رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمية ثلاثية

إذا مات ابن العمدة فإن البلد بالكامل تُعلن الحداد وتتشح بالسواد.. وتخرج الاشادات بأخلاق ابن العمدة الذي خطفه الموت فهو زينة الشباب.. ولكن إذا مات العمدة فقد لا يحضر أحد عزائه وتخرج التعليقات حول الرجل المفتري الظالم الذي ريحهم الموت من ظلمه.

طبيعة مؤسفة لا تراها إلا في مصر الناس قادرة علي صناعة بطل من الوهم  وتحويل البطل إلي متهم فاشل.. أقول هذا الكلام بمناسبة ضياع اللقب الإفريقي من منتخبنا الوطني أمام الكاميرون وليس للشماتة أو التطبيل وهي التهمة الجاهزة من أصحاب المصالح لأي عاشق لبلده.. بل المصارحة والمكاشفة من إنسان كأن يتحول بيته الصغير إلي فرح مع كل فوز يحققه المنتخب في البطولة من الصغير قبل الكبير.

اليوم أتناول الحقيقة التي رفضت التكلم فيها خلال المباريات حرصاً علي استمرار المسيرة وحتي لا يقال اننا ضد المنتخب وفوزه.. وفي البداية أجد نفسي أمام مبررات واهية حاول البعض تصديرها لمشهد قبل انطلاق البطولة ومع توالي المباريات حول ظروف المنتخب والمشاكل وخلافه من المبررات الجاهزة دائماً لتبرير الفشل المنتظر.

والحقيقة حاولت جاهداً أن اكتشف ما هي الظروف الصعبة.. علي مستوي الأجهزة الفنية استمر المدرب الأجنبي دون أي تدخل رغم مضاعفة ما يحصل عليه 3 مرات مع ارتفاع سعر الدولار ولم يتأثر أي من أفراد الجهاز بالأزمات المالية التي نعيشها.. المعسكرات في أفخم الفنادق وأعلي المستويات.. وأخير اللاعبين لدينا كتيبة من المحترفين في أفضل الاندية والدوريات الإنجليزية والإيطالية مجموعة من لاعبين صغار السن وليسوا عواجيز نلتمس لهم العذر أمام شباب الكاميرون.. أما المحليين فهم يلعبون في أفضل الأندية المصرية الأهلي والزمالك ولديهم من الخبرة ما يفوق خبرة لاعبي المنتخب الكاميروني الذي عاني من تمرد نجومه الكبار وجاء إلي الجابون بالشباب الواعد ليحقق الأداء والبطولة دون أمر علي حساب الآخر كما فعلنا نحن.

لقد ضاع اللقب وأسفنا  انه أمام منتخب الكاميرون الذي عاني قبل البطولة وخرج من كافة الترشيحات وتأكد ذلك بعد مباراته الأولي والتعادل مع بوركينا فاسو وخرج الجميع ليؤكد أن المنتخب الكاميروني نجا من الهزيمة وسيودع البطولة مبكراً، إلا أن الأسود قهروا كل التوقعات ولم يكتفوا بالنتائج الإيجابية بل بالأداء والقوة البدنية واللياقة الذهنية.

في المقابل ظهر منتخبنا  ضعيف بدنياً حتي أن المدرب العام، أسامة نبية، أكد في تصريحاته عقب المباراة أن الكاميرون  تفوقت باللياقة البدنية وليست الفنية ولأعرف هذه مشكلة من هل مشكلة الجماهير التي تابعت وتمنيت فوز مصر أم مشكلة الجهاز الفني الذي يمثله «نبيه»؟

التطبيل هو من هلل وكبر علي أمور عادية من هذا أو ذاك حتي كشفته مباراة الكاميرون وظهروا في حالة توهان كالعادة.

التطبيل يعرفه هؤلاء الذي يقلبون الحقائق وليس من يسعي للمكاشفة والمصارحة .. فهل يمكن أن يصدق أحد خروج رئيس أتحاد الكرة قبل مواجهة الكاميرون ليؤكد أن سعيد بالتأهل للنهائي حتي ولو خسرناه أمام  منتخب وليد تم تجهيزه من الصف الثاني أمام منتخب كل لاعبيه نجوم كبار في أكبر الأندية الاوروبية والمحلية.

في النهاية لن يكون هؤلاء أكثر حزناً من المصريين العاشقين لبلدهم لقد عدنا إلي بيوتنا بعد المباراة وأن هناك حالة وفاة في بيت كل مصري مُحب لبلده بجد.. «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا».