رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لست أدرى، كيف تفكر روسيا؟ لماذا كل هذه المراوغة، طوال السنين الماضية؟ وما الداعى لهذا التردد غير المبرر فيما تقول أو تفعل؟

منذ سنتين تقريبا -وبالتحديد بعد سقوط الطائرة الروسية فى صحراء سيناء –ونحن نسمع من المسئولين الروس العديد من الوعود بعودة السياحة الروسية وكذا الطيران الروسى مرة أخرى لمصر. ثم فوجئنا بأن روسيا تشترط بعض الإجراءات لتأمين المطارات المصرية، حتى يمكن إعادة الطيران والسياحة الروسية لمصر، ثم فوجئنا بعد ذلك بقدوم وفود روسية للتأكد من سلامة إجراءات تأمين المطارات المصرية، بل وسمعنا -أيضًا- من يريد إسناد عملية تأمين المطارات المصرية إلى إحدى الشركات الخاصة، لكى تتولى هى عمليات تفتيش الركاب.

ورغم كل تلك العراقيل والاشتراطات غير المبررة من الجانب الروسى، لم تعد -حتى الآن -لا الطائرات الروسية، ولا حتى السياحة الروسية إلى مصر من جديد، فى حين أن هناك العديد من الدول الأجنبية الأخرى التى سبق لها حظر رعاياها من الذهاب إلى مصر، قد عدلوا عن موقفهم هذا وسمحوا لرعاياهم بالسياحة فى مصر مرة أخرى، بعد تأكدهم من سلامة عملية التأمين التى تتم بالمطارات المصرية. من هذه الدول ألمانيا وفرنسا واليابان ومنها أيضًا إسبانيا وأوكرانيا، ومع ذلك فإن روسيا -حتى الآن- مازالت تتردد فى السماح - سواء لطائراتها أم لرعاياها- بالعودة مرة أخرى للسياحة فى مصر.

وما يقال عن موقف روسيا المتردد بالنسبة للسياحة المصرية، يقال أيضًا عن موقفها بالنسبة لمشروع الضبعة النووى المزمع إقامته بمنطقة الضبعة بالساحل الشمالى. فقد سمعنا عن قدوم العديد من الوفود الروسية لزيارة موقع هذا المشروع أكثر من مرة، وقد قاموا خلال تلك الزيارات بمعاينة الموقع والموافقة عليه، كما سمعنا أيضًا أن هناك وفودا مصرية عديدة ذهبت إلى روسيا لاستكمال الإجراءات اللازمة لإنهاء الاتفاقات الخاصة بإنشاء هذا المشروع العملاق، ورغم مرور ما يقرب من سنتين على بداية الاتفاق بيننا وبين روسيا،  فإن روسيا -وحتى يومنا هذا- لم يظهر من جانبها أى مؤشر للبدء فى تنفيذ المشروع، أو حتى ما يفيد الانتهاء من الاتفاقات الجارية بشأنه، وكذا تحديد الموعد النهائى للبدء فى تنفيذ المشروع.

السؤال الآن: هل هناك أمور أخرى بين مصر وروسيا تحول دون تنفيذ هذه الوعود والاتفاقات؟ أم أن لروسيا مطالب غير معلنة لم تبت فيها مصر بعد؟

 بصراحة الموقف الروسى بالنسبة لعودة السياحة، أم بالنسبة لبناء مفاعل الضبعة النووى غير مفهوم. مصر نفذت كل المطالب الروسية المعلنة حتى الآن، ومع ذلك فربما تكون هناك أمور أخرى لا نعلمها وراء هذا التردد غير المفهوم من روسيا. يقول البعض إن التفاهم القائم بين مصر والإدارة الأمريكية الجديدة ربما يكون السبب فى هذا التلكؤ الروسى فى تنفيذ تلك الوعود، ولكن هذا الرأى مردود عليه بأن هناك أيضًا تقاربا واضحا بين روسيا والإدارة الأمريكية الجديدة، هذا التقارب لن يسمح -فى تقديرى- بوجود تنافس بين البلدين، بل إنه سيكون مؤشرا واضحا على التفاهم والتقارب بينهما.

خلاصة القول: إن موقف روسيا بالنسبة لمصر غير واضح وغير مفهوم، فعلاقتنا بروسيا أصبح يثور حولها الكثير من الشك والريبة. ومن هنا، فإننى أناشد السادة المسئولين أن يوضحوا للرأى العام المصرى حقيقة العلاقات المصرية الروسية، ومدى جدية الوعود الروسية بالنسبة لمصر.

وتحيا مصر