رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

بدأت صداقة «هيكل» بجمال عبدالناصر فى مؤتمر «باندونج» الخاص بإعلان الحياد الإيجابى عام 1954، فى عز أزمة مارس الخاصة بحل الأحزاب وإلغاء المجالس النيابية.. رغم وجود وفد صحفى مصرى كبير فى المؤتمر كان «هيكل» حريصاً أشد الحرص على أن يحصل على أكبر قدر من الأخبار وفى كل ليلة يذهب هيكل إلى حجرة «عبدالناصر» ليسرد عليه الأخبار السياسية العامة.. ولما توطدت العلاقات بينهما بدأ «هيكل» يتوسع فى (عملية الأخبار العامة) وأصبح «هيكل» يهتم بالأخبار الشخصية للزعماء والرؤساء ويعطى فكرة لـ«عبدالناصر» عن كل هؤلاء.. وهنا تقرب «هيكل» كثيراً لـ«عبدالناصر»، الذى كان يصطحبه فى سيارته الخاصة كثيراً.. واستمرت هذه الصداقة الحميمة بين الاثنين بعد العودة إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه أخيراً.

فى هذه الأثناء.. كانت جريدة «المصرى» الوفدية تتحدث عن أن الوفد -بل مصطفى النحاس شخصياً- هو صاحب فكرة الحياد الإيجابى بين الكتلتين الأعظم على سطح الأرض حينما قامت حرب كوريا عام 1950.. وامتنعت مصر عن الإدلاء بصوتها فى مجلس الأمن بينما أعطت باقى الدول أصواتها لأمريكا وإدانة الاتحاد السوفيتى.. وظلت جريدة «المصرى» خلال انعقاد مؤتمر «باندونج» وبعد عودة «عبدالناصر» تروى قصص انزعاج أمريكا من موقف مصر وإيقاظ الملك فاروق فى الثانية صباحاً لكى يتدارك الموقف، ولكنه رفض وأحال السفير إلى «النحاس» الذى رفض مقابلة السفير فى اليوم التالى.. وحكاية سفينة القمح المصرى التى تعاقدت عليها السفارة الأمريكية، ولما علم «النحاس» أنها ستذهب إلى الجيش الأمريكى فى كوريا رفض إتمام الصفقة.. وعرضت أمريكا أن تدفع ضعف الثمن وكان رد «النحاس»: ولا عشرة أضعاف الثمن...

استغل «هيكل» هذه الحكاية لتبدأ مرحلة «بث العداوة» بين الصديقين الحميمين «عبدالناصر» و«أحمد أبوالفتح» رئيس التحرير، وبدأ البحث عن اتهامات لتقديم أسرة أبوالفتح لمحكمة الثورة بقيادة «البغدادى» وعضوية «السادات» وحسن إبراهيم، كانت إحدى التهم أن محمود أبوالفتح يتاجر فى ورق الصحف المستورد بلا جمارك وبلا أجرة نقل.. كانت سفن عبود «شركة الخديوية» تنقل مجاناً.. على فكرة اسم «الخديوية» لها قصة سأنشرها فيها بعد.

وكانت التهمة الثانية أن «آل أبوالفتح» لم يدفعوا الضرائب المتراكمة عليهم، وفند وحيد رأفت المحامى التهمتين.. نعم «المصرى» كانت صاحب الجزء الأكبر من ورق الصحف التى تستوردها الحكومة لتوزعها على الصحف بعد الدعم، لأن «المصرى» صاحبة أكبر توزع والحكومة لا تعطى الورق للصحف إلا بعد معرفة أرقام التوزيع.. أما تأخر دفع 380 ألف جنيه ضرائب فهو أمر معروف وشائع مع كبار رجال الأعمال وعادة يتم الدفع على أقساط بعد فترة.. وعرض «أبوالفتح» أن يدفع فوراً كل المطلوب.. ولكن مجلس الثورة أصر على إصدار الحكم ضد «أبوالفتح».. من هنا كان ما كتبه «البغدادى» فى كتابه عن الإشادة بـ«أبوالفتح» وتبرئته وأيضاً من هنا منح «السادات» له أعلى وسام فى الدولة.

علاقة مصطفى أمين وحلمى سلام بـ«هيكل» و«عبدالناصر» قصة طويلة أخرى.. فإلى العدد القادم.