عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

 

 

الناس تشكو من الغلاء.. الناس كل الناس مهما ارتفعت المرتبات والمعاشات... الأسعار لم تعد ترتفع كل يوم، أصبحت ترتفع كل ساعة أو ساعتين!!! وصلت البجاحة أن التجار أصبحوا يهددون الناس.. اشتروا الآن غداً سعر آخر!! والبجاحة مستمرة ومضى عليها أسابيع وشهور والناس صابرة.. والصبر ليس حلاً... كتبت أكثر من مرة من جريدة: لابد من حل!!! والحل فى نظرى هو (التسعيرة الجبرية).. فى كل الحروب على مستوى العالم كانت هناك (التسعيرة الجبرية).. أى التسعيرة التى يلتزم بها البائع والمشترى معاً.

وبعد إلحاحنا بأن (طوق النجاة) الوحيد لإنقاذ الناس من براثن التجار هو (التسعيرة الجبرية).. فإذا بالحكومة تصدر لنا ما سموه بـ«التسعيرة الاسترشادية)!

حكاية جديدة اسمها (التسعيرة الاسترشادية).. ظن البعض أن كلمة (الاسترشادية) هى اسم (الدلع) للتسعيرة الجبرية!!! فى فيلم سينمائى قال فؤاد المهندس للضابط الذى يستجوبه إن اسمه (مفتاح) ويدلعونه ويقولون له (تاح)!! وهو (دلع) فعلاً من الحكومة.. تسعيرة استرشادية معناها أن الحكومة ترشد الناس للسعر المحدد لكل صنف وعلى المشترين أن يتمسكوا بهذه الأسعار ومن حق البائعين أن يمتنعوا أيضاً!! عكس التسعيرة الجبرية التى تجبر البائع على البيع بسعر معين!! وإذا خالف البائع التسعيرة الجبرية يتعرض لعقوبة ما.. وحكاية (الاسترشادية) ميوعة و(لكاعة) من الحكومة.. الناس عارفة ومن زمان الأسعار وغير منتظرة من الحكومة أن ترشدها للسعر الحقيقى!! المطلوب من الحكومة هو إجبار البائع للبيع بسعر معين وإلا تعرض للسجن.. وهو ما تخشى الحكومة أن تفعله! لماذا؟!.. لا أدرى!

(.....)

ضعف الحكومة.. وتراكم المشاكل دون حل جذرى.. أخرت التعديل الوزارى المزعوم.. الشخصيات ورجال الدولة الكبار يخشون من الارتباط بوزارة ما فى ظل الظروف الحاضرة.. وأصبح الاعتذار هو السائد الآن.. وأحياناً تتم الموافقة المبدئية بعد ضغط الزوجة والأقارب والأبناء.. ثم بعد يومين أو ثلاثة يعتذر المرشح.. لماذا؟!.. قابل المرشح أصدقاءه فى نادى السيارات أو كلوب محمد على ودارت مناقشات عن الحالة الحاضرة.. ليهرول المرشح لأقرب تليفون ويسحب كلامه وموافقته المبدئية.

اتذكر زمان.. حكاية وزارة جديدة أو أى تعديل والكاريكاتير يلعب دوره فى التريقة على (عبده مشتاق) الذى يؤجر «كرسى خرزان» من محل فراشة ليضعه فى الشارع بجوار دكان البقال الذى يملك تليفوناً!! فى انتظار مكالمة لن تجيء أبداً!! كان التهافت على الكرسى دون جدوى ولن يبقى له سوى «الكرسى الخرزان»!! الذى أجرّه بـ15 قرشاً!!

(......)

الغريب أن مشكلة أية وزارة فى أى دولة هى الافتقار لمشروعات وأفكار جديدة لها مفعول السحر والتقدم والتغيير.. نحن فى مصر.. على العكس تماماً.. الأدراج مليئة بالمشروعات والأفكار التى تعيد مصر إلى سابق عهدها العظيم.. ولكن لا تجد من ينفذها!! وإذا وجدنا بالصدفة المحضة من ينفذها نسارع بإقالته فوراً.. كمال الجنزورى ثم إبراهيم محلب.. مثالان فى السنوات الأخيرة!!.. ومن قبلهما كثيرون.

عندنا المشروعات الجديدة والأفكار التقدمية.. وعندنا الرجال المتحمسون لها... ثم يتعثر ما يسمونه تعديلاً وزارياً!!.. كيف؟ ولماذا؟.. لا أدرى!!

(......)

وبعد..

هل رأيتم مصر خلال البطولة الأفريقية.. صدقونى.. عندنا أعظم شعب فى العالم.. ورئيس طموح لأبعد الحدود يحاول عمل المستحيل.. وخير جيش وخير شرطة يحسدنا العالم كله على كفاءتهما.. ماذا ينقصنا إذاً؟! قولوها أنتم!!