رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

وقفنا فى الحلقة السابقة عند قول روبرتس، كيف أن الدعاية الأمريكية تعيش على الأكاذيب والإعلام الأمريكى يسير فى ركابها مرددا الأكاذيب كأنها حقائق.

ويستطرد روبرتس قائلا: إن أكاذيب أمريكا مثل أسلحة الدمار الشامل لدى صدام حسين والأسلحة النووية الايرانية واستخدام الأسلحة الكيماوية والغزو الروسى الذى تصوره حقيقة طبل أجوق، والناطقة الروسية القديرة ماريا زخاروفا تفهم أن أمريكا تستخدم الاعلام الغربى للسيطرة على الرأى العام وتشكيله، وتسميه «مسرحية الحقيقة» ومع ذلك فهى تعتقد أن المشكلة هى سوء استخدام أمريكا للعلاقات الدولية والمنابر الدولية لأغراض داخلية، وتعنى بذلك أن فشل سياسة أوباما الخارجية أصابته بهستيريا وهو يحاول ترك ذكرى جيدة لرئاسته، وأن علاقة أمريكا وروسيا بالمعركة الرئاسية التى تصور ترامب كعميل لبوتين لأنه لا يرى نقط الخلاف مع روسيا، وصباح اليوم قدم لنا الاعلام الأمريكى تقريراً عن الرقابة الصينية على الاعلام كما لو كانت الرقابة لا تحدث فى أمريكا، رغم أن السلطات الأمريكية لا تكتفى بالرقابة على الأخبار بل تزيفها كسلاح لحساب الأجندات الأمريكية والإسرائيلية، فأى شخص يعتمد على الاعلام الأمريكى تقدم له صورة تمت رقابتها على العالم، ولا يجب ان ننسى رئيس التحرير الألمانى أودواولفكوت الذى يعترف بأنه زرع قصصا مكذوبة للمخابرات الأمريكية CIA في مجلة فرانكفورت زيتونج ويقول إنه ليس هناك أى صحفى أوروبى لا يفعل نفس الشىء.

والأمر أكثر خطورة جداً مما تعرف زخاروفا، فروسيا تبدو عاجزة عن فهم أن المحافظين الجدد فى أمريكا مصممون على فرض السيطرة الأمريكية على العالم، ففلسفتهم تعلن أن الهدف الأمريكى الأساسى للسياسة الخارجية الامريكية هو منع قيام أى دولة بتملك قوة كافية للحد من السيطرة الأمريكية، وتضع فلسفة المحافظين الجدد روسيا والصين فى طريق أمريكا، واذا لم تفهم روسيا والصين ذلك فهما لا تعيشان فى هذا العالم.

وفلسفة المحافظين الجدد متسقة تماما مع المصالح المادية للمجمع العسكرى الأمنى. فتسليح أمريكا ونشاطها التجسسى استمر سبعين عاماً للتمركز الذى حمل الخزانة الأمريكية مبالغ طائلة، والمجموعات القوية سياسياً فى هذا المجمع ليس لديها استعداد لترك السيطرة على هذه الموارد ومنذ سنة 1961 قال الرئيس أيزنهاور فى خطاب الوداع لرئاسته للشعب الأمريكي محذراً إياه من أن الحرب الباردة التى واجهتها أمريكا لتتعرض لخطر داخلى لا يقل خطورة عن التهديد السوفيتى الخارجى لها، فقال: «إن سلطاتنا العسكرية الآن لا يوجد شبه بينها وبين السلطات العسكرية لدى الرؤساء الأمريكيين الذين سبقونى فى الرئاسة وقت السلم أو حتى مع محاربتنا خلال الحرب العالمية الثانية أو الحرب الكورية، فحتى آخز نزاعاتنا الدولية لم يكن لدى أمريكا مجمع عسكرى صناعى، كان الانتاج الحربى يقوم حسب الحاجة، والآن فإننا لا نستطيع المخاطرة بعدم الاستعداد للطوارئ فى موضوع الدفاع عن أنفسنا، فاضطررنا لخلق صناعة حربية مستديمة على نطاق واسع، ويضاف لذلك أن هناك ثلاثة ملايين ونصف المليون رجل وامرأة مشتغلين حالياً فى المؤسسة العسكرية، اننا ننفق حالياً سنوياً على الدفاع والأمن أكثر من إيراد الشركات الصناعية الضخمة مجتمعة، ووجود مجمع صناعى ضخم متلازم مع صناعة حربية ضخمة هو شىء جديد فى التجربة الأمريكية، والنفوذ الكلى سياسياً واقتصادياً وحتى نفسياً محسوس فى كل مدينة وكل ولاية وكل ادارة فى الحكومة الفيدرالية، نحن نرى مالا يمكن تجنبه لهذا التطور، ومع ذلك لا يجب أن نجهل فهم نتائجه الخطيرة فكل مواردنا ومصادر حياتنا داخلة فى هذا الإطار، وكذلك كل صرح فى مجتمعنا فى المجالس الحكومية، علينا أن نراقب عدم السماح بحصول أحد على نفوذ ضار سواء بتدبير أو عفوا لحساب المجمع العسكرى الصناعى، فإمكانية الكارثة تكمن فى وضع سلطة ضخمة فى يد تتشبث بها لمصلحتها لا مصلحة أمريكا».

ونقف عند هذه الفقرة حتى المقال التالى.

الرئيس الشرفى لحزب الوفد