رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

قتلوا من أوصيت بهم خيرًا فى يوم مولدك!

محمد نشر سماحة الإسلام واعتداله.. والمسيح دعا إلى الحب والسلام

 

< منذ="" أشهر="" أدلى="" زميلى="" المستشار="" مجدى="" العجاتى="" وزير="" مجلس="" النواب="" بحديث،="" أعلن="" فيه="" إمكانية="" إجراء="" مصالحة="" مع="" جماعة="" الإخوان="" إعمالاً="" لحكم="" المادة="" «241»="" من="" الدستور،="" التى="" توجب="" على="" البرلمان="" إصدار="" قانون="" للعدالة="" الانتقالية="" يكشف="" الحقيقة="" والمحاسبة،="" ويقترح="" أطر="" المصالحة="" الوطنية،="" وكان="" بودى="" أن="" أعقب="" على="" حديثه="" وألومه="" لأن="" الوقت="" الذى="" تمر="" به="" البلاد="" والأحداث="" الجارية="" فيها="" يستحيل="" بحكم="" العقل="" والمنطق="" أن="" نشير="" من="" بعيد="" أو="" قريب="" إلى="" أى="" حديث="" فى="" شأن="" هذه="" المصالحة،="" إلا="" أن="" ظروفى="" الصحية ="" حالت="" بينى="" وبين="" الكتابة،="" لكن="" على="" إثر="" أحداث="" الكنيسة="" البطرسية="" التى="" قتل="" خلالها ="" العشرات،="" وأصيب="" ضعفهم="" ،فقد="" رأيت="" أن="" أبدى="" رأيى="" فى="" هذه="" الأحداث،="" فهل="" هى="" مؤامرة="" حاكها="" الأصوليون="" الإسلاميون="" بقصد="" تعكير="" جو="" أعياد="" الميلاد،="" وإبراز="" ضعف="" النظام="" الحاكم="" فى="" مصر="" أمام="" أعين="" دول="" العالم،="" أم="" أن="" الأمر="" كالعادة="" فتنة="" بين="" الطائفتين="" أو="" مجرد="" مناوشة="" سرعان="" ما="" تحتويها="" وزارة="">

 

أصل الحكاية!

أقول بكل صدق إن الرجوع الى الأحداث التاريخية يؤكد على أن الفتن الطائفية والأعمال الإرهابية ليست حادثًا عارضًا فى مجتمعنا، وأن بواعثها كانت ولاتزال جزءاً من تكوين الفرد العادى، وإن كانت لا تظهر فى الغالب واضحة للأعين، ولا تبدو عواقبها المقيتة إلا فى عهود غياب المشروع الحضارى وفقدان الأمل فى الإصلاح الاقتصادى ورفع مستوى المعيشة.

وأضيف بأن المريض لا يمكن أن يتوقع علاجاً حقيقياً من الطبيب متى أخفى عنه الحقائق الأساسية بمرضه وبتاريخه وأعراضه، ولا أمل فى تصدينا لعلاج العمليات الإرهابية وأحداث الفتن الطائفية ما دمنا سنظل نكرر ما اعتدنا أن نكرره بأن الأمور هى على خير ما يرام لولا حفنة من المتعقبين، ولولا تلك الخطط التى تحاك فى الخارج، والحل الحقيقى  فى  رأيى هو مواجهة واضحة وصريحة لوضع قبيح صريح.

تعالوا نقرأ الحكاية كما رواها لنا الزميل المستشار طارق البشرى فى كتابه «الحركة السياسية فى مصر»، يقول: انه على إثر إلغاء الخلافة العثمانية وفصل الدين عن الدولة فى تركيا سنة 1924 أنشأ حسن البنا جماعة الإخوان بمدينة الإسماعيلية عام 1927، كجماعة دينية تحض على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وبدأ الرجل يستفز لدى الناس ردود الفعل المختلفة عن إلغاء الخلافة، وأخذ طريقه الى رجل الأزهر فاستثار لديهم روح الدفاع عن مراكزهم الاجتماعية ومصالحهم الاقتصادية: إن لم تريدوا أن تعلموا فاعملوا للدنيا وللرغيف الذى تأكلونه، فإنه إذا ضاع الإسلام فى هذه الأمة ضاع الأزهر وضاع العلماء!!

