رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بمناسبة زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى مصر، ورغم الجوانب المضيئة فى هذه الزيارة، إلا أن الذى شد انتباهى أكثر وأكثر، هو التنظيم الدقيق والمظهر المشرف فى الزيارة بصفة عامة، والقداس الذى أقيم بإستاد الدفاع الجوى بصفة خاصة.

القداس الذى أقيم على أرواح شهداء مصر باستاد الدفاع الجوى، كان أكثر من رائع فى كل شىء. ان الترتيبات التى أجريت، والنظام الذى تم تنفيذه، والمظهر العام لهذا القداس كان أكثر من رائع. لقد أعجبت كثيرا بالكورال الذى صاحب القداس طوال الوقت، كما أعجبنى أكثر وأكثر بالملابس التى كان يرتديها القساوسة. وفضلا عن ذلك، فقد أعجبت أيضًا بإصرار قداسة البابا على أن يركب سيارة صغيرة مكشوفة، ويدور بها حول الاستاد ملوحًا ومباركًا الموجودين بكافة أنحاء الاستاد.

لقد كان متواجداً بالاستاد ما لا يقل عن ثلاثين ألفاً من الحضور، وكانت الفرحة تعم الحاضرين جميعا وأطلقوا البالونات بعدة ألوان أغلبها باللون الأبيض الذى كان يرتديه قداسة البابا، كما أطلقوا بالونات كبيرة تحمل صورة البابا فرنسيس كنوع من الترحيب، إن هذا القداس إن دل على شىء إنما يدل على مدى الدقة والتنظيم والترحيب بقداسة البابا فرنسيس، ومدى اهتمام مصر بهذه الزيارة المباركة.

وما أعجبنى أيضًا الكلمات الراقية التى ألقاها قداسة البابا فرنسيس، وكذا سيادة الرئيس السيسى، وكل من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وكذا قداسة البابا تواضروس. كل هذه الكلمات أجمعت على مبدأ هام وهو أن الأديان جميعا تقوم على محبة الإنسان لأخيه الإنسان، والتسامح معا وحسن المعاملة. فلا يوجد دين يحض على الإرهاب، ولكن هناك عقولاً مريضة التقطت بعض السطور من الأديان وفسرتها تفسيراً على هواهم، واتخذت من هذه التفسيرات الخاطئة سبيلاً ومعينا لهم فى أعمالهم الإرهابية من قتل وتخريب وتهجير.

إذا تمعنا فى كلمات الترحيب لقداسة البابا فرنسيس، وكذا كل من تحدث فى هذه الزيارة، يتضح أن الحب الصادق كان المهيمن على كافة الكلمات. ولا أدل على ذلك من ان البابا تواضروس والبابا فرنسيس، قد انتهزا فرصة لقائهما فى هذه الزيارة، وقاما بالتوقيع على وثيقة تتضمن استبعاد كافة الخلافات بين الكنيستين القبطية والكاثوليكية، تمهيداً لعودة الكنيسة الواحدة لكافة المسحيين كما كانت عليه من قديم الزمان.

ومن ناحية أخرى، فإن هذه الزيارة رسالة امان واستقرار، أرسلت من مصر لكافة دول العالم. لقد ذكر البابا فرنسيس مصر وشعب مصر أكثر من مرة، ورحب بهم وباركهم، وصلى لمصر وشعبها. كل هذا له تأثير السحر لدى الدول الغربية عامة، فقداسة البابا فرنسيس بالنسبة لهم هو القدوة، بالإيمان والمحبة والتسامح، فإذا صلى لمصر وبارك شعبها، فإن ذلك يعتبر فاتحة خير لنا جميعا.

أرجو من المختصين فى مصر، سواء وزارة السياحة، أو الآثار، أو أى من الوزارات والمصالح المعنية بالأجانب، ان تركز كثيرا على الجوانب المضيئة فى هذه الزيارة، فهى خير دعاية لمصر وشعبها.

حمى الله مصر، وأكثر محبيها ومخلصيها، وأنزل على اعدائها غضبه ولعنته، وتحيا مصر.