عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كنت الأمل فى القادم غالبا ما يكون هو «مفتاح الخلاص»، الخلاص الذى نسعى إليه من آلام وأوجاع تحيط بنا، والتى أحيانا ما تحاول أن تسحق وتكسر عظامنا، أو تطرحنا أرضا نعانى العجز الإحباط، ولعل حسن إيماننا ويقيننا بالله هو الذى يعيننا دائما على مواجهة كل ما يحدث لنا أو حولنا من شرور أو أزمات.

وأحيانا كثيرة نرى أن الأمل يشتد أكثر، كلما زادت الشدة، حيث تصبح الحاجة للخلاص هى الحالة المسيطرة علينا، وحين يحدث ذلك نجد أن كل جوارح الإنسان وطاقته تبدأ فى العمل جميعا فى اتجاه واحد للخروج من حالة الضيق واليأس والمعاناة وهكذا ..... حتى  يظهر ضوء لنهار جديد من بعد ساعات العتمة الطويلة، فكما هو معلوم لنا جميعا أن ضوء النهار دائما لا يأتى إلا بعد ظلمة الليل الطويل، وأن الفرج لا يأتى إلا بعد الضيق، ويحضرنى هنا قول جميل لسيدنا على بن أبى طالب يقول فيه «كل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج».

وقد عشنا نحن المصريين خلال تاريخنا الطويل، أوقاتا صعبة بل ومصيرية لا تعد ولا تحصى، ولربما أيضا كانت تلك الأيام والأعوام أثقل وأكثر عتمة وقتامة من عامنا الماضى الذى حمل الكثير من الأحداث والتغيرات والتى شملت مستويات عدة منها العام والشخصى....  فقد مر على الكثير منا بالكثير من الضغوط والمعاناة. 

ونحن نحتفل هذه الأيام بقدوم عام جديد ، كما يحتفل عدد من  أصحابنا وأصدقائنا وجيراننا وشركائنا فى الوطن بأعيادهم  فى عيد الميلاد المجيد. أدعو الله معكم جميعا أن نحظى كلنا هذا العام  والأعوام المقبلة بالفرح والانفراج لنا كأشخاص ولوطننا مصر.

وبهذه المناسبة أيضا ومن خلال بعض قراءاتى فى علم المقارنة بين الأديان حيث وجدت أنه كثيرا ما كان يحدث أن يشيع انتشار للإيمان أملا فى فكرة الخلاص، فكان ظهور الرسول المخلص فى زمن مقبل، فكرة متمكنة فى كثير من الأحيان ، وذلك لأن الرجاء فى الخير أصل من أصول الأديان، والأمل فى الصلاح يعد من اهم مواد الحياة الإنسانية، يبثها الخالق سبحانه وتعالى فى ضمير خلقه، ويفتح بها لهم سبيل الاجتهاد فى محاولة مستمرة طوال الوقت أو أغلبه للوصول للكمال الذى لن يتحقق أبدا، فالكمال لله وحده لا شريك له، ولكنها طبيعتنا كلنا نحن معشر البشر، نسعى له كل منا ولكن بدرجات مختلفة، فتلك هى الفطرة التى فطرنا الله عليها.

ويذكر أستاذنا عباس محمود العقاد فى كتابه حياة المسيح أن الإيمان بانتظار المسيح كان على أشده بعد زوال مملكة داود وهدم الهيكل الأول، حيث ردد الشعب الإسرائيلي  وعود أنبيائه بعودة الملك الى أمير من ذرية داود نفسه  ، ثم ترقى الايمان بالمسيح بمعنى الملك الى الايمان بالمسيح بمعنى المختار او النذور للصلاح والهداية وتعاظم الأمل أكثر فى ذلك كلما استحكم سلطان الغالبين.

"لا تظنوا أننى جئت لأنقص الناموس أو الأنبياء، وما جئت لأنقص بل لأكمل، فإنى الحق أقول لكم الى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو كلمة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" كما جاء فى الأصحاح الخامس.