عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

احتفلت مصر أمس الأول «الثلاثاء» بإجازة رسمية تتكرر كل عام بمناسبة جلاء إسرائيل عن سيناء بعد 6 سنوات احتلال.. ولم نحتفل بجلاء إنجلترا عن مصر كلها لمدة أكثر من سبعين عاما! إنجلترا احتلت مصر كلها ولم تقتصر على صحراء سيناء.. وكان أسوأ احتلال.. لقد نهبت كل خيرات مصر من قمح وقطن وكل خيرات البلد... حتى مجلس الوزراء كان مليئا بالوزراء الإنجليز... كانت المحاكم المختلطة فى ظل الامتيازات الأجنبية تحكم على الإنجليزى الذى يقتل مصرياً بغرامة عشرة جنيهات... كان ثمن حياة أى مصري- مهما كان مركزه- عشرة جنيهات.. إذا طرد جندى إنجليزى عائلة مصرية من بيتها واحتل البيت المحكمة تحكم أيضا بغرامة عشرة جنيهات.. كانوا يسمون السفير البريطانى المندوب السامى البريطانى الذى كان نفوذه أقوى من نفوذ الملك ومجلس الوزراء مجتمعاً!.. ومع ذلك لم نحتفل بإخراج آخر جندى بريطانى بعد خروج أسوأ احتلال استمر أكثر من سبعين سنة!.. لماذا؟... لأن مصطفى النحاس هو الذى ألغى معاهدة 1936 وأعلن الكفاح المسلح! فخرج الإنجليز!

«....»

مصر تحتفل كل سنة بعيد ثورة 23 يوليو.. ولا تحتفل بعيد ثورة 1919!.. ثورة 23 يوليو التى أرجعت مصر إلى الوراء أكثر من مائة عام.. بعد أن كان الجنيه المصرى أغلى من الجنيه الذهب أصبح الجنيه الذهب يساوى أكثر من خمسة آلاف جنيه مصرى!

كنا «سلة قمح العالم».... ملوك توريد القمح والقطن لكل العالم الذى أصبح مديناً لمصر.. أصبحنا ملوك التسول من العالم نتسول قروضاً وقمحاً وقطناً.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.. كنا على قمة البلاد السياحية فى العالم لأننا نملك معظم آثار العالم.. أصبحنا نستقبل أى سائح بفرقة موسيقية فى المطار! تدهورنا فى كل الخدمات من صحة وتعليم ومرور وسكن وجو وبيئة بعد الثورة المباركة 23 يوليو التى نحتفل بها كل عام وحولنا منزل زعيمها إلى متحف!

وثورة 19 التى انطلقت دون أى تحضير أو ترتيب.. تم نفى سعد زغلول إلى جزيرة مالطة يوم 18 مارس 1919.. فخرج كل أبناء الأزهر وكل طلبة الجامعات وخرج معهم كل قساوسة كل الكنائس لترفع مصر لأول مرة الهلال والصليب متعانقين وهتفوا بحياة «الوحدة الوطنية» ولأول مرة تخرج النساء من البيوت.. خرجت مصر كلها إلى جميع الشوارع.. وكانت المفاجأة فى الصعيد.. الفلاحون أبناء الجنوب انتزعوا قضبان السكك الحديدية من الأرض ليوقفوا القطارات لأن الإنجليز أول دولة عرفت مواصلة السكك الحديدية ونقلتها إلى مصر كثانى دولة فى العالم تعرف السكك الحديد! هذه الثورة التى اخرجت سعد زغلول من منفاه وتم إعلان 13 نوفمبر «مصر دولة مستقلة ذات سيادة».... دستور وبرلمان ووزارة مصرية.. هذه الثورة شطبتها ثورة يوليو من التاريخ! رغم قيام ثورة 25 يناير لتلغي وتصحح ثورة يوليو ثم قامت ثورة  30 يونية  لتصحح ثورة يناير التى سرقها الإخوان! ومع ذلك مازال الإصرار على يوم 23 يوليو إجازة رسمية وعيداً قومياً! حاجات غريبة فى بلدنا!

 

«....»

اللاعب النجم الذى أبهر العالم

لا حديث منذ ثلاثة أيام فى كل وسائل إعلام جميع دول العالم سوى اللاعب النجم غير العادى الارجنتينى الجنسية «ليونيل ميسى» الذى هزم أقوى فريق فى العالم على ملعبه أمام جمهوره.. كل الصحف وتليفزيونات وإذاعات كل الدول تتحدث عن هذا اللاعب الذى كان منذ أيام قليلة يطوف بكل آثار مصر وتم التقاط آلاف الصور والفيديوهات له.. فهل استغلت وزارة السياحة أو وزارة الآثار هذه الزيارة دعائياً لمصر وعندنا مكاتب سياحية وسفارات فى العديد من الدول أم كالعادة.. مصر بلد الفرص الضائعة!