لا يختلف اثنان على أن عام 2016 الذى أغلقت صفحاته بكل ما فيها من سلبيات وإيجابيات.. كان عاماً للأوجاع والمعاناة.. رغم ومضات الأمل فى بعض صفحاته المصرية.. والإحساس بنعمة الأمن والاستقرار.. فمن ينظر حولنا ويتابع ما يجرى فى بلدان أخرى من دماء تسيل ليلا ونهارا.. وعرب يقتلون بعضهم البعض.. يدرك أن أرض الكنانة يحفظها الله.. رغم ما تتعرض له من مكائد ومؤامرات وما تواجهه من تحديات جسام.. داخليا وخارجيا.. وما زالت بلدنا هى الملاذ الآمن.. للمشردين والنازحين الذى أرغموا على ترك أوطانهم.
نتمنى فى العام الجديد.. أن يتوقف نزيف الدماء فى سوريا وليبيا واليمن والعراق ويعم السلام أرجاء الوطن العربى الذى أصبح جسدا ضعيفا يأكل نفسه.. وبأسلحة غربية تحقق مليارات الدولارات لصناعها والدول المنتجة التى تتآمر على تمزيق البلدان العربية.. والعرب يبلعون الطعم ويسددون فواتير الأسلحة التى يقاتلون بها بعضهم البعض.. وإسرائيل تتفرج وتضحك وتكسب.. بينما العرب يتربصون ببعضهم.. ويكرهون أنفسهم..
فى العام المنقضى.. لا ينكر أحد إلا الجاحد.. أن مصر نجحت بقوات جيشها وشرطتها فى مواجهة الإرهاب على أرض سيناء.. ونجحت فى تأمين حياة الشعب رغم بعض العمليات الإرهابية الخسيسة.. وبعض المنغصات التى ضاق بها الشعب فى منظومة الغذاء والدواء والتعليم.. وتعويم الجنيه المسكين الحائر بين جنون الدولار وشطحات اليورو.. ولعنات الناس التى تشكو من غلاء أسعار السلع الغذائية.. والدواء.. ومصاريف التعليم العقيم الذى يفرخ ملايين العاطلين من حاملى شهادات تحولت إلى براويز للوجاهة الاجتماعية.. أو شهادات تؤهل لعروسة أفضل.
نتمنى فى العام الجديد.. أن تتعامل الدولة بجدية لإصلاح منظومة أسعار الغذاء والدواء والتعليم وإصلاحه.. وأن تغطى مظلة التأمين الصحى كل المواطنين فى مصر.. لتوفير العلاج المناسب لكل مريض بغض النظر عن مركزه الاجتماعى أو الاقتصادى.. كما يحدث فى الدول المتحضرة مثل فرنسا التى يعد التأمين الصحى بها أهم أعمدة الضمان الاجتماعى.. فالعلاج لكل مواطن بلا تفرقة..
نتمنى فى العام الجديد.. أن نقضى على أى أذرع للإرهاب.. ويختفى إخوان الشياطين.. وتتلاشى الأحقاد.. ويعم التسامح والحب ربوع الوطن.
نأمل فى العام الجديد.. أن تقل أعداد العاطلين.. وتنجح الدولة فى مواجهة البطالة بمشروعات جديدة.. تفتح أبواب العمل والأمل لكل شباب مصر.. ويختفى الفاسدون والكارهون لكل نجاح.
أتمنى فى العام الجديد أن ينجح مجلس النواب فى القيام بواجبه التشريعى والرقابى.. وسن القوانين التى تحمى حقوق المواطن وحريته وتصب فى خدمة الوطن.. ويقوم الإعلام بدوره الطبيعى فى التوعية والتنوير وتبصير الناس بالحقائق.. ويختفى الإعلاميون الذين ينصبون من أنفسهم أوصياء على الناس.. ويتصورون أنهم زعماء..
وأعتقد أن أغلى الأمانى.. هى وقف الانفجار السكانى الذى يلتهم كل إنتاج.. وأن يرتفع معدل إنتاج العامل والموظف المصرى.. لأننا بصراحة فى مؤخرة المنتجين.. ومقدمة المتكلمين..!!
اللهم احفظ مصر وأهلها..