رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رمية ثلاثية

حاولت كثيرا أن أقنع نفسى بأن الإرهاب الجبان الذى يقتل المصريين هم أفراد من نسيج هذا الوطن عاشوا  على أرضه ويعرفون جيدا ما نعانيه فى السنوات الأخيرة والتى تحولت إلى عبء رهيب على كاهل المواطن الغلبان الذى بات كل حلمه أن تتغير الأمور وتنهض البلد حتى يخرج من حالة الجمود التى دخل فيها فى ظل أسعار قاتلة ومرتبات لا تكفى أيام قليلة من الشهر، حتى امتلأت الشوارع بالمتسولين فى ظاهرة لم نشاهدها من  عشرات السنين.

هل يعلم هؤلاء إذا كانوا حقا مصريين أنهم يقتلون النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق.. فأين الحق فى قتل مصرى يؤدى خدمته العسكرية بشرف يقف حارسا لحدودها او شوارعها أو مرافقها.

جنود تركوا أهاليهم وتوجهوا إلى أداء واجبهم الوطنى ما ذنبهم  ليتعرضوا للقتل بأبشع صوره تتناثر أشلائهم بصورة بشعه ومؤلمة.

كيف وصل الأمر بالدخول إلى دار عبادة وتفجير الموجودين فيها من إخواننا المسيحين فى يوم مولد خير الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهو الذى أوصى بهم فى الحديث وهو على فراش الموت حيث قال: إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحما، وفى رواية أنه قال: إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحما. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبى والألبانى.

هذه هى تعليمات الرسول «وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى» فكيف استباح هؤلاء قتل المسيحين داخل الكنائس على هذا النحو وكيف استباحوا لأنفسهم قتل الجنود وهم يحرسون الوطن.

إن الاغتيالات التى نفذها هؤلاء هى ليست اغتيال أفراد بل هى اغتيال وطن محمل بالأعباء والمشاكل يحتاج إلى التكاتف والعمل من أجل النهوض به.. وطن يحتاج إلى الرحمة بالشعب الذى يعانى بشدة بسبب مثل هذه الحوادث التى تقف حائلا أمام العديد والعديد من التقدم بسبب هروب المستثمر خوفا من هذه الأحداث، وافشال كل المجهودات التى تتم فى الوقت الحالى لاستعادة السياحة دورها الهام فى توفير العملة الصعبة الملاذ الأمن لتوفير مستلزمات الوطن من أدوية وأغذية تحولت فى الفترة الأخيرة إلى حلم للفقراء مع ارتفاع أسعارها بطريقة جنونيه بسبب قلة توافر العملة الأجنبية.

انا أرفض تماما من يطلق على هؤلاء مسلمين او حتى جماعات متشددة هولاء لا يمكن أن ينتموا للإسلام بأى حال هؤلاء لا يمكن أن يكون سجدوا له حق وأطلعوا على القرآن الكريم وقول الحق سبحانه وتعالى فى سورة التكوير «وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9).

هؤلاء هم من اتاحوا الفرصة للمتشددين فى الغرب أن يهاجموا الإسلام دين الرحمة الذى انتشر بالسماحة وخُلق الرسول الكريم، وليس بالعنف والقوة وإزهاق الأرواح بغير حق.

لقد حذر الله من سب الذين يدعون المشركون من دون اله فيسب المشركون الله جهلا منهم وقال تعالى فى سورة الأنعام» وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108).