عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كنا قد تحدثنا فى المقال السابق عن تكرار الرئيس عبد الفتاح السياسى دعوته بتجديد الخطاب الدينى، فى ذكرى مولد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، ولكن فيما يبدو أن الدعوة تلك المرة كانت مختلفة بعض الشىء، حيث لاحظت كما لاحظ بالتأكيد من استمع منكم إلى خطاب سيادته، تطرقه وللمرة الأولى إلى تحديد تفاصيل عدد من النقاط أو دعونا نصفها بالمسارات التى يجب البدء فيها أو اتباعها لتجديد ذلك الخطاب الدينى بلهجته الحالية، والتى باتت معضلة حقيقية، ولا أجد مبالغة فى وصفها بقنبلة انفجرت ومازال يدوى صوتها حولنا فى كل مكان.

باسم الدين يرتكب أعداء الإنسانية باستخدام المغرر بهم أبشع الجرائم الانسانية، وتحديدا تحت مسمى (الجهاد). يفجرون أنفسهم ويفجرون معها أرواح وقلوب وعقول لبشر منحهم الله أغلى ما فى الحياة الدنيا (هبة الحياة ) ليعيشوها، الله سبحانه وتعالى الذى أخبرنا بأنه وحده لا شريك له من سيتولى حسابنا على معتقداتنا بحكمته وصفاته الحسنى، وكما تعلمنا ذلك من الدين الصحيح، فليس لمخلوق كائنا ما كان أن يحاسب بشر على معتقده أو أن يفرض عليه بالقوة دينا بعينه.

وكنت قد دعوتكم قرائى الكرام فى نفس المقال السابق أيضا، إلى قراءة كتاب (الديمقراطية فى الإسلام) للمفكر الأستاذ عباس محمود العقاد. وقد جاء ذلك تزامنا مع ما مر بنا الأسبوع الماضى بكل أسف من حادثتين أليمتين فى بيتين من بيوت الله أحدهما كان الجمعة فى مسجد والآخر الأحد فى كنيسة، وراح بسببهما ضحايا أبرياء انفطر قلب ذويهم وأصحابهم، ولن أصفهم بحسب الدين الذى ينتمى إليه كلاهما كما يفعل البعض، لأنهم فى بداية الأمر وفى آخره بشر من خلق الله الخالق واهب الحياة لنا جميعا.. ولذا سأحاول فى كلماتى القليلة القادمة توضيح معنى كلمة الجهاد أو مفهومه الصحيح فى الإسلام كما استفاض فيه كاتبنا التنويرى القدير العقاد. وذلك قبل أن نمر سويا على أهم ما حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى من نقاط أو مسارات فى خطابه الأخير فيما يخص تجديد الخطاب الدينى.

ونعود للجهاد الذى شرعه الإسلام والذى يعنى «القتال». فباختصار شديد يمكن أن نوجز الآتى.. يقسم الإسلام العالم الإنسانى إلى ثلاثة أقسام، ولا نجد فى الواقع تقسيما للعالم بالنسبة لدولة من الدول غير هذا التقسيم «بحد تعبير الأستاذ العقاد»: أمم إسلامية: أو دار الإسلام كما يسميها الفقهاء، وهنا القتال بين أهلها حرام، ومن أقدم عليه فالمسلمون (المكلفون) مطالبون برده عن عدوانه هذا صلحا أو حربا إذا تعذر التوفيق.

- معاهدون: بعهد الذمة وهؤلاء « لهم ما على المسلمين وعليهم ما على المسلمين» كما جاء بالحديث الشريف. فحجة الدين هى حجة الإقناع يقول الله تعالى «لا إكراه فى الدين» صدق الله العظيم. ولا يجب قتالهم أو جهادهم إلا إذا نقضوا العهد باستخدامهم القوة، وهنا يكون القتال لدفع أو رد القتال المضاد ليس إلا، وذلك لانقطاع أسباب الأمان.

- المعتدون: أعتقد ان هذا مفهوم تماما من الاسم، فيقول المولى عز وجل «وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» صدق الله العظيم.

إذن فالله سبحانه وتعالى لم يأمرنا بالجهاد بمعنى «القتال»، لأجل نشر الدعوة الإسلامية، وهذا قولا واحدا قد يصطدم مع بعض الموروثات البرىء منها دين الإسلام... فالجهاد أو القتال قد شرع لسببين ألا وهما: حماية الدعوة والحدود من المعتدين الذين بدأوا بالقتال، وصد أو منع المعتدين.. وللحديث بقية.