رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خيراً فعلت يا سيادة الرئيس، رغم أن القرارات التى أصدرتها تأخرت كثيراً، وكان من الواجب اتخاذها منذ فترة طويلة.

أنا أعلم أن سيادتكم كنتم وما زلتم حريصين على تطبيق الحريات كاملة لشعبنا، وكذا الديمقراطية الحقيقة لنا. كما أعلم جيداً أن الدول الغربية عامة، كانت تقف لنا بالمرصاد، وتخشى أن تجنح إلى الحكم الدكتاتورى بالبلاد، فكانت دائماً تتهمنا، تارة بعدم مراعات حقوق الإنسان، وتارة أخرى بعدم تطبيق الديمقراطية، وتارة ثالثة أننا فى ظل حكم العسكر. وكان لهذا الموقف أثر كبير على سيادتكم فى عدم استعمال القوة اللازمة لمواجهة الإرهاب.

يا سيادة الرئيس، لقد تبدل الحال فرب ضارة نافعة، على أثر الانفجارين اللذين وقعا مؤخراً، أصبح كل العالم –دون استثناء– يقف إلى جانب مصر ضد الإرهاب، ويشد من أزرها ويوافق على كافة الإجراءات الاستثنائية التى يمكن اتخاذها لمواجهة هذا الإرهاب الأسود درءاً لشروره وحماية للمصريين. ومن ثم، فإن الفرصة الآن سانحة تماماً لضرب الإرهاب فى مقتل وبكل قوة، خاصة أن شعب مصر بأكمله يقف من ورائكم، يشد من عضدكم، ويدافع عن مستقبله وأمانيه فى ظل سعيكم الحثيث، سواء فى الحرب ضد الإرهاب، أو فى بناء مصرنا الحديثة.

إن أهم إنجازات الراحل جمال عبدالناصر هو القضاء على إخوان الشياطين ومعاملتهم بكل قسوة وشدة، فمنهم من فر هارباً خارج البلاد، ومنهم من زج به فى غيابات السجون والمعتقلات. وكان لهذا التصرف العنيف ضدهم أبعد الأثر فى إتقاء شرورهم وانطلاق البلاد إلى الأمام. إن إخوان الشياطين ومن هم على شاكلتهم يدعون كذباً وافتراءً أنهم يدافعون عن الإسلام، ولكنهم فى حقيقة الأمر، فإنهم يسعون إلى حكم البلاد، وتطبيق مفهومهم الخاطئ لصحيح الدين الإسلامى السمح.

يا سيادة الرئيس، إن الإرهابى مجرم ضالع فى الإجرام لا تأخذ به رحمة ولا شفقة، فشروره لا تقتصر على مصر وباقى دول الشرق الأوسط، بل الأهم من ذلك كله ما أصاب الإسلام الدين السمح الحنيف من أضرار بالغة، جعلت العالم الغربى كله، بل والشرقى أيضاً يردد مقولة إن الدين الإسلامى دين دماء وعنف وقتل. إن محاربة الإرهاب هى فى حقيقة الأمر إنصاف للإسلام والفهم الصحيح له، إن محاربة الإرهاب هى محاولة للقضاء على شرور الإرهابيين من ناحية وإعادة ما كان للدين الإسلامى السمح مكانته بين دول العالم أجمع.

الإرهابيون أساءوا لديننا قبل أن يسيئوا إلى أشخاصنا وشعوبنا، القضاء عليهم هى نصرة للإسلام والمسلمين، فلا يمكن أن نترك مثل هؤلاء أن ينحرفوا عن سماحة ديننا إلى العنف والقتل والترويع وإراقة الدماء. إن الله عز وجل هو وحده القادر على معرفة من هو الأقرب إليه، فقد قال فى كتابه العزيز (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) فالله وحده سبحانه وتعالى الذى يعلم من منا التقى ومن منا الشقى، فليس للإنسان أن يضع نفسه موضوع الله سبحانه وتعالى لكى يكفر إنساناً آخر مهما كان دينه وعقائده، فكلنا أصحاب الكتاب.

سيادة الرئيس سر على بركة الله، فإن الحرب على الإرهاب هى حرب لنصرة الإسلام والمسلمين وإعادة الفهم الصحيح الوسطى لديننا الحنيف.

وتحيا مصر