رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إذا كان الرئيس الأمريكى دونالد ترام جاداً، فيما قرره أكثر من مرة قبل وبعد انتخابه، أنه يرغب فى محاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش، فلا بد أن يعمل على إيجاد نوع من التعاون المثمر مع مصر لتحقيق هذا الهدف.

مصر البلد الوحيد فى منطقة الشرق الأوسط، الذى يمكنه التعاون مع أمريكا وحلفائها فى الحرب ضد الإرهاب للقضاء عليه. ولكن، مصر ينقصها العديد من السبل لتحقيق هذا الهدف، أهمها المعلومات الاستخباراتية، التى تملكها الدول الكبرى - كأمريكا وروسيا – فهم لديهم العديد من الأقمار الصناعية القادرة على التجسس وملاحقة الإرهابيين، ولديهم أيضاً السلاح المتطور القادر على مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية.

مصر الآن أصبح لها خبرة كبيرة فى محاربة الإرهاب، وبالتالى يمكنها بمساعدة أمريكا وحلفائها القضاء على هذه التنظيمات وخاصة تنظيم داعش، الذى بدأ يتسرب إلى مصر بعد الضربات القاصمة التى تلقاها فى سوريا والعراق، ومحاولة الوصول إلى سيناء والتمركز فيها. وأهمية مصر، ترجع لكونها تستطيع التأثير من خلال الأزهر الشريف فى الفكر الدينى المتطرف، وكذا تجديد الخطاب الدينى.

من المعروف أن امريكا وحلفاءها الذين خططوا - بما سموه «الربيع العربى» - لهدم وتقسيم منطقة الشرق الأوسط وجعلها دويلات صغيرة لصالح إسرائيل ولصالحهم، وقد استعانوا فى تحقيق هذا الهدف بأصحاب الفكر الدينى المتطرف.

وبالتالى، فهم بالقطع على علم تام بالدول التى تساعد الإرهاب وتمده بالمال والسلاح والتدريب أيضاً، وعلى رأس هذه الدول إيران وتركيا وقطر وإسرائيل. وبالتالى، يجب على أمريكا وحلفائها تجفيف منابع تلك المساعدات، حتى يمكن لمصر أن تقدم شيئاً فى هذا الأمر.

ومن أهم المشاكل التى يجب العمل على حلها، إذا كان الرئيس الأمريكى جاداً فعلاً فى رغبته للقضاء على الإرهاب، هى المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية، هذه المشكلة، فى تقديرى، تعتبر السبب الرئيسى الذى يرتكز عليه الإرهاب للانتشار فى منطقة الشرق الأوسط باعتبارها تكأة له. بقاء المشكلة الفلسطينية دون حل يعنى بالضرورة إتاحة الفرصة لانتشار الإرهاب فى المنطقة وخارجها على أساس محاربة الصهيونية وتحرير الأراضى العربية والفلسطينية المنهوبة.

وأخيراً.. لا بد أيضاً على أمريكا وحلفائها أن تعمل على إشراك الطرف الروسى فى الصراع الدائر فى منطقة الشرق الأوسط؛ لأن روسيا الآن أصبحت شريكاً كبيراً فى المنطقة؛ نظراً إلى تخاذل أمريكا وحلفائها فى السنوات السابقة عن مساعدة الدول التى نكبت بالإرهاب.

فقد أصبح لدى روسيا الآن، نتيجة هذا التخاذل، القدرة على التأثير على الأطراف المتصارعة فى المنطقة، للوصول إلى حل سلمى يقبله جميع الأطراف، خاصة الدول التى تعاون الإرهاب وعلى رأسها إيران وتركيا.

ولا يفوتنى.. أن أنوه فى مقالى هذا باللقاء الحار الذى تم بين الرئيسين دونالد ترامب والرئيس السيسى يوم الاثنين الماضى، هذا اللقاء، فى تقديرى، يبشر بكل خير، ولكن يبقى ترجمة الوعود والأمانى التى ذكرت من خلاله لكى تكون واقعاً ملموساً. ولكن من المقطوع فيه بعد هذا اللقاء الكبير، أن العلاقات المصرية الأمريكية سوف تلقى تقدماً كبيراً فى المستقبل القريب، والأهم من هذا كله أن إخوان الشياطين أصبحوا بعد هذا اللقاء فى حالة يرثى لها.

وتحيا مصر،،،