رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

رحم الله الإمام محمد عبده، الذى قال كلمته المأثورة، حين عاد من بعثته إلى فرنسا وسأله زملاؤه، عما شاهد ورأى هناك، فكانت إجابته المأثورة (لقد شاهدت إسلاماً بلا مسلمين، وفى بلادنا نشاهد مسلمين بلا إسلام).

خلاصة كلمة الشيخ محمد عبده، أن الدين المعاملة، فقد لاحظ الإمام الجليل فى فرنسا، أن تعامل الناس مع بعضهم قائم على الصدق والأمانة والجدية فى كل شىء، أما فى بلادنا فيتفشى لدينا الكذب والإهمال وفساد الخلق. لقد تذكرت كلمة الإمام محمد عبده رحمة الله عليه، وحزنت حزناً شديداً بينى وبين نفسى حين تذكرت الدماء العربية التى تسيل فى الشوارع والميادين الإسلامية كالأنهر. لقد أصبح المسلم يقتل أخاه المسلم بل ويكفره ويعتبر دمه وعرضه حلالاً شرعاً.

لقد زاد ألمى وأسفى، حينما تذكرت أن البلد الوحيد فى منطقتنا العربية، بل وفى منطقة الشرق الأوسط كله، والذى لم يصبه أى أذى من هؤلاء المتشددين الإسلاميين، هى دولة إسرائيل. العدو الأول لنا جميعا لم يمسسها أحد بسوء، فى حين أننا الآن أصبحنا نقتل بعضنا البعض، ونهدم بيوتنا ونفجر مبانينا ونخرب بلادنا. هل تتصور يا عزيزى القارئ، لقد وصل الحال بنا، أن المسلم أصبح يقتل أخاه المسلم، فى حين أننا نترك أعداءنا بلا أدنى حساب.. أليست هذه الأمور كلها لها العجب!!

وما زاد الطين بله، أن المتطرفين من بيننا - رغم أنهم تركوا أعداءنا المتربصين بنا - فإنهم اتجهوا إلى أغلب الدول الأوروبية، بل وأمريكا وعاثوا فى أرضهم فساداً، قتل وترويع وتفجير ودهس فى أغلب دول العالم. ومع الأسف الشديد لقد ترتب على مثل هذه الأفعال القذرة، أن كرهت الشعوب والحكام الأوروبيون الإسلام والمسلمين، إلى حد أن كل الدول التى جرت بها انتخابات رئاسية (مثل أمريكا) أو التى ستجرى بها انتخابات الرئاسية قريباً (مثل فرنسا، وألمانيا، والنمسا، واليونان، وإيطاليا) كل المرشحين لرئاسة هذه الدول يتسابقون فى الإعلان عن رغباتهم فى محاربة الإسلاميين المتشددين، بل تطردهم من بلادهم وعدم السماح لهم بدخولها مرة أخرى.

هذا - مع الأسف الشديد - ما آل إليه حالنا، سواء مع بعضنا البعض أو مع العالم الخارجى. أغلب دول العالم الآن تكن الكره للإسلام والمسلمين ويتمنون الخلاص منهم بأى وسيلة، صحيح أن البعض منهم يفرق بين المسلم الوسطى والمسلم المتشدد، ولكن كلهم فى حقيقة الأمر يكنون العداء للمسلمين عامة. لقد أصبحنا منبوذين من أغلب دول العالم، هذا ما فعلناه بأنفسنا سواء داخل بلادنا أم خارجها.

لقد تركنا أعداءنا الحقيقيين والتفتنا إلى الاقتتال مع بعضنا البعض، والتخريب والتدمير فى أغلب دول العالم، لقد وضعنا أنفسنا فى أسوأ حال، سواء فى الداخل أم فى الخارج، لدرجة جعلت للدين الإسلامى الحنيف السمح صورة سيئة ينفر منها العالم كله.

وأخيراً.. ولا يفوتنى أن أتقدم لإخواننا المسيحيين خاصة بالتهنئة بعيد القيامة المجيد، وللمصريين عامة بعيد شم النسيم (عيد الربيع)، راجياً من الله العزيز القدير أن يجعل أيامنا كلها أعياداً، رغم كيد الحاقدين والكارهين.

وتحيا مصر...