رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى مستهل هذا الأسبوع صرح سيادة الرئيس السيسى فى الاحتفال الخاص بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وفى حضور قداسة البابا تواضروس، عن رغبته وكذا تبرعه لبناء صرح حضارى وفكرى يجمع بين المسجد والكنيسة فى العاصمة الإدارية الجديدة، وقد قوبلت هذه الرغبة بترحيب من البعض، ومعارضة من البعض الآخر، وكل من الطرفين كانت له أسبابه وحججه.

أما عن أصحاب الرأى المعارض لتلك الفكرة، فإنهم يرون أن بناء الإنسان المصرى - فكرياً وثقافياً ووطنياً - أهم بكثير من بناء المسجد والكنيسة، فهم يرون أن بناء العشرات أو حتى مئات المساجد والكنائس لن يفيد شيئاً فى تغيير الفكر الدينى المتشدد سواء عند المسلمين أم المسيحيين. ومن ثم، فإنهم ينادون بضرورة الاهتمام أولاً وأخيراً بالتعليم الدينى الصحيح، وكذا غرس القيم والأخلاق والوطنية لدى الإنسان المصرى.

أما عن المؤيدين للفكرة فيقولون: إن بناء صرح حضاري يجمع بين المسلمين والمسيحيين ويضم مسجداً وكنيسة، أمر لا يقل أهمية عن إعادة بناء الإنسان المصرى - فكرياً وثقافياً وأخلاقياً ووطنياً – خاصة فى الأيام والظروف التى تمر بها الديانة الإسلامية من سوء فهم هذه الأيام. فهم يرون أن بناء مثل هذا الصرح الحضارى سيكون بمثابة النواة الأولى لتغيير الفكر الراسخ لدى أغلبية الدول الغربية من أن الدين الإسلامى دين دمار وعنف وإرهاب. وبالتالى، فإنهم يؤيدون رغبة الرئيس السيسى فى إقامة مثل هذا الصرح الكبير فى الظروف الحالية التى تمر بها الدول الإسلامية، فإنه – بلا شك – سيكون له أهمية كبرى لا تقل عن التوعية بصحيح الدين والأخلاق والوطنية.

إننى أؤيد وبشدة إقامة مثل هذا الصرح العظيم الذى سيكون – بإذن الله – البداية الصحيحة لإعادة فهم العالم لديننا الحنيف. وليس معنى كلامى هذا أننى أقلل من أهمية إعادة بناء الإنسان المصرى بصفة خاصة والإسلامى بصفة عامة. لقد كنا فى الماضى القريب نعيش معاً مع إخواننا المسيحيين واليهود فى سلام ومحبة وتعاون فى كل شىء، لقد كانت مصر تعج بالأجانب المسيحيين واليهود، وأقاموا فيها أكبر المتاجر والمصانع وتعلمنا منهم الكثير والكثير، ولا أدرى ما الذى حدث لنا لكى نصل إلى هذا الحد من الكراهية والشماتة، أين وحدتنا؟؟ أين أخلاقنا الحميدة وقيمنا الطيبة، من تعاون ومحبة ونبذ للضغينة والكره؟؟

من هنا.. فإننى أطالب، بأن يتم -بالتزامن مع بناء هذا الصرح العظيم -الاهتمام بتعليم الأطفال منذ الصغير بالدين الإسلامى الصحيح، وكذا زرع القيم الحميدة فى نفوسهم والوطنية، حتى يشبوا على أسس سليمة من الحب والتعاون والإخاء. العالم الإسلامى عامة، ودول الشرق الأوسط بصفة خاصة تمر حالياً بظروف صعبة للغاية - خاصة - أن بعض الدول المغرضة ما زالت تبث سمومها بين الفصائل الإسلامية المختلفة، أملاً فى إيجاد الوقيعة بينهم حتى تعم الفوضى والدمار فى منطقتنا العربية. التدخل الأجنبى فى شئون الشرق الأوسط ووصول حال أغلبية بلادنا إلى هذا الوضع المؤسف من العنف والإرهاب، أمر يقتضى منا إعادة النظر فى فهمنا لصحيح الدين الإسلامى والعمل على توعية شعوبنا بضرورة نبذ العنف والكراهية بين أبناء الوطن الواحد.

أعود فأقول.. الخطوة التى يهدف إليها سيادة الرئيس خطوة طيبة للغاية، ولا سيما فى ظل الظروف التى يمر بها العالم الإسلامى من فهم خاطئ لصحيح الدين. ومن ثم، فإن مثل هذا الصرح الحضارى الكبير سيكون له أهمية كبرى فى تصحيح الفهم الخاطئ لدى الدول الغربية عن الإسلام والمسلمين، وسوف يكون له أبلغ الأثر فى إظهار أن مصر كمنارة للإسلام لا تفرق بين مسلم وغير مسلم.

وتحيا مصر،،،