وفى سنة 1932 انتقل حسن البنا الى القاهرة، وانتقل مركز الدعوة الى العاصمة، وتعددت نواحى نشاط الجماعة فأخذت تنظم تشكيلات من فرق الكشافة، وتوجههم الى تشكيلات ذات طابع عسكرى، ثم بدأت الجماعة تتصدى للمسائل السياسية، فأصدرت مجلة القدير وحدد مرشدها العام منهج الجماعة: إن الإسلام عبادة وقيادة، دين ودولة، روحانية وجهاد، صلاة وحكم، مصحف وسيف، وفى رسالة سماها «نحو النور» أرسلها الى رجال الحكومات حدد فيها طبيعة جماعته بأنها تنظيم سياسى، يسعى الى السلطة، وينادى بالقضاء على الحزبية، وانتشرت الجماعة وضمت أعداداً واسعة، وأعدت فرقاً للجوالة، وجمعت السلاح، ونظمت جهازاً خاصاً مسلحاً، ودربت أعضاءها على الانصياع الكامل، ثم اتجهت الى أسلوب العنف والضرب والتدمير.

وفى يولية سنة 1946 وقع صدام بين الإخوان الوفديين فى بورسعيد استعمل فيه الإخوان الرصاص وألقوا ثلاث قنابل، وأسفر الحادث عن قتل واحد وإصابة «35»، وارتكبوا للطلبة حوادث كثيرة استعملوا فيها العصى والسياط داخل جامعة القاهرة.

ويضيف: إن الموجة الأساسية للاغتيالات والإرهاب كان ينظمها ويقوم بها الجهاز السرى لجماعة الإخوان، خلال حرب فلسطين قويت شوكتهم وأصبحوا قوة يخشى بأسها، فاعتبروا الحرب بين العرب واليهود حرباً دينية، وكانت معركة فلسطين فرصة ذهبية حشد فيها الإخوان السلاح وتمرنوا عليه وقووا جهازهم السرى!!

هذا الجهاز هو الذى قتل الخازندار رئيس محكمة الجنايات وهو الذى ألقى القنابل على محلات اريكو وشيكوريل وبنزايون وجاتنيو التى كان يمتلكها اليهود فى ذلك الوقت، وهم الذين اغتالوا حكمدار العاصمة، وانه لما استشعرت الحكومة خطر هذه الجماعة أصدرت قراراً بحلها فردت الجماعة على هذا القوار فاغتالت محمود فهمى النقراشى رئيس الحكومة وحاولت بعد ذلك نسف دار محكمة الاستئناف.

جماعة الإخوان كانت أقل التنظيمات المصرية تعرضاً للمساءلة الوطنية، وطلب الخلافة كان مقدماً عندها على أى هدف آخر، فهى تطالب بألا يكتفى فى الدستور بالنص على أن دين الدولة هو الإسلام، بل أن تكون جميع القوانين  إسلامية، وطالبت بإلغاء القوانين الوضعية وإلغاء الأحزاب السياسية، ورفعت شعار الله غايتنا، والرسول زعيمنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا.

 

الحكم الإسلامى

والأهم من كل هذا أن دعوة الإخوان في تأكيدها على الدين وحده كان سبباً مباشرًا للتفرقة بين طوائف الشعب خاصة المسلمين والأقباط ،كان تأكيدهم على جانب الدين قضاء على كفاح الشعب تحت راية الدين للديان، والوطن للجميع، فكان نمو الجماعة عاملاً فى ظهور التوتر الشديد، والحذر البالغ من جانب الأقباط.

فى الحقيقة ان دعوة حسن البنا كانت جهاداً وعملاً: فهو يقول أستطيع أن أجهر بصراحة: بأن المسلم لا يتم إسلامه إلا إذا كان سياسياً بعيد النظر فى شئون أمته، لأن الإسلام جهاد وعمل، واذا لم تقم الدولة الاسلامية فإن المسلمين جميعاً آثمون ومسئولون بين يدى الله عن قعودهم فى إقامتها وقعودهم عن إيجادها ،وحدد حسن البنا مفهومه بكل صراحة للجهاد وذكر أن الإخوان سيستخدمون القوة حيث لا يجدى غيرها!

وتمضى الأيام وباتت قضية الحكم الإسلامى تراود الملايين من أبناء هذه الأمة، ومن أجلها راجت دعوات، وسقط ألوف، وباتت الجماعات الدينية من الظواهر المثيرة للانتباه، فهى تعتنق فكر الإخوان وهى تطالب بالعودة الى ما كان عليه المجتمع أيام الاسلام الأولى، فالدين فى نظرهم صنع الأمة الإسلامية أول مرة، وبه تصنع الأمة الإسلامية فى كل مرة.

