رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

هناك مقولة مأثورة تقول (الصلح خير). فى تقديرى، فإن هذه المقولة ليست على إطلاقها، فربما يكون الصلح من ورائه أمور قد تكون ضارة بالطرفين أو بأحدهما.

أقول هذا بمناسبة كثرة المطالبة بالصلح بين إخوان الشياطين والمصريين. ولمن لا يعرف فإن الذى يقوم بهذه الحملة المشبوهة هى الدول الغربية، التى سبق وأن تأمرت على منطقة الشرق الأوسط عامة ومصر بصفة خاصة لهدمها وتقسيمها على قول من أنه سيكون هناك شرق أوسط جديد. وبالنسبة لمصر فقد استعانت أمريكا وإنجلترا بإخوان الشياطين ليكونوا معولاً لهدم مصر وتخريبها وتقسيمها، عن طريق إيجاد الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين. وبدأ حدوث هذا فى صورة حرق الكنائس - خاصة فى صعيد مصر - فى عهد وثب فيه إخوان الشياطين - فى غفلة من الزمن - إلى مقاعد الحكم بمساعدة الدول الغربية.

دول الغرب تريد منا الآن، أن يتصالح الشعب المصرى مع إخوان الشياطين، أملاً فى أن يعودوا مرة أخرى للساحة السياسية، كل هذا تمهيدًا لتنفيذ مخططهم المسموم مرة أخرى. فقد كانت الدول الغربية – حسب مخططتهم المسموم - يريدون تقسم مصر إلى دويلات صغيرة، بحيث يكون الجنوب للنوبيين، ويكون الصعيد للأقباط، والشمال للمسلمين، والشرق (سيناء) لتوطين الفلسطينيين هناك. وبالتالى، تنتهى إلى الأبد مشكلة الدولة الفلسطينية ويكون مقرها سيناء. كل هذا على حساب أمن ووحدة مصرنا العزيزة.

لقد نسيت الدول الغربية أو تناست أن الخلاف بين إخوان الشياطين والمصريين - بالدرجة الأولى – هو خلاف فى الفكر والعقيدة. لقد صدق قول رئيسة الحكومة الألمانية المستشارة إنجيلا ميركل حين قالت (إن الهند بها مئات الأديان ومئات الآلهة، ومع ذلك فإن الشعب الهندى يعيش فى سلام، فى حين إن الدول الإسلامية بها دين واحد وإله واحد ورغم ذلك فإن شعوبها يقتل بعضهم البعض)، فالخلاف بين المسلمين متجذر أصوله فى الفكر والتفسير الصحيح لنصوص الدين.  فكما أن من الشعوب الإسلامية من هو وسطى الفكر والعقيدة ويجنح دائمًا إلى السلام والمحبة والتآخى، فإن البعض منهم يميل بفكره للتشدد والتكفير والقتل.

إذن، فإن مشكلة الصلح بين إخوان الشياطين والمصريين فى حقيقة الأمر هى مشكلة فى الفكر والتفسير لصحيح الدين، وبالتالى، فلا يمكن أن يستقيم الصلح، إلا بعد تصحيح الفكر الدينى. ولكى يحدث ذلك لابد من وقت وجهد كبيرين - وفى تقديرى- لابد أن نبدأ بالمناهج التعليمية، وتنقيتها من الأفكار المتطرفة، فالطالب عند نشأته يزرع فى نفسه الأفكار السليمة، وقد يزرع فى عقله الأفكار المغلوطة. وأخص هنا بضرورة تعديل المناهج فى المعاهد الأزهرية تحديدًا، لأن خريجى هذه المعاهد هم الذين يتولون عملية توصيل الفكر الدينى إلى أبنائنا فى المستقبل.

لابد من استبعاد الفكر التكفيرى المتطرف القائم على العنف والقتل، فالله وحده الذى يعلم ما تخفى الصدور، ويكفى أنه قال فى كتابه العزيز (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا على بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) كما قال (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ). لقد أنزل الله سبحانه كتابه العزيز إلى البشر جميعًا، فخاطبهم فيه بقوله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) ولم يخاطب به المسلمين وحدهم، فإذا كان الله سبحانه خص كتابه للبشر جميعًا، فلا يجوز أن تختص فئة من البشر به دون باقى البشر.

نعود ونقول... الصلح بين إخوان الشياطين والمصريين ليس خيرًا، فقد يكون من ورائه أمور تضر بوطننا وشعبنا، ومن ثم لابد - أولاً وقبل أى شىء - من تجديد أفكارنا وآرائنا الدينية، واللجوء إلى سماحة الدين الإسلامى الوسطى فى تفكيرنا ... وتحيا مصر.