رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الإرهابيون -فى حقيقة الامر- يتصفون بالخسة والوضاعة وسفك الدماء. لكن ان يصل بهم الحال -فى شمال سيناء- الى قتل وترويع إخواننا الاقباط الأمنين، فهذه– فى تصورى- لعبة القذرة، يهدفون من ورائها إلى أمور أخرى أكثر عن مجرد القتل والترويع، وهى الإساءة لسمعة مصر بالخارج.

ما حدث فى شمال سيناء، فى الأيام الأخيرة الماضية من عمليات تستهدف قتل وترويع وتشريد إخواننا الاقباط، فى الحقيقة هو تهديد للدولة المصرية كلها. فما معنى ان يقتل شخص لمجرد انتمائه الدينى، دون ذنب اقترفه؟؟ هذا الامر– فى تقديرى- يختلف تماما عن العمليات الإرهابية الأخرى التى تستهدف أبناءنا من رجال الجيش والشرطة. فربما يكون قتل رجال الجيش او الشرطة بغرض الثأر والانتقام. لكن، ان يتم قتل انسان دون ذنب اقترفه، لمجرد اختلافه فى الدين، فهذا امر آخر يهدف إلى أمور اخرى أبعد من مجرد القتل والترويع.

لقد بدأ الإرهابيون فى سيناء نهج جديد، بهذه اللعبة القذرة التى استهدفوا من خلالها قتل وتهجير إخواننا الاقباط، انهم يريدون ان يقولوا للعالم ان الدولة المصرية عاجزة عن حماية مواطنيها مسلمين واقباطًا. هذا الأمر سيكون له أبعد الأثر لدى كل من يرغب فى الحضور إلى مصر، سواء بقصد السياحة، ام الاستثمار، ام حتى لأى غرض آخر. المقصود من عمليات قتل الآمنين هذه المرة، هو الإساءة لسمعة مصر، وإظهار عجزها عن توفير الأمن لمواطنيها فى سيناء، خاصة أن هؤلاء الارهابيين يسعون فى الأساس، لإنشاء دولة إسلامية لهم فى هذه المنطقة، وهم الآن يحاولون عن طريق تلك اللعبة القذرة ترويع الآمنين هناك، لإخلائها من كل من هم ليسوا على شاكلتهم وافكارهم.

هذا التصرف الاجرامى من جانب الإرهابيين فى شمال سيناء لابد ان يؤخذ بكل قوة وحزم، حتى لو وصل الأمر إلى إصدار قانون جديد يتم من خلاله مساءلة أصحاب الفتاوى الشاذة التى يعتنقها هؤلاء الارهابيون، وبحيث يعتبر اصحاب تلك الفتاوى شركاء للفاعلين الأصلين ويأخذون ذات عقوبتهم مثلهم مثل المحرض على فعل القتل، ومن ناحية اخرى– لابد ان تعمل الأجهزة المعنية فى الدولة على إيجاد الوسيلة المناسبة التى يتم من خلالها نشر الوعى لمجابهة مثل تلك الافكار الشاذة، فالدين الإسلامى الذى أعرفه ويعرفه أغلبية شعبنا، يدعو للسلام والسماحة والعدل، ولا يمكن ابدا ان يكون دينًا للدماء او قتل وترويع الآمنين ممن هم على غير دين الاسلام.

وعمليات تسكين إخواننا الأقباط النازحين من شمال سيناء، سواء بالإسماعيلية ام فى أى بلد آخر، فى الحقيقة هو عمل وقائى ووقتى. وانما لابد من إيجاد العلاج المناسب لهذه المشكلة من جذورها، كما انه لابد من مواجهة مثل هذه الأفعال الإرهابية بكل قوة وحزم، بحيث يكونون عبرة لكل من تسول له نفسه اقتراف مثل هذه العمال الاجرامية، خاصة ان هذه الجرائم ليست مقصورة على مجرد القتل فحسب، بل انها تهدف فى الحقيقة إلى تخريب المجتمع المصرى كله، من ناحية والإساءة لسمعة بلدنا فى الخارج من ناحية أخرى.

اللعبة القذرة التى لجأ اليها الارهابيون هذه الفترة من قتل الآمنين، ان دلت على شىء، فإنما تدل على العجز الكامل والشامل لهؤلاء الإرهابيين، فبعد ان تأكد للجميع عجزهم عن مواجهة رجال الجيش او الشرطة، فقد تفتق ذهنهم عن حيلة رخيصة، استهدفوا من خلالها ترويع الآمنين وحرق مساكنهم. هذا الأمر لابد من أخذه بكل قوة وحزم حماية لأبنائنا، سواء أكانوا من رجال الجيش أو الشرطة، او اخواننا الاقباط، دفاعا عن كرامتنا وشرف أبنائنا وسمعتنا بالخارج.

وتحيا مصر.