رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

وقفنا فى المقال السابق عند تساؤل «روبرتس» عما إذا كانت الدعاية المسمومة التى تشنها جريدة «نيويورك تايمز» ضد روسيا نتيجة أنها جريدة مفلسة ماليا وتعيش على معونة مالية سرية من المخابرات الأمريكية.

ويستطرد «روبرتس» قائلا: إنه من الواضح أن الطائرة الماليزية تم تدميرها بهدف إلقاء اللوم على روسيا وبذلك تستطيع أمريكا إجبار أوروبا على التعاون فى تطبيق عقوبات غير قانونية على روسيا، فى محاولة لزعزعة استقرار روسيا وهى الدولة التى وضعت نفسها فى طريق إصرار أمريكا على زعزعة استقرار سوريا وإيران.

وفى حديث منذ فترة قصيرة قال وزير دفاع أمريكا - غير عابئ بأن يكون الحديث متنصتا عليه فهو رجل لوبي صناعة السلاح أن التريليون دولار التى ستنفقها أمريكا على تجديد القوة النووية هى بهدف حماية أمريكا حتى يستطيع شعبها أن يستيقظ ويذهب إلى مدرسته أو عمله ويعيش حياته ويحلم أحلامه ويقدم لأطفاله مستقبلا أفضل.

ولكن رد فعل روسيا لهذا الشحن العسكرى الأمريكى النووى الاستراتيجى طبقا لوزير الدفاع الأمريكى هو مجرد مناورات مما يثير شكا شديدا على مدى التزام القادة الروس بالاستقرار الاستراتيجى، فهل يدرك القارئ الأمريكى ما يحدث أم أنه أمريكى مخدوع ويرى فى البناء العسكرى الأمريكى مجرد حماية للشعب الأمريكى حتى يستطيع أن يستيقظ صباحا ويذهب إلى مدرسته أو عمله وأن رد فعل روسيا على هذا البناء العسكرى الأمريكى هو الذى يخل بالتوازن الاستراتيجى كما يزعم وزير دفاع أمريكا؟

إن ما يعنيه وزير الدفاع الأمريكى هو أن روسيا مفروض فيها أن تجلس ساكنة وتترك لأمريكا اليد العليا للحفاظ على التوازن الاستراتيجى عن طريق إملاء شروطها على روسيا، وإلا كانت روسيا هى من يخل بالتوازن الاستراتيجى.

أما وزير خارجية أمريكا «چون كيرى» الذى تم كسر إرادته واستئناسه بمعرفة المحافظين الجدد فقد كرر مؤخرا نفس المعنى بإنذاره لروسيا بأنها ما لم تتوقف عن مساعدة سوريا فى مقاومة الجهاديين وتسمح لـ«داعش» التى تساندها أمريكا باسترداد زمام المبادرة ونشر الفوضى فى سوريا مثل الفوضى التى تركتها أمريكا فى ليبيا والعراق، فإن رد أمريكا سيكون منع التعاون مع روسيا، لن يكون هناك تعاون بين روسيا وأمريكا بشأن سوريا لأن أهداف الحكومتين مختلفة تماما، فروسيا تريد هزيمة «داعش» وأمريكا تريد من «داعش» إسقاط حكم «بشار الأسد» ، وهذا يجب أن يكون واضحا لروسيا ومع ذلك فمازالت روسيا تدخل فى اتفاقات مع أمريكا التى لا تنوى تنفيذها. فأمريكا تنتهك الاتفاقات ثم تلوم روسيا وبذلك تخلق مزيدا من الاتفاقات حتى تضع روسيا فى وضع من هو غير جدير بالثقة، ولذلك فروسيا تضع نفسها فى موضع الملوم وتلطخ صورتها.

فى 28 سبتمبر سنة 2016 أعطتنا جريدة «نيويورك تايمز» مثالا حيا عن كيف يعمل نظام الدعاية الأمريكى، فقد نشرت المانشيت التالى: «القصف الروسى الوحشى لحلب قد يكون محسوبا وناجحا وروسيا لا تقصف داعش بل تقصف وتدمر المستشفيات والمدارس وتدمر شحنات المعونة الغذائية الأساسية وتقتل عمال الإغاثة ومئات المدنيين».

وتتساءل الجريدة عن الدوافع لهذه الوحشية الروسية ثم تجيب على تساؤلها قائلة: «إن روسيا تذبح المدنيين فى حلب كجزء من استراتيجية محسوبة هدفها دفع المعارضة المعتدلة إلى التحالف مع المتطرفين لتلويث سمعة القوى التى أرسلتها أمريكا لإسقاط حكم «الأسد» وتحويل سوريا إلى خراب».

إذا كانت الصحيفة الأولى فى أمريكا ليست إلا وزارة دعاية، فما هى أمريكا إذن؟ يكرر المدافعون عن أمريكا قولهم إن حرب أمريكا 15 عاما فى الشرق الأوسط كانت للسيطرة على خطوط أنابيب الطاقة، ولا شك أن ذلك عامل لهذه الحرب لأنها دفاع عن مصالح أمريكا فى الطاقة والاقتصاد القوى، ولكن هذا ليس الدافع وراء سياسة أمريكا التى يحركها المحافظون الجدد.. فهدفهم الأهم زعزعة الاستقرار للاتحاد الروسى ولدول الاتحاد السوفيتى السابق فى آسيا والمقاطعة الإسلامية غرب الصين، والآن إضافة سوريا ثم إيران للفوضى التى أحدثوها فى العراق وليبيا، فإذا نجحت أمريكا فى تدمير سوريا كما نجحت فى العراق وليبيا تبقى إيران كآخر عقبة قبل روسيا، فإذا نجحت فى تدمير إيران تكون روسيا عرضة لزعزعة استقرارها بالإرهابيين الإسلاميين الناشطين فى المناطق الإسلامية داخل الاتحاد الروسى.

ونقف عند هذه الفقرة حتى المقال التالى.

الرئيس الشرفى لحزب الوفد