عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

جدد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم الخميس الماضى دعوته لتحديث وتطوير الخطاب الدينى أثناء خطابه للشعب المصرى والعالم الإسلامى بمناسبة الاحتفال بذكرى مولد خير البشر ونور الإنسانية سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وكعادته سيادة الرئيس يؤكد هذه الدعوة بتلك المناسبة كما كررها دائماً فى أغلب، إن لم تكن، كل خطاباته السابقة... ويا لها من عادة باتت محمودة ومرغوبة، فكم نحن فى أشد الحاجة للرجوع إلى مبادئ الإنسانية السامية والراقية التى نزل بها ديننا الإسلامى الحنيف، وبلغها خير الخلق الرسول الكريم الصادق الأمين محمد عليه أفضل الصلوات والسلام... إلى أن شوه ملامح هذا الدين الحنيف بكل أسف مجموعة من الجهلاء والأغبياء، من أعداء الإنسانية ومبادئ نشر وإعلاء قيم الخير والسلام، والعدل والجمال... ولذا نأمل أن تجد هذه الدعوة الهامة والعادة المحمودة لتجديد الخطاب الدينى من الاهتمام الجدى بحيث تدخل حيز التنفيذ وتطرح ثمارها وأشجارها الوارفة الظلال على العالم بأكمله وخاصة الإسلامى منه الذى بات مضطرباً، متخبطاً، متوتراً كثيراً، تتخطفه الطير تارة إلى أقصى اليمين وتارة أخرى إلى أقصى الشمال، وأصبح ما بينها غالباً رمادى اللون باهت الطلة بلا نكهة حقيقية أصيلة تعبر عن أصل العقيدة الإسلامية وثوابتها الوجدانية.

وقد راق لى ونحن نحتفل سوياً بمناسبة مولد الرسول عليه الصلاة والسلام أن أهنئكم جميعاً قرائى الأعزاء فى ذكرى هذا الاحتفال، وأدعوكم وأجدد معكم ذلك فى نفسى أنا أيضًا أن نعتاد ونعود أولادنا ونحن نحتفل بمولد نبينا المصطفى بإقامة شعائر الحب والسلام وممارسة طقوس الحق والعدل... وذلك من خلال إحياء أخلاق محمد الكريم على الأرض كافة سواء أكنا نعيش فى أوطاننا ولا سيما خارجها، كما أدعوكم أيضًا لقراءة كتاب «الديمقراطية فى الإسلام» لكاتبنا العظيم الأستاذ عباس محمود العقاد، تلك الكتاب التنويرى الذى يشرح بشكل مجمل فكرة الديمقراطية كما أنشأها الإسلام لأول مرة فى تاريخ العالم -وذلك بحد تعبير العقاد- والذى ربط فى كتابه هذا ما بين الحرية والإيمان، حيث كتب الآتى: (... الحرية بغير إيمان حركة آلية حيوانية أقرب إلى الفوضى والهياج منها إلى الجهد الصالح والعمل المسدد إلى غايته، فمن الخير أن تذكر الأمم الإسلامية على الدوام أن الحرية عندها إيمان صادق، وليست غاية الأمر فيها أنها مصلحة ونظام مستعار....).

وقد تصادف منذ عدة أيام أن طلب منى الظهور فى حلقة لأحد البرامج المترجمة والموجة للخارج، للحديث عن كتاب من الكتب التى أثرت فى حياتى، وبعد بعض التفكير اخترت وتحمست جداً للحديث عن كتاب «الديمقراطية فى الإسلام» الذى دعوتكم لقراءته والاضطلاع عليه فى السطور السابقة، وأتذكر أنى قد قرأته منذ ما يقرب من 10 سنوات، وقد ساهمت كثيراً جمل وعبارات عملاق الأدب العربى فى تشكيل وجدانى لتصور ماهية الحقائق الدينية المرتبطة بمفهوم الديمقراطية، فقد مر العقاد من خلال كتابه القيم على عدة نقاط أساسية بدأها بـ: تعريف الديمقراطية وأخلاقياتها وتحدث عنها بمفهومها السياسى والاقتصادى والاجتماعى، وتحدث عنها فى الأديان الكتابية، وتطرق أيضًا لما سماه بالديمقراطية العربية والإنسانية، تكلم العملاق العظيم كذلك عن حكومة الكون وحكومات الدول فى عهد الدولة المحمدية، وعرف ما معنى الحكم، وفى رحلة سريعة تجول فيها داخل رواق حكم الفاروق عمر بن الخطاب، الذى رأى أنه استطاع أن يمزج ما بين خواطر وأفكار مفهوم الديمقراطية فى الإسلام والواقع العملى الذى عاشه، حتى العلاقات الخارجية لم يتركها بل تطرق لها من جانب غاية فى الأهمية وهو تشريع الجهاد فى الإسلام (الجهاد بمعنى القتال) وعلاقة ومدى تقارب أو تنافر ذلك بإقرار الإسلام لفكرة أو مفهوم السلام بين بنى الإنسان على الأرض... إنه حقا كتاب ثرى، يضعنا على حقائق هامة تتعلق بصلب عقيدتنا، لذا أرى أنه من المناسب جدا قراءته وخاصة فى ذلك التوقيت الصعب.

ولا أخفيكم شيئاً، فهناك نقطة أو قضية هامة تشغلنى كثيراً، كلما ترددت على مسامعى جملة (تجديد الخطاب الدينى الإسلامى) ألا وهى: بمن سيجدد؟ أى من سيقوم بتلك المهمة المهمة؟ هل سنسندها إلى أولئك الذين ساهموا بتشويهه بالأساس؟!! ودعونا نعترف بشىء ولا نخجل أن نخفيه أو نتعمد ذلك من باب تقديس أشخاص أو أفكار ما أنزل الله بها من سلطان، وإنما هى لعادات وأعراف ارتبطت بفترات زمنية معينة ودأبنا نحن وآبائنا على ربطها بالإسلام.