آفة الصحافة
شاب من أب مصرى وأم مغربية فى لاهاى بهولندا مهووس ببحث كثير من أعمال المؤامرات الدولية ودراسة عمليات السطو على جيوب المواطنين وخاصة من يرغبون فى تحقيق مكاسب مالية سريعة ، جمعتنى به الصدفة عند صديق مصرى ، وتطوع يحكى لى عن بعض نتائج ماتوصل اليه من عمليات النصب والسرقة ، بإستغلال ولع الشباب بالساحرة المُستديرة ، تحت مُسمى مراهنات نتائج كُرة القدم ، وكيف انها غير قانونية ويُطلق عليها تعبير "Matchfixing" ، حيث يتم عقد اتفاقيات سرية بين مراكز المُراهنات وأندية كُرة القدم على تحديد الفريق الذى سينتصر والآخر الذى يخرج مهزوما فى مباراة ، وان ذلك يتم فى أوروبا على مسمع ورؤية ومعرفة المؤسسات الرسمية والأمنية ، وكيف ان بعض الجهات الأمنية تغض النظر عن قصد لأن بعض من كبار قادتها يحصل فى مقابل الصمت على نصيبه من المال .
لعبة كرة القدم قديمة في التاريخ لها جماهير كبيرة تتابعها بشغف ، لكنها تحولت في السنوات الى ساحة متاجرة ومراهانات ، ومن مُتعة الى لعبة اموال ، تلك التى كانت من قبل تجذب اليها الجماهير للمتعة والاثارة ، فكانت تبكى جماهير حزناً على خسارة فريقها بنتيجة مشرفة ، ويحظى الاداء الرجولى بالتحية ، اما اليوم وبعد دخول الاموال بشكل يثير الرُعب اصبح هناك خطراً حقيقياً على مُستقبل الساحرة المستديرة ، حتى ان البلاد الفقيرة التي لا وجود لها على الخارطة الدولية دخلت هى الأخرى فى اللعبة ، واصبحت من اهم مراكز التلاعب بالنتائج وانخرط اللاعبيين فى قضايا مشبوهة ، واصبح الموضوع لا يخرج عن كونه عصابة و مبارايات يتم الاتفاق عليها مُسبقاً.
ولقد أصبحت تلك المُمارسات في وقت قصير صناعة يقدر حجم تعاملاتها بمليارات الدولارات ، ومنذ بداية إقامة المسابقات الرياضية كان هناك دائماً أشخاصا من هواة الرهان على نتيجتها، وقد شارك في مثل هذه الممارسات اليونانيون القدماء والرومان أيضا.
ظهرت مراهنات كرة القدم في بريطانيا عام 1927 تقريباً ، حيث كان هناك مئات الآلاف من المشجعين يملأون أوراق اليانصيب الأسبوعية في محاولة للتنبؤ بنتائج المباريات .
وتشير التقديرات الحالية التي تشمل كلاً من الأسواق غير المشروعة والقانونية على حد سواء، إلى أن قيمة صناعة المراهنات الرياضية تبلغ ما بين 700 مليار دولار وتريليون دولار ، ويأتي حوالى 70 في المئة من تلك التجارة من التداول في لعبة كرة القدم. والمثير للدهشة ان بعض من وسائل الاعلام الأوروبية أيضا على علم ، ونشرت العديد منها ما يفيد انه يتم التلاعب بنتائج 500 مباراة أو أكثر، خلال عاما واحدا ً . منذ تسعينيات القرن الماضي انتشرت مواقع المراهنات الإليكترونية على شبكة الإنترنت تقدم خدمة المراهنات الرياضية . تتحكم المافية بالعديد من المسابقت كالدوري الانكليزي الممتاز وايضا كأس الاتحد الانكليزي بشكل كبير والدوري الالماني وتصفيات كأس .
وقد شهدت السنوات الأخيرة فى الدوريات الاوروبية فضائح التلاعب بالنتائج فى ايطاليا ، وفى الصين تم حظر 58 مسؤولاً في كرة القدم بتهمة التلاعب . لم تعد خيارات الرهان تقليدية ، ولم تعد تتوقف على فوز او خسارة او تعادل ، بل يمكن للشخص أن يراهن على الهدف الأول والأخير . . النتيجة الصحيحة . . نتيجة نهاية الشوط الأول . . عدد الأهداف . . أو ما إذا كانت هناك حالة طرد لاعب . . ، أو ركلة جزاء . . وعدد الركلات الركنية .
واخر تلك الرهانات حينما اعتقلت الاحد الشرطة البريطانية ثلاثة أشخاص يشتبه بتورطهم في حصول لاعب كرة قدم على مبلغ 30 ألف جنيه إسترليني لافتعال خطأ يحصل بموجبه على بطاقة صفراء من الحكم في إحدى مباريات كرة القدم الإنكليزية. ومصر ليست ببعيدة عن عمليات المراهنات ، حيث تأكد بالبحث انه يتم عرض مباريات الدوري المصري في مراكز المراهنات بأوروبا دون موافقات رسمية ، وهناك ملايين الدولارات التي يكسبها البعض من منتج ملك لمصر . تتربع مراكز مراهنات مسابقات كرة القدم ومافيا المال الحرام على القمة ، واصبحت الساحرة المستديرة لعبة فنكوش والمافيا على العروش .
[email protected]@bmep.nl