عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

فى لمحة فريدة تؤكد أن تعدد أشكال الإيمان بين بنى البشر, يمكن التعايش معه دون أن تكون هناك حاجة مطلقا للتنازع مع الآخر المختلف, بل وتبرز أن الأكثر إنسانية وعقلانية ورقى ومنفعة للبشرية هو أن تسود حالة من التسامح والمودة بداخل كل جماعة ثقافية تجاه الجماعات الأخرى, فقد جاءت زيارة البابا «فرنسيس الثانى» بابا الفتيكان لمصر, والتى استمرت لمدة يومين بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسى وفضيلة الإمام الأكبر الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضرس الثانى بطريرك الكرازة المرقسية (وهنا لعله من الجيد أيضًا أن نتذكر بهذه المناسبة مبادرة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة الفاتيكان فى نوفمبر من العام الماضى, وأيضًا زيارة الامام الأكبر شيخ الأزهر فى مايو من نفس العام, ومن قبلهما زيارة البابا تواضرس الثانى, فتلك تعد محاولات لمد الجدور بين الحقائق المتناقضة, وتقارب الأديان بعيدًا عن جملة حوار الأديان التى ربما باتت جملة مستهلكة, ولا جدوى معقولة أو مفيدة للإنسانية من ورائها فى فاعلياتها المتعددة.

وتأتى هده الزيارة التاريخية التى حملت شعار (بابا السلام على أرض السلام) فى ظل ما يواجهه العالم حولنا من موجات إرهاب أسود وعنف دينى يجتاح العالم كله وتعانى مصر ويلاته بشكل أصبح شبه متواصل.

ولن أتحدث عن تاريخية الزيارة, لكنى أثرت التحدث فى عجالة عن شخصية البابا التاريخية حقا, فهو الرجل الدى عمل على تسوية تاريخية بين التيارات الفكرية المختلفة «الوسطية والمحافظة والراديكالية» التى كان يموج بها الفاتيكان, إضافة إلى أنه وبعيدا عن تلك الحسابات السياسية والاقتصادية والثقافية فهو إنسان مهموم بآلام ومحن البسطاء من الناس وليس ممن يدينون بالمسيحية فقط, ودليل قريب على ذلك تصريحاته الأخيرة بخصوص اللاجئين ووجوب احتوائهم وفتح أبواب الكنائس لهم بغض النظر عن ديانتهم وهو يعلم أن أغلبهم من المسلمين, وأيضًا دعوته للمسلمين بالثبات على دينهم الإسلامى والدفاع عنه وأنه دين سمح ولا علاقة له بالعنف, الأمر الذى يؤكد كذلك ما ذهبنا إليه فى بداية تلك السطور حول البراح الفكرى لتقبل أشكال الأيمان المتعددة.

واستكمالاً لدوره التاريخى المميز فقد أرسل البابا خلال كلمته التى القاها يوم الجمعة بقاعة الماسة العديد من الرسائل التى تؤكد كذلك على شخصيته التاريخية حقا، فقد قال إن مصر التى أنقذت الشعوب من المجاعة فى زمن يوسف مدعوة لإنقاذ المنطقة من مجاعة المحبة والاخوة، مشيرًا إلى أنها أم الدنيا تتبنى السلام بيد وبالأحرى تحارب الإرهاب. وأنه قول لو تعلمون كم يحمل معانى ورسائل عظيمة، ودعم البابا للجهود المصرية لوقف العنف وتحقيق التنمية فى ذات الوقت يعنى الكثير والكثير، فقد بدأ يلوح فى الأفق للعالم أننا على الحق المبين.

إن تضامن مصر والفاتيكان سيسهم فى تحقيق السلام الذى نصبو إليه جميعا بإذن الله.