رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

لا صوت يعلو فوق صوت بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم فى الجابون، وختام البطولة بالمباراة النهائية بين فريقنا القومى والكاميرون. كان كله مشرفا وكانت مصر أو المنتخب المصرى قاب قوسين أو أدنى من البطولة، وهذا رغم غلاء الأسعار المخيف ورغم الصعوبات والأزمات الاقتصادية، فهو وحد قلوبنا نحن المصريين، وكانت كل القلوب طوال عدة أيام تدعو بدعاء واحد، وهو يا رب النصر لمصر. فعلا الله عليك يا مصر وعلى شعبك يتوحد على حبك فى المحن ويكون على قلب رجل واحد وأيضاً يتوحد فى أفراحه، وفى الحالتين يكون نفس الدعاء يا رب النصر لمصر كانت كل الآمال والأمنيات أن يختم الفريق مسيرته الناجحة فى البطولة بالفوز والتتويج باللقب ليتصدر ترتيب الدول الفائزة بـ8 ألقاب مرة واحدة، وتستمر فرحة وسعادة المصريين فى ميادين وشوارع مصر، التى عادت مرة أخرى منذ عام 2010 بعد أن غابت البهجة والفرحة من فوق الوجوه.

ولكن نظراً للإصابات العديدة فى بعض أفراد المنتخب، لكنهم أصروا على الصمود أمام هذه الخيول الإفريقية التى كانت ترمح فى جميع بقاع الملعب، كما أعجبنى تكاتف الفريق ومقاتلته للتصدى للهجوم العنيف من الفريق المنافس، ولكن شاءت إرادة الله سبحانه أن تكون تلك هى النتيجة، فيكفيهم شرف المحاولة وشرف الصمود وخروجهم بشرف جميل ووصولهم إلى المباراة النهائية، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من البطولة.. فالخسارة ليست دائماً النهاية ومهما حدث فى المباراة، فالواجب توجيه التحية لرجال مصر فى المنتخب، الذين بذلوا الجهد والعرق ولم يبخلوا بشىء فى كل المباريات حتى الوصول إلى المباراة النهائية وسط عمالقة إفريقيا ومع فرق لم يعد فيها صغير وكبير، فالكرة تطورت تطوراً مذهلاً فى القارة السمراء وتحولت إلى منجم ذهب يضخ مواهبه فى أوروبا وفى كل مكان. فقد كانت أصوات وقلوب وحناجر المصريين تتوحد بالدعاء للمنتخب القومى للفوز بالبطولة والعودة إلى القاهرة بالكأس الغالية، وبالألقاب التى حققها اللاعبون، وفى مقدمتهم الحارس المعجزة والأسطورة،عصام الحضرى، لتستمر الفرحة الغائبة عن المصريين.

ولكن لا للاستغلال السياسى للهزيمة. إن مصر دولة سياسية واقتصادية مستقرة قياسا بالعديد من دول أخرى بدليل وجود فريق ينافس على البطولة رغم كل الظروف الصعبة، ويعنى اهتمام العالم بما يجرى فى مصر واهتمامه بزيارتها.. معناه أن مصر تتوج بلقب سيدة القارة الأفريقية كرويًا، فهل يكون الشعب المصرى على مستوى مسئولى الفريق القومى فى محاولة الصمود أمام الهجوم العنيف عليها، وهل تكون الحكومة قادرة على مواجهة الوضع الاقتصادى الراهن للبلاد والتصدى للغلاء والاستغلال والاحتكار، وهل يكون المسئولون قادرين على الإحساس بمعاناة الشعب وتدهور الأوضاع للتغلب على الظروف المحيطة وأولاً وأخيراً.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

nagwa5005 [email protected]