قدمنا فى الحلقة الماضية لكتاب مؤسسة بدفورد رو، والذى أشرنا إلى أنه محاولة استعمارية شديدة الذكاء والخطوة هدف إقناعنا باستحالة التخلص من عصابة الإرهاب المتأسلم.
وقد استعرض التقرير أهداف الإخوان المسلمين وسياستها فى النمو منذ نشأتها سنة 1928 حتى اليوم، وهناك تحليل لأهداف الإخوان المسلمين ومؤيديهم والوسائل التى تستخدمها لتحقيق أهدافها السياسية. كما أشار الكتاب إلى أنه درس الصرح التنظيمى للإخوان المسلمين، وهو صرح لم يتغير أساساً منذ تكوينه فى أوائل ثلاثينيات القرن الماضى، واضطرنا ذلك للتركيز على جذور التنظيم العسكرى لهم المسمى «الجهاز السرى»، والدور المحورى الذى قام به داخل الجماعة طوال تاريخها، والشخوص الأساسيين فى تاريخ الإخوان المسلمين عرضناها، وكذا تكوين وتنظيم شبكة الإخوان المسلمين الدولية.
كما قام على تحليل للأيديولوجية الخاصة للإخوان المسلمين التى نبع منها العديد من التنظيمات المتطرفة الإسلامية، وخاصة فى الفصل الرابع من هذا الكتاب نعرض جذور هذه المجموعات، مثل تنظيم القاعدة، وبوكو حرام، والدولة الإسلامية، والشباب، وكتائب القسام، وإمارة سيناء وصلتها بالإخوان المسلمين.
يستطرد التقرير قائلاً:
5 - يستمر التقرير فى الفصل الخامس فى دراسة الإخوان المسلمين كقوة سياسية فى مصر، وكيف أصبحت قوة المعارضة الرئيسية فى مصر خلال ثمانينيات القرن الماضى والأثر السياسى للجماعة وآثارها الاجتماعية وكذا صعودها فى الأهمية.
6 - هناك مقدمة مختصرة فى الفصل السادس الختامى للوضع الحالى للجماعة فى مصر فى أعقاب الثورة ضد الرئيس مرسى سنة 2013، والأمور التى يبحثها هذا الفصل والفصول الأخيرة المتعلقة يجب تحليلها بتفصيل مطول فى سلسلة من تقارير تالية وافقت عليها سلطات الادعاء وهى: التجربة المصرية لوجود الإخوان المسلمين فى السلطة سنة 2012 - 2013 والثورة المصرية ضد الإخوان المسلمين سنة 2013، والوضع الحالى فى مصر، وسيتم الانتهاء من إعداد كل ذلك خلال سنة 2015.
1 - 2: الهدف من إعداد هذا التقرير
7 - سيقدم التقرير عرضاً شاملاً وفعَّالاً عن الإخوان المسلمين بحيث يمكن عمل تقييم مستقل عن طبيعة التنظيم والجماعات المتحالفة معه.
التقرير الأول: تاريخ الإخوان المسلمين ومنظماتهم، إننا لم نعد مستنداً مرتبطاً بتسلسل تطورات جماعة الإخوان المسلمين ولكننا تناولنا المشروع بالنظر إلى الموضوعات، واستخدمنا عرضاً مقارناً.
8 - ستكون التقارير مستنداً مؤسساً على أداء تقدم كذلك المحتوى الضرورى تاريخياً واجتماعياً وسياسياً لنوضح بدقة الطبيعة الحقيقية للإخوان المسلمين كتنظيم، وستستعرض أثر المدة القصيرة التى كان الإخوان المسلمون فيها فى السلطة فى مصر، والتى استطاعت خلالها أن تسبب دماراً كبيراً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وكذا دمار لسمعة الأمة.
1 - 3 أسلوب هذا التقرير:
9 - هذا التقرير بأكمله ناتج عن استخدام مادة علنية كلها، مستنداً بقوة على الوثائق الأكاديمية لتاريخ وعقيدة الإخوان المسلمين، وكذا التقارير الإعلامية عن الأحداث المهمة التى كانت الجماعة طرفاً فيها، وعندما نشير إلى مصادر متاحة فى وسائل الإعلام فإننا نذكر تفاصيل المصدر لسهولة رجوع القارئ إليه.
10 - وقد أضفنا قائمة كبيرة لترجمة للتعبيرات المتخصصة والفنية العربية فى نهاية التقرير، وكلما أمكن فإننا استخدمنا ترجمة إنجليزية للتعبيرات العربية، وعندما تكون الترجمة المباشرة غير ممكنة أو صعبة فإننا استخدمنا التعبير العربى الأصلى مع ترجمة مرفقة بالقائمة.
الفصل الثانى
نمو الاستراتيجية وأهدافها:
2 - 1 نمو استراتيجية الإخوان المسلمين وأهدافها فى مصر
2 - 1 - 1 - وضع أساس حركة جماهيرية
11 - استراتيجية نمو الإخوان المسلمين في مصر من سنة 1928 إلى ثمانينات القرن الماضى توضح أن الجماعة كانت تهدف إلى تطبيق وتحقيق أهداف إنشائها بتشكيل صرح إسلامى يرتكز على غايات القرآن وحكمة الرسول فى سنته التى تطبق على مدار الزمن وفى كل بقاع الأرض، وهى نظام متكامل فى حد ذاته يتمتع بدرجة عالية من المرونة.
وفى كتاب «جمعية الإخوان المسلمين» لميتشل الذى أصدرته جامعة أوكسفورد سنة 1993 ص 14 يقول المؤلف إن حسن البنا عرَّض الهلال للانكسار بسبب تهديد الإسلام المتطرف، فطبقاً لما قاله حسن البنا: «إن طبيعة الإسلام هى أن يسيطر لا أن يسيطر عليه أحد، وأن يفرض قانونه على كل الأمم ويمد سيطرته على الكون كله.
12 - الهدف النهائى للدولة الإسلامية العالمية لا يمكن تحقيقه فى يوم وليلة، فالاستراتيجية عليها أن تتغير وتتأقلم مع تغيرات الأرضية السياسية». وإلى المقال التالى.
الرئيس الشرفى لحزب الوفد