رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور​

ماذا حدث فى عقول وسلوكيات البشر بصفة خاصة وماذا حدث فى وسائل الاعلام وما أصابها من نهم وشراهة لتناول موضوعات إباحية بصفة عامة دون الالتفات لما تخلفه متابعاتهم من آثار وأضرار سلبية أكثر فى المجتمع؟

لقد كنا نتابع تغطية الجرائم بجميع ألوانها وأنواعها، الإرهابية منها والجنائية وغيرها، والمحاكم بجميع درجاتها الجنح والجنائية والنقض والاستئناف وغير ذلك، وكان أساتذتنا حريصين كل الحرص على عدم تغطية قضايا الدعارة والشذوذ والمحارم والشبكات، اللهم إذا كانت رائحتها فايحة وتشمل شخصيات أو تم الاعلان عنها من قبل أجهزة الأمن أو أقاربهم أو معارفهم وهكذا.

وكان أساتذتنا سواء فى «الوفد» أو غيرها أو كبار أساتذة الحوادث الذين تتلمذنا على أيديهم فى الصحف القومية، ومنهم من كان يتابع معنا تغطية المحاكم وأجهزة الأمن والنيابات يوميًا يطالبوننا فيما يمثل ميثاق شرف بيننا «لا تغطوا ولا تكتبوا ولا تتابعوا هذه الأخبار». ومنذ أواخر الثمانينيات فى بداية عملنا الصحفى ورغم حداثة عهدنا بالمهنة، وقتذاك ومرورًا بالتسعينيات وحتى هذه الألفية الاباحية فى كل شىء لم نلتفت لقضية على شاكلة هذه القضايا التى كان يحذرنا من تناولها أساتذتنا الكبار، يوميا وكأنه درس دين أو اخلاق يكررونه لنا فى كل اجتماع صباحى. وتأتى تفاصيل الجريمة أمامنا تفصيليا، من آن لآخر مثل هذه الحوادث، ونحفظها ونكتبها حتى وهى فى المحاكم.

ونأتى بها إلى صحفنا محاولين نشرها ولكن نمنع ممن علمونا أصول المهنة ليس هذا فقط ولكن علمونا أدبياتها وأخلاقها ورسموا لنا الخطوط العريضة للحفاظ على المجتمع وكانوا يقولون لنا «لا تشيعوا الفاحشة فى المجتمع بنشركم مثل هذه الحوادث»، وكانوا يطرحون علينا سؤالا هامًا أما محاولاتنا البائسة، بماذا تفيدون المجتمع من وراء هذا النشر العقيم لهذه الجرائم؟

أما اليوم نجد ونرى ونسمع ونقرأ ما يندى له الجبين، لقد وصل الحال لأن تنشر بعض المواقع البارزة الكترونيا خبرًا عن زوج يهجر زوجته ويتزوج كلبة لمجرد انها تنظر إليه بحنية، معقول؟! ويؤكد يقبلها، وهى أفضل من زوجته.. أى منطق هذا وإذا كان الرجل مريضًا فما بال من نشر؟. وخبر آخر من شواذ الأخبار أن الأب بإحدى مدن القاهرة اعترف بمعاشرة بناته الـ3 رغم وجود زوجته لأنها لا تنجب إلا بنات ففعل ذلك معهن لانجاب الولد الذى فشلت زوجته فى انجابه ،الله يخرب بيتك أب، وحينما علم بان الصغرى حملت فى بنت اخذها واجهضها فى إحدى المحافظات بل ونشروا صورته وهو تجاوز الستين خلف القضبان ووجهه مثل الشيطان، وخبر آخر عن اعترافات طفل تعرض لاغتصابه من أخواله من عدة أشهر أين كانت الأسرة والجيران حتى لو كان فاقدًا أبويه أو أحدهما؟ وآخرهم شيطان الدقهلية الذى جاءت اعترافاته أمام الجهات المختصة بـ أيوة صليت ثم اخذتها العشة واغتصبتها بعد ان خلع عنها ملابس الطفولة والبامبرز «تخيلوا»، هل هذه الجرائم التى بمثابة أفلام البورنو تكتب ويقرؤها أفراد المجتمع أو يشاهدها الناس على الشاشات؟! هذه الجرائم من وجهة نظرى كمتخصصة فى هذا المجال ولى باع كبير فى تغطية الحوادث منذ زمن، دعوها يقتصر تداولها على دهاليز النيابات ودوائر المحاكم، ولا تتابعوها ولا تلتفتوا لها ولا تكونوا أداة هدم للمجتمع مثلما كان يحذرنا اساتذتنا وشيوخ المهنة، مثلما كانوا يقولون لنا ماذا تقولون أمام ربكم عندما تقفون أمامه على نشركم جرائم الفاحشة، ألم يكن فيكم رجل رشيد مثل أساتذتى؟ ليت الجميع يتوقف عن نشر ماخور تلك الحوادث، ولا نشيعها يرحمكم الله.