رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

هذا الكتاب شديد الذكاء والخطورة الذى نشرته مؤسسة 9 بدفورد رو فى لندن فى 2 أبريل سنة 2015 هو محاولة استعمارية شديدة الخبث، هدفها الأساسى كما سنرى إقناعنا بأنه يستحيل التخلص من عصابة الإرهاب المتأسلم، وعلينا أن نجد وسيلة للتعايش معها والسماح لها بالعمل السياسى، وهو ما يعنى بالضرورة عودة عصابة الإرهاب المتأسلم للحكم إن آجلاً أو عاجلاً، وبالتالى سحق الدولة المدنية فى النهاية وإقامة فاشية دينية ترفع راية زائفة اسمها إحياء ما تسميه الخلافة الإسلامية.

المؤسسة المذكورة تعمل كزميلاتها من أدوات خدمة الاستعمار كمركز بحثى أكاديمى محايد ويدس السم فى العسل فى وقت وبطريقة لا يشعر القارئ العربى معها أنه يتعرض لخداع ممنهج هدفه تدمير دولة واستبدال مفهوم المواطنة بانتماء عرقى أو دينى أو طائفى لتمزيق الوحدة الوطنية تماما، وهى فى حالة مصر وحدة الهلال والصليب أعظم نتائج ثورة سنة 1919 الخالدة.

نقول فى عجالة حتى لا يضيع السياق إنه عندما نجحت ثورتنا الخالدة وأقيمت أول حكومة ديمقراطية فى تاريخ الشرق وتشكلت أول وزارة شعبية سنة 1924برئاسة الزعيم الخالد سعد زغلول كان عدواها الرئيسيان هما الملك فؤاد الذى كان ملكاً مطلقاً حوله الدستور إلى ملك مقيد بدستور يحدد سلطاته، والاستعمار البريطانى الذى كانت جيوشه تحتل مصر وقتها وكان يدرك جيداً أن نجاح الديمقراطية ورسوخ الليبرالية فى مصر يعنى نهاية وجوده، وتكاتف العدوان اللدودان ضد حكومة سعد زغلول التى كانت تحظى بتأييد 90٪ من الشعب حتى اضطرها للاستقالة بعد عشرة أشهر فقط، وبدأت فترة حكومات أحزاب أقلية تستند لانتخابات مزورة، ولكن عبقرى الاستعمار الذى كان يتمثل عندئذ فى رئيس شركة قناة السويس الاستعمارية التى كانت دولة داخل الدول فى مدينة الإسماعيلية، الذى وجد أن ضرب الليبرالية وإسقاطها لا يكون إلا بمواجهتها بفكرة أكثر جاذبية للأغلبية المتدينة، وهى فكرة إحياء الخلافة الإسلامية التى كان أتاتورك ألغاها سنة 1924 بعد إسقاط الخلافة العثمانية فى تركيا، فقام الاستعمار فى مصر بالدعوة لإحياء الخلافة فى شخص الملك فؤاد، وقام رئيس شركة قناة السويس الاستعمارية بتجنيد ديماجوج عمره 22 عامًا وقتها سنة 1928 اسمه حسن البنا، كان يتمتع بقدرة خطابية خارقة للتأثير فى سامعيه، ودفعت له خمسمائة جنيه كانت مبلغاً ضخماً وقتها، أقام به حسن البنا أول مركز لجمعيته التى سماها الإخوان المسلمين، وكانت رسالتها الظاهرية الدعوة لإحياء الخلافة الإسلامية، ليس بالحكمة والموعظة الحسنة كما يقول النص القرآنى الكريم بل بالسيف الذى كان الشعار الذى اتخذه لجمعيته، سيفان متقاطعان فوقهما مصحف وتحتهما آية «وأعدوا» أى أعدوا لأعدائكم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل.

كل ذلك ثابت ومسجل تاريخيًا، والآن نعرض تاريخ هذه الجمعية كما روته مؤسسة بدفورد الاستعمارية بأمانة كاملة، ونعلق على كل سم دسته فى العسل فى حينه حتى يدرك القارئ ما يدبر للشعوب العربية عموماً ولمصر خصوصاً.

يبدأ الكتاب بفهرس يوضح محتوياته فى ستة أقسام على مدى مائة وثمانية وستين صفحة، ويتكون القسم الأول من مقدمة نصها: تقرير عن تاريخ الإخوان المسلمين:

1- موضوع التقرير

1- هذا التقرير الذى أعدته مجموعة التدريب الدولية فى 9 بدفورد روتشامبرز فى لندن التى سمحت لها سلطة التقاضى المصرية أن تعد تاريخاً للإخوان المسلمين ناظرة إلى تكوينها وتنظيمها ونشاطها.

2- فى هذا التقرير نستعرض أهداف الإخوان المسلمين وسياستها فى النمو منذ نشأتها سنة 1928 حتى اليوم، وهناك تحليل لأهداف الإخوان المسلمين ومؤيديهم والوسائل التى تستخدمها لتحقيق أهدافها السياسية.

3- وقد نظرنا كذلك إلى الصرح التنظيمى للإخوان المسلمين، وهو صرح لم يتغير أساساً منذ تكوينه فى أوائل ثلاثينيات القرن الماضى، واضطرنا ذلك للتركيز على جذور التنظيم العسكرى لهم المسمى «الجهاز السرى»، والدور المحورى الذى قام به داخل الجماعة طوال تاريخها، والشخوص الأساسيين فى تاريخ الإخوان المسلمين عرضناها، وكذا تكوين وتنظيم شبكة الإخوان المسلمين الدولية.

4- هناك كذلك تحليل للأيديولوجية الخاصة للإخوان المسلمين التى نبع منها العديد من التنظيمات المتطرفة الإسلامية، وخاصة فى الفصل الرابع من هذا الكتاب نعرض جذور هذه المجموعات، مثل تنظيم القاعدة، وبوكوحرام، والدولة الإسلامية والشباب وكتائب القسام وإمارة سيناء وصلتها بالإخوان المسلمين.

وإلى الحلقة التالية

الرئيس الشرفى لحزب الوفد