هذه الجماعات تنادى بأن تكون الصفوة الإسلامية بكامل هيئتها من المسلمين، أما غير المسلمين فلا يحق لهم إلا أن يكونوا أعضاء بالمجتمع فحسب، ويطالبون بأن تكون الشريعة الاسلامية مصدراً رئيساً لكل قوانين الدولة، ويناضلون من أجل العودة الى الخلافة الاسلامية، هذه الجماعات ليست مجرد حركة دينية، وليست تشكيلًا يسعى الى الاستحواذ على السلطة، انها قراءة سلفية للدين، حركة ذات حنين للماضى، ونمط من التربية تدعو الى ولادة جديدة بالقطع مع السائد، تعيد للذاكرة معالم المعجزات الكبرى فى التاريخ!!

إن الإخوان هم الذين صنعوا كل الجماعات الإرهابية، وهم الذين ألقوا القنابل فى سنة 1948 على رجال الشرطة فى جامعة فؤاد الأول، وهم الذين ألقوا على حكمدار العاصمة قنبلة أودت بحياته.

 

السيد المسيح

ويبقى الأمل وحده معقوداً بإقناع الشباب الذى لم يكن له رأي بعد، ولما ينخرط فى مثل تلك الجماعات الى أهمية معرفة أسباب نزول الآيات والإحاطة بملابساتها، إقناعه بأن السبيل الى جعل الإسلام مهيئاً لمجابهة مشكلات العصر، هو الأخذ بروحه الى الالتزام بأحكام معينة متناثرة، بحيث تغدو إشاراته وتوجهاته بمثابة البوصلة التى تهدينا سواء السبيل.

أقول لأولادى الأقباط تذكروا السيد المسيح، الذى قضى بصلبه، وثبتوا يديه بالمسامير وصلبوه، تذكروا المسيح الذى دعا الى حياة كلها حب وسلام، لم يعرف الشر ولا العنف، لم يعرف السيف، لأن أصحاب السيف يديرون العالم، ويسفكون الدماء، ويوقعون البشر فى الشقاء، وسيروا أنفسهم على جثث الناس، أما صاحب الصليب بنى مملكته على أساس السلام وأسس كنيسته على صخرة الحب، فالمسيح شخص طيب، يحب الناس حباً بلا حدود، أحب أعداءه وأحب من أساءوا إليه، وسيفه البار كان هو الحب، ومحبة المسيح للناس لم تكن وقفاً على القوم الصالحين، بل انه أغدق محبته على الخطاة، انه لا يعرف الانتقام ولا يعرف الكراهية، والمحبة فى حياة المسيح لا تتوقف عند حد التسامح، بل نتحرك بالحب وتقديم الخير والصلاة لأجل المسيئين، أرجوك أن تحيا حياة المسيح.

إن المسيح شخص حى لم تنته حياته فقط، فالموت لم يستطع أن يقهره، ولم ينهش دود القبر لحمه، إنه حى فى السماء، وإن كان هناك ملايين من البشر لا تعرفه لكنه يعرف الجميع، انه يدفعهم رغم انهم لا يعرفونه، انه يحبهم رغم انهم قد لا يبادلونه هذا الحب، ان المسيح يطالبك بأن تحول غضبك الى صلاة، ولا يغلبك الشر، بل يجب عليك ان تغلب الشر بالخير، أرجوك عندما تتألم اترك ربك يتكلم. إن غضبه مخيف، وأقول لأعضاء هذه الجماعة، احذروا لا تستهينوا بدم أولاده.

وفى النهاية أنا شخصياً سأصمت لكى يتكلم الله، وسأصلى فى صمت ليقبل الله شموعنا لراحة نفوس موتانا، فهل أتت الساعة التى يظن فيها كل من يقتل أنه يقدم خدمة لله ؟!

عزيزى المستشار مجدى العجاتى، هل ترى والسادة أعضاء البرلمان أن الوقت يسمح بإصدار قانون للعدالة، يقترح أطر مصالحة مع الجماعات الإرهابية؟.. إذا كنت ترى ذلك فأرجو كتابة نصوصه بدماء الأبرياء من بنى قومك ودماء الشهداء التى امتلأت بها أفنية الكنائس، من دماء جنودك وضباطك التى سفكت على قارعة الطريق!!

وأخيراً سلام لمن ذهبوا ليروا الله فى كنيسته فأخذهم ليروه فى سمائه.