عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

«السلام عليكم».. كانت أول جملة خاطب بها الرئيس الأمريكى السابق «باراك أوباما» العالم العربى عندما زار القاهرة واسطنبول، ملقيا خطبته الشهيرة فى حرم جامعة القاهرة عام 2009م, ومؤكداً فيها أن عهده سيصبح بمثابة بداية جديدة لعلاقات تقوم على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل بين الديانات المختلفة, مستخدماً عدداً من العبارات العاطفية مدغدغاً بها مشاعرنا حينها ليؤكد كذلك ضرورة إنهاء حالة الارتياب وعدم الثقة السائدة ما بين أمريكا والعالم العربى والإسلامى بشكل عام! وقد بدت زيارة الرئيس بتلك الكيفية وكأنها زيارة ثقافية حضارية.

وكعادتنا صدقنا (أقصد ماصدقنا) وانساقنا لفكرة وجود المشاعر والعواطف فى عالم السياسة والمصالح, وأتذكر وقتها أنه سرعان ما أقمنا الأفراح وعلقت شاشتنا فى برامجها الزينة وأفرع الكهرباء, وأفردت الصحف عشرات المقالات والأعمدة لوصف وتحليل تلك الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكى الأسمر البشرة والذى يعود إلى جذور إفريقية مسلمة, وها هو وقد قدم إلينا، ماداً يده بالسلام, فى قلبه كل الحب, وقالها لنا «السلام عليكم»!

وبالفعل فقد كانت تلك الزيارة تاريخية من عدة مقاييس, الا أن كل ما جاء بعدها كان قد ترجم جملة هامة للغاية وهى «أننا مازلنا فى حالة من عدم النضج الكافى لاستيعاب كيفية سير الأمور وخاصة السياسية منها.

وها هو الرئيس الحالي «دونالد ترامب» يأتى ليحضر القمة الإسلامية الأمريكية المزمع عقدها فى الرياض يوم 24 مايو الجارى والتى سيشارك فيها حوالى17 من زعماء الدول الاسلامية, والتى ستكون أيضا أول زيارة خارجية للرئيس الأمريكى, على خلاف العادة التى جرت دائماً بأن تكون أول تلك الزيارات لكندا أو بريطانيا أو المكسيك مثلا, إلا أن «ترامب» الرئيس الأمريكى صاحب السياسة غير المحددة المعالم بالنسبة لنا كعالم إسلامى حتى الآن, اختار أن تشمل أولى محطاته: السعودية, إسرائيل والأراضي الفلسطينية, الفاتيكان, ثم بروكسل.. وذلك ضمن مشروع إقليمى جديد للشرق الأوسط محوره الأساسى هو الدفاع عن إسرائيل فى إطار الدعوة الأمريكية لمحاربة الإرهاب.

وإذا استمعنا للكلمة التى ألقاها وزير الدفاع الأمريكى «جيمس ماتيس» أثناء لقائه مع نظيره الإسرائيلى «أفيجدور ليبرمان» فى المؤتمر الصحفى المنعقد بإسرائيل أثناء زيارته لها، سنجد أنه دعا إلى تشكيل (حلف دفاعى إقليمى شرق أوسطى) حيث قال: إن تحالفنا مع إسرائيل هو حجر الزاوية فى هيكلية أمنية إقليمية واسعة تضم إسرائيل ودولاً عربية.. وهدفى هو تعزيز شركاتنا فى تلك المنطقة من أجل ردع وهزيمة التهديدات وفى نهاية الأمر أيضا اخافة اعدائنا!

ونعود للقمة (الإسلامية الأمريكية) آخذين فى الحسبان إيران وانتخاباتها الرئاسية الحالية والتى تجرى فى ظروف تبدو لى بالغة الصعوبة سواء على المستوى الخارجي (متمثلا فى موقف ترامب وإدارته بتشكيلها الجديد تجاه الاتفاق النووى الذى عقده الرئيس السابق أوباما مع إيران، إضافة لانعقاد تلك القمة التى صرح وزير الدفاع الامريكى أثناء زيارته الشهر الماضى لإسرائيل بأنها ستعقد بالأساس لمواجهة التهديد الذى تمثله جمهورية إيران على إسرائيل)، وكذلك على المستوى الداخلي (والمتمثل أيضا فى حالة الانقسام الداخلى غير المسبوقة سواء على مستوى المرشحين للرئاسة أو على مستوى الأولويات والمصالح الوطنية).

فهل تعى الدول العربية المشاركة فى تلك القمة وبخاصة السعودية ودول الخليج الأمر وفقاً لذلك الطرح السابق؟ أم أن المتوقع أو المتصور هو استمرار سيطرة فكرة الأمن بالوكالة على غرار ما يحدث الآن وهناك سؤال آخر يبدو لى الأكثر أهمية وهو: هل سيناقش الرئيس الأمريكى ترامب مع القادة العرب فكرة أو توجه أمريكا لتشكيل حلف دفاعى إقليمى شرق أوسطى لمواجهة ما يسميه التهديد الإيرانى الاسلامية لإسرائيل؟