عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

بعيدًا عن الكتابة المشبوبة بالعواطف أو التى تعبر عن سياق أدبى، حسبما بدا فى تناولنا لقضية تنمية سيناء الأسبوع الماضى، نعرض هنا للأمر من منطلق مناقشة موضوعية بما يساعدنا فى فهم ماذا جرى حتى الآن.

فى متابعة لما يجرى فى هذا الصعيد نشرت جريدة «الأهرام» الأربعاء الماضى تحقيقًا صحفيًا عرض ما يتم على أرض الواقع من مشروعات تنموية يلمس معها القارئ مدى الجهد الذى يبذل هناك. وفق المادة المنشورة فى التحقيق.. هناك مشروعات طرق، وأخرى لمدارس، وثالثة لمستشفيات ورابعة لإسكان.. باختصار الأمور تسير على وتيرة عالية من تنفيذ المشروعات التنموية فى سيناء.

يذكرنى ذلك بما ذهب إليه سائق «التوك توك» من أنك عندما تقرأ عن وضع مصر فى إعلامها تشعر وكأنك فى ڤيينا، وعندما تنظر لها على صعيد الواقع تشعر وكأنك فى الصومال. ليس إنكارًا بالطبع لجهود تبذل هنا وهناك ومن أناس لا شك فى إخلاصهم وحرصهم على مستقبل هذا الوطن، غير أن الأمور تؤخذ بحصادها أو فى مجملها، فالنظرة للتنمية فى سيناء يجب أن تتم من منظور شامل وليس جزئيًا.

يوضح ما نود التأكيد عليه ندوة نظمتها صحيفة «أخبار اليوم» ونشرت على صفحتين السبت قبل الماضى. لقد كانت الندوة كاشفة بعيدًا عن بعض الملحوظات على مسار المناقشات فيها. وتؤكد بعض الآراء الواردة فيها وصدرت من متخصصين فى الموضوع ما نذهب إليه. على سبيل المثال ما قيمة أن تبنى مساكن ولا تجد من يسكن فيها.. إن هذا فى المحصلة النهائية يمثل ما يمكن اعتباره إهدارًا للمال العام، وليس فى ذلك أى نوع من أنواع التنمية بأى شكل من الأشكال، إن لم تكن سوى ما يمكن وصفه بالتنمية بـ «السالب».. وهى التنمية التى تأخذ منك ولا تعطيك!

فوفق ما جاء فى الندوة، فقد تم إنشاء أكثر من 8 آلاف وحدة سكنية بشمال وجنوب سيناء، ورغم الانتهاء من تشطيب هذه الوحدات لا يوجد متقدمون لهذه الوحدات، فكان البحث عن تأجيرها بأى السبل حتى يتم ضمان شغلها بأى شكل من الأشكال!

وحتى لا نظلم أحدًا، فقد ظلت سيناء كمًا مهملًا فى منظور مختلف نظم الحكم فى مصر على مدى عقود، غير أن الجديد فى تقديرى فى وضعنا الحالى، ويمثل مراكمة على فكرة استبعاد سيناء كجزء أصيل من نسيج الوطن الأم، هو اختزالها فى أنها تحولت لبقعة إرهابية يرتع فيها الإرهابيون كيفما يشاءون واختزال فكرة التعامل معها فى كيفية مواجهة هذا الإرهاب، رغم أن هذا الأمر يجب أن يحتل بالطبع أولوية كبرى.

لطالما أكد المختصون والمهتمون بتنمية سيناء، ومازالوا على حقيقة وجود أطماع لإسرائيل فيها ولسنا فى وارد التفصيل فى هذا الشأن، وقد يكون له مجال آخر، وأن الحل هو توطينها بملايين المصريين. وأعتقد أن هذا الأمر – التوطين – يمكن أن يكون أيضًا أحد الحلول السحرية لمواجهة مشكلة الإرهاب ومحاصرته، بالطبع إلى جانب الجهود الأخرى التى تقوم بها الدولة.

وإذا كان مقتضى الحال يتطلب أن نعمل بمقولة: «بشروا ولا تنفروا».. فإن التحفظ الذى يرد على هذه المقولة أن التبشير فى حالة سيناء يمثل خديعة للنفس لا يجب اللجوء إليه.. ما هو مطلوب دق أجراس الإنذار، حتى نحقق ما ذهبت إليه شخصية، مثل اللواء مختار قنديل الرئيس السابق لجهاز تعمير سيناء من «ملئها بالسكان لأنها مساحة كبيرة مهملة تستطيع إسرائيل أن تدخل منها وتصل عبرها إلى مدينة الإسماعيلية». ويفرض ذلك السؤال : أليس من الغريب والمريب أن عدد سكان سيناء لا يتجاوز مليونًا وربع المليون نسمة رغم أنها تمثل نحو 6% من مساحة مصر؟ وهو عدد تفرض ظروفها الحالية تناقصه، وليس تزايده رغم تحولات التنمية التى يجرى الحديث عنها؟ سؤال نتمنى لو وجدنا أى إجابة شافية عنه!

[email protected]