم امتزج الخوف بالكراهية... ثم جاءت لحظة ما أكدت هذا الخوف.... فالملك الكبير فؤاد الأول توفي وسافر الأمير الصغير الى القاهرة في نفس اليوم... وكان والده يتمنى أن يراه قبل الموت ولكن لم يحدث.... وخلال مراسم العزاء التقليدية وكان مصطفى النحاس أحد كبار المعزين.... وبأخلاق القرية على رأي أنور السادات فقد كان مصطفي النحاس من مواليد قرية بجوار سمنود اسمها "منية سمنود" وليست سمنود نفسها... وكان لوالده بيت ودوار هناك.... بأخلاق القرية حينما رأى النحاس تأثر الأمير الصغير الذي لم يلحق والده قبل وفاته قال النحاس له:

ـ اعتبرني والدك!!!

رغم أنها عبارة تقليدية تقال في المناسبات دون أي معنى... ولكن في ظروف الأمير الصغير السابقة هذه الجملة العابرة التصقت بعقل الأمير مدى حياته فقد أكدت له ما سمعه من المشرفين على تربيته حسنين والمصري... لدرجة أن الملك فاروق في 4 فبراير  1942 كان يفضل أن يتنازل عن العرش ولا يكلف النحاس برئاسة الوزراء... وهناك حكاية معروفة....أخذ فاروق وثيقة التنازل من يد سير مايز لمبسون المندوب السامي البريطاني وذهب إلي مكتبه ليوقعها وفي اللحظة الأخيرة ـ كما قيل أيامهاـ قبل أن يصل سن القلم إلى الورقة أمسك أحمد حسنين بيد الملك وهمس في أذنه:

ـ النحاس رئيس وزراء سنة وللا اثنين وبعدين سيمشي...

وأنت الملك علي طول.... لا توقع علي الورقة...

وسحب الورقة من أمام الملك...

"......."

كان الملك يتعجل اليوم الذي يصدر فيه قرار اقالة الوزارة... وظروف البلد لا تحتمل... فقد كان رومل والجيش الألماني الايطالي في العلمين علي بعد خطوات من الاسكندرية وإذا سقطت الاسكندرية في أيدي الألمانف ستسقط مصر كلها وتكسب ألمانيا الحرب العالمية!!!!

ظل الملك يتحين فرصة لاقالة الوزارة إلي أن أنشأ مصطفي النحاس جامعة الدول العربية عام 1945 بعد أن تقرر تنفيذ "وعد بلفور"....  باقامة دولة صهيونية في فلسطين.... هنا طلب سير لمبسون المندوب السامي البريطاني من الملك اقالة وزارة النحاس فوراً....

.....

كان مصطفي النحاس بعد اقالة هذه الوزارة علي يقين بأنه لن يتولي رئاسة أية وزارة بعد ذلك قط.... أعلن هذا للجميع... ظروف وزارة 4 فبراير قفلت الباب نهائياً أمام الوفد ورئيسه.....

وتمر السنوات ووزارات الأقليات تتولي السلطة دون عمل جاد هام... ويتدهور حال البلد شيئاً فشيئاً... إلى أن جاءت حرب  1948 وإنشاء دولة اسرائيل ويزداد حال البلد سوءاً.... في نفس الوقت كان الملك يستمع من أصدقائه المصريين والأجانب لنصيحة  واحدة.... أجرِ انتخابات حرة تماما تماما تماما ، ومن يفز ويطلبه الشعب يتولَّ الحكم. وفي نهاية عام 1949 تم تكليف حسين سري باشا رئيس الديوان الملكي برئاسة الوزراء وإجراء انتخابات  لم ترها مصر من قبل... لدرجة أنه عين زوج ابنته محمد هاشم الشاب وزيراً للداخلية الذي ظل طوال الوزارة لا ينام أكثر من ساعتين.... وأجريت أنظف انتخابات في التاريخ واكتسح الوفد وجاء مصطفي النحاس رئيساً للوزراء في يناير عام 1950.

.... وكانت فكرة النحاس أن يلغي معاهدة 1936 ويطالب الانجليز بالجلاء... وهذا لن يحدث إلا إذا كانت علاقته بالسراي علي ما يرام... بل أكثر مما يرام... وكل ما حدث أن النحاس لأول مرة في حياته أحنى رأسه أمام الملك عقب حلف اليمين  وأصر على أن يصافحه بعد كل المراسم ويتعمد أن يحني رأسه لثاني مرة في حياته من أجل مصر.... من أجل إلغاء المعاهدة وجلاء الجيش الانجليزي لا أكثر... ولكن المبالغات وصلت الي أنه أحنى رأسه وقبل يد الملك.... وقيل أحنى رأسه وأمسك يد الملك ليقبلها فسحبها منه الملك... هذه هي عادتنا دائماً... المبالغة في كل الأمور..